نايف حمد الدبوس

من ويكي خير
محسنون من بلدي
محسنون من بلدي

المولد والنشأة:

هو نايف بن حمد بن جاسم الدبوس، ولد عام ۱۳۲۷ هـ الموافق لعام ١٩٠٩م في محلة "نقرة الدبوس" بحي الشرق في مدينة الكويت. وآل الدبوس من العائلات العريقة في الكويت وينتمون إلى قبيلة الفضول المنتشرة في الجزيرة العربية ومنطقة الهلال الخصيب.

تحدر من أسرة معروفة بالشجاعة والنضال من أجل الوطن، وكان أجداده قد شاركوا في الكثير من المعارك دفاعا عن الكويت وأهلها، ومن المعارك التي خاضوها معركة النصار المعروفة، ومعركة ملح المعروفة بمعركة الدسمة، ومعركة الصريف ومعركة الجهراء، وسقط في هذه المعارك العديد من الشهداء والجرحى من هذه العائلة الكريمة.

كان - يرحمه الله - كريم النفس حميد الخصال، سخيا ومحسنا وشجاعا، يحترم الكلمة ويحسن إلى الناس قولا وفعلا.

بدأ حياته العملية كمعظم أهل الكويت في ذلك الوقت بممارسة الغوص وصيد اللؤلؤ كآبائه وأجداده، ثم رافق جده النوخذة جاسم الدبوس - يرحمه الله - في رحلاته.

ترك الغوص واتجه إلى التجارة فقام برحلات عديدة إلى بلاد الشام والهند وإفريقيا ووفقه الله في تجارته.

التحق بسلك الشرطة تحت رئاسة أمير البلاد الراحل سمو الشيخ صباح السالم الصباح - يرحمه الله - وكان من المقربين له.

في الخمسينيات أصبح عضوا في غرفة تجارة وصناعة الكويت وشارك في تأسيس القطاع الصناعي والعديد من شركات المقاولات والبناء، والشركات العقارية، والبنوك المحلية.

أوجه الإحسان في حياته:

تمثلت أوجه الإحسان عند المحسن نايف الدبوس في إعمار بيوت الله ودعمه للعلم والمتعلمين وعمل إفطار جماعي للصائمين الفقراء ومساعدة المحتاجين، وتميز في مجال الخدمة العامة لوطنه وأهله طاعة لأمر الله تعالى القائل:

(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) سورة البقرة، الآية 195.

المحافظة على حقوق الآخرين:

كان - يرحمه الله - محافظا على العادات والقيم العربية والإسلامية، صريحا رقيق القلب محبا للخير يكرم الضيف ويساعد المحتاج، ويحافظ على حقوق العمال.

عمارة المساجد:

حرص المحسن نايف الدبوس على أن تكون له مساهماته في إعمار بيوت الله تعالى، عملا بقوله سبحانه وتعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال) سورة النور، الآية 36.

فقام بإنشاء مسجد نايف الديوس بمنطقة الفحيحيل على نفقته الخاصة.

ولم يكتف بذلك بل قام بتوسعته مرات عديدة بعد سنوات من بنائه لكي يتسع لعدد المصلين المتزايد باستمرار.

في مجال التعليم:

عمل المحسن نايف الدبوس على دعم التعليم في بلاده، فقام بإرسال أكثر من عشرين طالبا في بعثات علمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في فترة السبعينيات والثمانينيات على نفقته الخاصة بالكامل.

كما عمل على المساعدة في تعليم أقاربه، وإرسالهم أيضا في بعثات تعليمية وتوفير سبل الراحة لهم، دعما لصلة الرحم التي آمن بها وتمسك بها، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة" رواه الترمذي وقال حديث حسن.

مساعدة الأسر المتعففة:

ساهم في العديد من الجمعيات الخيرية التي تساعد الأسر المتعففة في الكويت، فكانت يسراه لا تعلم ماذا أنفقت يمناه، حرصا منه على أحاسيس تلك الأسر وعملا بأوامر الله سبحانه وتعالى الذي عد هذه الصفة من صفات المؤمنين الصادقين قال تعالى: (إن تبدوا الصدقت فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويفكر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير). سورة البقرة، الآية 271.

إطعام الطعام:

حرص المحسن نايف حمد الدبوس على عمل إفطار جماعي في شهر رمضان المبارك من كل عام، لإطعام الفقراء والمساكين وابن السبيل لينال الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. وظلت هذه الحسنة مستمرة بعد وفاته إذ قام أولاده بالاستمرار في هذا العمل الخيري.

وفاته:

بعد عمر مديد حافل بجلائل الأعمال اختاره الله إلى جواره يوم ۱۹۹۷/۷/۲۱، حيث توفي في العاصمة البريطانية (لندن ) ونقل جثمانه إلى الكويت.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج2. بيت الزكاة، 2001.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%202.pdf