نافع المطيري

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
نافع المطيري
نافع المطيري

هو:

نافع محمد مطلق المطيري ترعرع في منطقة الأحمدي، وولد فيها، وعاش في بيئة برية، وأمه كانت ترعى الغنم، وكان يبيع ويشتري لها الغنم، في مثل هذه البيئة ترعرع نافع المطيري فكسب الكثير من صفاتها الأصيلة كالقوة والرجولة، والصفاء والاعتماد على النفس، ورعاية الآخرين. كما تربى سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - وجميع الأنبياء، رباهم الله تعالى في رعاية الحيوان، حتى يتعلموا من خلالها رعاية الإنسان.

دراسته ومناصبه:

درس في مدارس منطقة الأحمدي في صباه، ثم التحق في المعهد التجاري وتخرج منه، وبعد التخرج عمل في وزارة المواصلات حتى أصبح أحد مديريها، ثم تقاعد، وتسلم إدارة لجنة زكاة القرين منذ عام ١٩٩٤ وحتى وفاته عام٢٠١٠م.

طبيعته وأبرز خصاله:

قديما قالوا: إن لكل إنسان نصيب من اسمه، ويؤكد هذا الأمر بعض الآثار، والتي منها ما جاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه — أن رجلا جاء له، وسأله عن اسمه، فأجاب: جمرة.

فقال له: ابن من؟

فقال: ابن شهاب.

فقال: ممن؟

فقال: من الحرقة.

قال: أين مسكنك؟

قال: بحرة النار.

قال: بأيها؟

قال: بذات لظى. قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا.

فكان كما قال عمر.

وكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يكره الاسم القبيح ويغيره، سواء كان اسم إنسان، أو قبيلة، أو مكان، أو حيوان، وورد أنه قال - صلى الله عليه وسلم - عن بعض القبائل: "أسلم سالمها الله، وغفار غفرالله لها، وعصية عصت الله ورسوله".

وجاء في خبر الإمام البخاري عن ابن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما اسمك؟

قال: حزن

قال:أنت سهل.

قال: لا أغير اسما سمانيه أبي.

قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد.

كان واضحا للجميع تأثير اسم نافع المطيري على سلوكه وأخلاقه، وحتى موتته، رحمه الله. فقد كرس نفسه إلى آخر لحظة للعمل الخيري، فقد كان رئيسا للجنة زكاة القرين، ولا تراه إلا غاديا ورائحا في تفقد المحتاجين من الفقراء والمساكين والأيتام، بينما غيره يبحث عن زيادة الدخل، والمناصب العالية هنا وهناك أما هو فقد آثر البحث عن زيادة أجره بالعمل مع الفقراء والمساكين، وأحب أن يحشر مع الفقراء يوم القيامة.

أهم صفاته:

حب الالتزام:

لقد التزم بشباب جمعية الإصلاح الاجتماعي مبكرا، في بدايات شبابه، وأحب طريق الصلاح والالتزام، وتربية أبنائه على ذلك، حتى إنه كان يؤثر حبه وولائه للشباب الصالح على ولائه للقبيلة، فمحبة إخوانه كانت تغلب، وبسبب معرفته بقيمة الالتزام مع الجماعة الصالحة، وخطورة أصحاب السوء، كان يبذل جهدا كبيرا في ترغيب أبنائه بالالتزام بكل ما يستطيع من أساليب.

صلته الربانية:

كان من عادته - رحمه الله - إذا دخل البيت ليلا أول ما يقوم به صلاة الوتر، ثم قراءة ورده من القرآن، وبعد ذلك يتناول العشاء ثم يتحدث مع الأبناء، وكان له ركن خاص لعبادته في المنزل.

صلة الأرحام:

كان شديد الاهتمام بصلة الأرحام، حتى إن الأباعد كانوا يحبونه ويثقون به، ويوسطونه بينهم عند الخلاف، لما له من محبة في نفوسهم، حتى إنه عند وفاته وجدوا فاتورة في جيبه لبعض المشتريات لوالدته، فقد كان يتفقد الجميع، وكان مميزا ببره بوالدته، ومن صلته للأرحام أن أبنائه اكتشفوا في الخزانة ا لحديدية بعد وفاته أنه كان يشرف على ثلاثة أثلاث (والده وعمه، ووالدته) في الأعمال الخيرية، دون أن يعلم أحد.

الجدية:

كان يغلب عليه الجد في حياته، فقد كان قليل الكلام كثير الفعال، يؤثر الناحية العملية على الناحية الكلامية، وكان - رحمه الله — لا يهدأ أبدا، في عمل دائم، بل كان يباشر العمل بيديه، فهو الذي كان يوزع المعونات على الفقراء، خاصة في رمضان، ولم يترك العمل الخيري حتى في أخر لحظات حياته، وقبل الوفاة بأيام.

طريقته في تربية أبنائه:

إن التميز عند جميع أبنائه خاصة ابنه الكبير طارق، والذي امتاز كأحد القيادات السياسية الشابة، وولده محمد أحد المتميزين في عالم النت، وله شركة تديرأعمال البرمجة، وولده أحمد النقيب في الجيش، يدل على أن وراء ذلك التميز أبا وأما متميزان، ولاشك أن طريقته في تربيتهم كانت لها الأثر الكبير في صياغة شخصيتهم، وتميزهم.

فكان من أبرز طرقه في تربيتهم:

  • تعويدهم على الأخذ بمبدأ الشورى.
  • الاحترام.
  • تحبيبهم للالتزام.
  • إكرام الضيف.

تعليم أبناءه العمل الخيري:

كان يأخذ أبناءه معه إلى لجنة الزكاة، ويعلمهم بعض المشاريع، ويصحبهم معه في أثناء اشرافه على بعض المشاريع، والتي كان منها إفطار الصائم في رمضان، فكانوا يساعدونه في أثناء الإشراف ويتعلمون في ذات الوقت ليحبب إليهم العمل الخيري ويذوقوه.

وفاته:

أصيب بالسرطان عام ٢٠٠٧ وبعد مدة من العلاج في الكويت قرر التوجه للعلاج في أمريكا، وعولج هناك لمدة ستة أشهر ولم يستفد كثيرا من العلاج، ثم ذهب إلى البر، وعولج بلبن الإبل، وكانت النتيجة ضئيلة، وفي بداية عام ٢٠١٠ بدأت حالته تتدهور، وتسوء، وازداد نحافة، وبدأ يكثر دخوله إلى المستشفى. وقد فاضت روحه إلى بارئها يوم 2 فبراير 2010م.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الأولى). عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2013.

الموقع الإلكتروني:

https://www.eslah.com/wp-content/uploads/2023/10/wfa1_.pdf