يوسف عبدالرازق الصبيح

المولد والنشأة:
ولد يوسف عبد الرزاق الصبيح عام ۱۲۱٥ هـ الموافق لعام ۱۸۰۰م، بمنطقة (البير) في أرض نجد ، وحيد والديه تعلم من والده حرفة التجارة ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره، أنس في نفسه القدرة على الاستقلال في تجارته وكان ذا عزيمة قوية فيما يقرره متوكلاً على الله.
تطلع الشاب يوسف الصبيح إلى الكويت وهو في هذه السن المبكرة، لما سمعه من والده عن أهلها من صدق وأمانة وحسن معاملة وعمل ضمن التجار الذين يعتمدون في أرزاقهم على البحر.
لما طاب لهذا الشاب اليافع المقام في الكويت، اتجه إلى تجارة الخيول العربية الأصيلة، واتسعت تجارته حتى أصبح أكبر تاجر خيل عرفته المنطقة. ومن الله عليه بثروة كبيرة استثمرها أيضاً في تجارة الأراضي والنخيل. ويرجح الرواة أنه كان يملك عدة سفن تمكنه من نقل تجارته إلى الهند.
أوجه الإحسان في حياته
له في أوجه الإحسان مجالات كثيرة منها ما هو مضرب المثل حتى يومنا هذا.
إطعام الفقراء وإيواء عابري السبيل:
عرف يوسف الصبيح - رحمه الله - فضل الشكر على نعم الله، وترجم العرفان بفضل الله عليه إلى إحسان للفقراء والمحتاجين، يغدقه في السر والعلانية، ومد يد العون لكل مكروب. وحتى يعفي السائل من مغبة السؤال إمعاناً منه في أدب الإحسان، فتح مضيفة وفر فيها كل ما يحتاجه عابرو السبيل والمحتاجون، حيث يجدون الطعام والشراب ومكاناً للنوم ثم يتزودون بما يحتاجونه في ترحالهم.
وهو بذلك بعمل بقوله تعالى : (ليس عليك هداهم................... وانتم لا تظلمون) سورة البقرة (272).
الجود وقت العسرة:
حل بالمنطقة جفاف وقحط أهلك الزرع والضرع، وانتشرت مجاعة اعتصر فيها الناس سميت الهيلك (١٤) استمرت من عام ١٢٨٥ هـ حتى عام ۱۲۸۸ هـ، أي من عام ١٨٦٨ إلى ۱۸۷۱م، حيث امتدت إلى أماكن شاسعة ما بين أواسط الفرات في العراق حتى الإحساء في الجنوب، وكذلك بلاد فارس التي نزح كثير من أهلها إلى الكويت في ذلك الوقت، هرباً من الجوع، وذلك بسبب ما أصاب المنطقة من جفاف تشققت بعده الأرض وجفت حلوق الناس عطشاً.
وفي هذه الأزمة الطاحنة - التي عز على الآلاف من الناس أثناءها أن يجدوا لقمة خبز تنجيهم من الهلاك جوعاً - ظهر معدن الرجل المؤمن المحسن الكريم يوسف الصبيح - رحمه الله - حيث خصص ثلاث مضايف في كل من الكويت والزبير والإحساء، لإنقاذ الناس من الموت جوعاً.
وشاركه في هذا الإحسان عدد من الشخصيات البارزة في الكويت منهم يوسف البدر - عبد اللطيف العتيقي - وبيت ابن إبراهيم سالم بن سلطان. بیت معرفي - وغيرهم.
فقد كان - رحمه الله - ملاذاً لكل ذي ضائقة وعسرة، يسعى إليه كل من حلت به ملمة، فيسدد دين المعسر، ويطعم الجائع، وأكرم اليتيم.
وفاته
توفى المحسن يوسف عبد الرزاق الصبيح سنة ۱۲۹۲ هـ الموافق ١٨٧٥م وترك أبناء بررة أكملوا أبناء بررة أكملوا من بعده المسير هم عبد اللطيف حمد، محمد یعقوب عبد الرزاق، علي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين) . بيت الزكاة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1422هـ - 2001م.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%201.pdf