يوسف عبد الله الفهد
المولد والنشأة
ولد المحسن يوسف عبدالله الفهد رحمه الله عام ١٣٢٧هـ الموافق لعام ١٩٠٩م، في منطقة القبلة في الكويت إلى جانب منطقة الشرق، وهما من أوائل المناطق التي استقر بها الكويتيون، وتمحورت حولهما مدينة الكويت وهو الابن الثالث في الترتيب لوالده عبد الله الفهد جد العائلة الأكبر. ويرجع نسب عائلة الفهد إلى قبيلة بني خالد التي سكنت منطقة نجد في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ثم نزحت العائلة إلى الكويت في القرن ۱۸ الميلادي تقريباً، وسكنت في الحي القبلي بقرب المدرسة المباركية، وهي أسرة طيبة عريقة، برز منها رجالات كثيرون في مختلف المجالات، ولهم مساهمات طيبة في الأعمال الخيرية في دولة الكويت، ومنهم أخوه أحمد عبدالله الفهد رحمه الله الذي كتبنا عنه في الجزء السابع من هذه السلسلة المباركة، وابن أخيه عبد الرزاق أحمد عبد الله الفهد وغيرهما.
أوجه الإحسان في حياته
المحسن يوسف الفهد رحمه الله من بيت طيب وأسرة كريمة، لذلك كان الأعمال الخير والإنفاق في سبيل الله قدر كبير في حياته حيث كان رحمه الله يقدم تبرعات مستمرة - بفضل الله تعالى - إلى بيت الزكاة والهيئات واللجان الخيرية الأخرى، وساهم رحمه الله بالتبرع للعديد من المشاريع الخيرية داخل الكويت وخارجها، وقد تعددت أوجه الإحسان في حياته وتخطت حدود الوطن إلى خارجه في دول عربية وإسلامية كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر. - تبرع مع شقيقه أحمد الفهد رحمهما الله بمبلغ من المال للشعب الجزائري الشقيق عندما تعرض لزلزال مدمر عام ۱۹۸۰م في مدينة الشلف الأصنام سابقاً)، وذلك بواسطة اللجنة الشعبية لجمع التبرعات في الكويت. - تبرع يوسف عبد الله الفهد مع أخيه أحمد الصالح متضرري الزلازل في منطقة لواء ذمار في اليمن بمبلغ ۱۰۰۰۰ د.ك ( عشرة آلاف دينار كويتي) في شهر يناير من عام ١٩٨٣م. كان المحسن يوسف الفهد مع شقيقه أحمد رحمهما الله من السباقين إلى البذل والإنفاق لنصرة إخوان العروبة والإسلام في مصر الشقيقة خلال العدوان الثلاثي عليها، وتبرعا بمبلغ ۱۵۰۰۰ روبية (خمسة عشر ألف روبية، ضمن القائمة الأولى من تجار الكويت التي نشرت في مجلة الكويت اليوم الرسمية في 11 نوفمبر 1956م.
التبرع من وصيته بمشاركة أخيه أحمد الفهد الصالح دعم المجهود الحربي الكويتي عام ١٩٩٤م بمبلغ ٥٠٠٠٠ د. ك (خمسين ألف دينار كويتي).
عمارة المساجد:
حرص المحسن يوسف الفهد رحمه الله على أن يكون من عمار بيوت الله تعالي في الأرض، فتبرع ببناء العديد من المساجد رغبة في نيل رضا الله تعالى، مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مثله، رواه مسلم.
مسجد الفهد في الكويت
تأسس مسجد الفهد عام ١٨٥٨م في فريج الفهد قرب سوق الذهب الجديد مقابل سوق اللحم الحالي على يد عبد الله الفهد، ثم جدده بعض محسني الكويت عام ۱۸۹۹م، ثم جددته دائرة الأوقاف العامة في فترة الخمسينيات من القرن الميلادي العشرين. وقد ساهم المحسن يوسف الفهد مع أخيه أحمد رحمهما الله في إعادة بناء المسجد عام ١٩٦٠م، والذي يظهر شامخاً وسط منطقة المباركية، ويومه المصلون ممن يؤمون أسواق المباركية، ويتسع هذا المسجد لأكثر من ألف مصل. ثم أعادت بناءه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في عام ١٩٨٣م.
مسجد في جمهورية مصر العربية
وتأسس في منطقة كانت بأمس الحاجة لهذا المسجد في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية، وتم ذلك في عام ١٩٦٥م، وهو مسجد ذو مساحة كبيرة مكون من طابقين ويتسع لألفي مصل.
ثلاثة مساجد في باكستان
بنيت هذه المساجد عام ۱۹۸۰م بالمشاركة مع أخيه أحمد الفهد رحمه الله في مدينة لاهور في باكستان، وتم ذلك عن طريق العاملين لديهم في شركاتهم من الجنسية الباكستانية.
مشروع إفطار الصائم
حرص المحسن يوسف الفهد رحمه الله على نيل الثواب العظيم لولائم الإفطار، التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلها في قوله : مَنْ فَطَرَ صَائِمًا كُتِبَ لَهُ مثل أجره، إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم، أخرجه الدارمي، ولذلك أقام هذا المشروع سنوياً في مسجد الفهد بالمباركية بمدينة الكويت، حيث تقدم وجبات الإفطار لعدد ٥٠٠ ( خمسمائة) صائم يومياً طوال شهر رمضان الكريم على نفقة المحسن يوسف الفهد وإخوانه وبفضل الله فإن هذا الخير مستمر إلى يومنا هذا على يد ورثته، وقد بلغت تكلفة ولائم الإفطار منذ عام ۱۹۹۹م حتى عام ۲۰۰۹م من خلال بيت الزكاة ٨٥٣٢٨ د.ك ( خمسة وثمانين ألفاً وثلاثمائة وثمانية وعشرين ديناراً كويتياً".
مشروع كفالة الأيتام وطلاب العلم
وقد كانت للمحسن يوسف الفهد رحمه الله أياد بيض في مجال كفالة الأيتام وكفالة طلاب العلم حتى التخرج، ومن ذلك كفالته لعدد (٣٠) يتيماً) في جمهورية مصر العربية الشقيقة. كما ساهم رحمه الله في مشروع كافل اليتيم من خلال بيت الزكاة بمبلغ ألفي دينار في يناير عام ۱۹۹۹م ولا تزال هذه الكفالة مستمرة.
إنشاء دار لتحفيظ القرآن الكريم في القاهرة
وبفضل الله تعالى فقد نال المحسن يوسف الفهد رحمه الله فضل خدمة كتاب الله العظيم من خلال بناء دار مباركة لتحفيظ القرآن الكريم في القاهرة بجمهورية مصر العربية عام ١٩٦٦م، وتتسع لعدد ۲۰۰ مائتي) طالب، جعلها الله في صحائف أعماله يوم القيامة.
تأسيس مركز الفهد للعلاج الطبيعي بمستشفى الصليبخات
وهو مشروع يهدف إلى تخفيف آلام ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بالكسور والعمليات الجراحية، وقد تأسس مركز العلاج الطبيعي بمستشفى الصليبخات والذي كان يُسمى أيضا مستشفى العظام في الصليبخات، على نفقة وصية المحسن يوسف الفهد وأخيه أحمد رحمهما الله عام ١٩٨٩م. وانتهت أعمال البناء في النصف الأول من عام ۱۹۹۰م، ثم داهم المحتل الغاشم المركز ودمر أجزاء كبيرة منه في تلك الفترة، وتم بفضل الله تعالى إعادة تأهيل المركز وتزويده بأحدث الأجهزة الطبية في مجال العلاج الطبيعي بعد التحرير مباشرة، وبلغت تكاليف ذلك ۳۰۰۰۰۰ د.ك (ثلاثمائة ألف دينار كويتي)، وتم افتتاحه في ٢٠ مارس ١٩٩٤م. والمركز هو الوحيد في دولة الكويت. ومن دعائم مستشفى الطب الطبيعي والتأهيل حيث يقدم خدمات طبية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى حالات خاصة من أمراض الجهاز العصبي والحركي للبالغين.
ويستقبل الأطفال منذ الولادة وحتى الثانية عشرة، الذين تتنوع إعاقاتهم ما بين شلل دماغي، توحد، تشوهات خلقية أمراض أعصاب، متلازمات أخرى خلع الكتف والحوض أثناء الولادة والكسور علاج صعوبة البلع وعلاج النطق والكلام. - ونظراً لزيادة الحالات التي تتقدم لتلقي العلاج في المركز، فقد تمت توسعته من خلال ورثته - عام ۲۰۰۷م بمساحة إضافية قدرها ٦٠٠ متر مربع وبتكلفة إجمالية بلغت ۲۰۰۰۰۰ د.ك ثلاثمائة ألف دينار كويتي أنفقوها من خلال شركة أحمد ويوسف الفهد طاعة وقربة لله تعالى، القائل في كتابه العزيز: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ، وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) سورة سبأ.
تبرعاته لبيت الزكاة في الكويت
ساهم المحسن يوسف الفهد رحمه الله وإخوانه وورثتهما بتبرعات سخية إلى بيت الزكاة في الكويت، استمرت منذ عام ١٩٩٥م إلى سبتمبر عام ٢٠٠٩م. وبلغ إجمالي هذه المدفوعات ١٧٠٩٦٠ د.ك ( مائة وسبعين ألفاً وتسعمائة وستين ديناراً كويتياً)، وشملت هذه المبالغ زكاة المال والصدقات والتبرعات، لينفق منها على الأسر المتعففة والمحتاجة داخل الكويت وخارجها، ومشروعات بيت الزكاة الأخرى مثل مشروع كافل اليتيم وولائم الإفطار وذبح الأضاحي وعمارة المساجد وتأسيس دور الأيتام وغيرها .
وفاته
توفي المحسن يوسف عبدالله الفهد إلى رحمة الله تعالى عام ١٤٢٤هـ الموافق العام ٢٠٠٣م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
بيت الزكاة. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج9، 2010.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%209.pdf