مشاري ناصر العرادة

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
مشاري ناصر العرادة
مشاري ناصر العرادة

مولده ونشأته:

ولد بخيطان في 1982/8/17م - 28 شوال 1402هـ، ونشأ في منطقة اليرموك، ومنذ أن كان صغيرا كان مع لجنة الصحبة الصالحة التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي في اليرموك، ثم التحق بمبرة المتميزين، واستمر في علاقته بالصحبة الصالحة حتى وفاته، متزوج وله ابنة واحدة.

الدراسة:

درس الروضة ثم الابتدائية والمتوسطة في مدرسة النصف، والثانوية في ثانوية الأصمعي، ثم أكمل في جامعة الكويت كلية الآداب قسم الفلسفة والتخصص المساند من كلية الشريعة.

العمل:

عمل مدرسـًا في ثانوية يوسف بن عيسى، ثم خرج من التدريس، وعمل في الأمانة العامة للأوقاف، ثم انتقل إلى العمل الإعلامي في المجال الخيري والتطوعي لعدة جهات ومؤسسات أهلية وحكومية كان آخرها الأمانة العامة للأوقاف.

أبرز صفاته:

زوجته تصف صفاته بإجمال

وددت الحديث عن زوجي مشاري العرادة، وفي البداية أردت تسليط الضوء على صفاته; فقد كان طيب الخصال، مثقفـًا يحب القراءة والمغامرة، لا شيء يشكل عنده المستحيل، مقب ـًلا على الحياة، لا يحب الأضواء ولا الشهرة، شغوفـًا في استكشاف الأشياء، لديه قدرة كبيرة في الإقناع، يحب الاستفادة من كل شيء، دائمـًا يفكر بوجود أهداف قريبة المدى منه، يحب استغلال وقته لو بشيء بسيط، وانعكس هذا على بنته، فكان يحب إشغال وقتها بالنوادي وحفظ القرآن الكريم، وتوجيه التفكير بشيء مفيد، بطريقة جاذبة خالية من الإكراه، هادئـًا جدا، يحب التطور والتكنولوجيا والعمل الخيري، إلى درجة أنه في بداية زواجنا ذهبنا معـًا للتصدق عن والدي المتوفى، خجولا جدا لا يحب الأضواء، فكان إذا أجرى مقابلة لا يخبر أحدا حتى لا يستمع له، قليـًلا في ظهوره للجمهور، لأنه كان يحمل في إنشاده رسالة يريدها أن تصل دون ضجيج الإعلام والأضواء، حريصـًا جدا على هدفه رغم المغريات، صاحب فطرة سليمة، ومهما سلبته الدنيا وأخذته يرجع دائمـًا للطريق الصحيح، فكان في طريق رحلاته لتفقد الفقراء بحكم عمله بالأوقاف، أو باللجان الخيرية، أحيانـًا يحتك بأناس لهم سلوك غير سوي فما كان يرضى هذا السلوك وأحيانـًا يوقف الرحلة، لأن فطرته غير متقبلة لوجوده معهم.

كان يحب الضحك والمزاح، إنسانـًا مبدعـًا، يحب التجربة ويؤمن بأفكاره، ويصر عليها ولا يعدل عنها إلا إذا تأكد بنفسه من فشلها، ذكيـًا جدا، يحب الدعوة والصدقات وتفقد أحوال البلدان، ولم يكن راضيـًا عما يحدث للمسلمين، تبنى قضية القدس، وأنشد لها أكثر من نشيدة، ويحب السفر، لا يتدخل في حياة الآخرين رغم قربهم منه، ومهما بلغه من أذى لا يعير له بالا، ولا يؤثر في حياته بل يزيده نجاحـًا في حياته الخاصة، لا يحب نقل أخبار الآخرين بالسوء، قريبـًا جدا من أهله وإخوانه وأخته، ويحب أن يخدمهم، وفي خصاله وصفاته قريبـًا جدا من والده، فهو يعكس صورته الخلقية وتصرفاته وثقافته وحبه للعمل الخيري، ويحب العطاء، ويحب الإبداع والتميز، يشعر بالفقراء وبجوعهم، وكريم الخصال، وكان متواضعـًا جدا، ولديه الكثير من الأصدقاء والعلاقات، ومتواصـًلا جيدا مع الآخرين، واعيـًا ودبلوماسيـًا في علاقاته.

من أبرز صفاته:

أولا: بر الوالدين:

منذ أن كان صغيرا كان مطيعـًا، هينـًا لينـًا مع والديه، حتى إنه كان آخر عمل قام به قبل وفاته أنه أخذ والدته إلى المدينة المنورة.

ثانيـًا: الكرم:

كانت يده مفتوحة، ويسابق أصدقاءه في الدفع، وكان السخاء واضحـًا فيه ويغدق على أصحابه، ويسابقهم في كل أمر فيه خير، خاصة في الرحلات والسفر.

ثالث ـًا: السماحة:

ومن أبرز سماته الابتسامة الدائمة، ودماثة الخلق، والمزاح الذي يدخل فيه السرور على قلوب إخوانه.

رابعـًا: الدفاع عن الحق:

لا يجامل أحد ـًا إذا ما تعدى أحد على ثوابت الدين أو القضايا الأخلاقية، فإنه ينبري له كالأسد ويرد عليه بما يملي عليه دينه والذود عنه.

خامسـًا: إبداعه في النشيد:

لقد حباه الله بصوت عذب سخره في أناشيده، وكان يركز في جميع أناشيده على القيم، وهم الأمة، وتحريك الإيمان في النفوس، وخاصة "فرشي التراب" التي اشتهر بها، وأثرت كثيرا بكل من سمعها، بل شاء الله أن تنتشر هذه الأنشودة فتعم الأرض، ويتأثر بها الكثير من جميع العالم الإسلامي، حتى إنه كان يعرف بها في المؤتمرات وحفلات النشيد، عندما كان يشارك فيها، بل كانت سببـًا في هداية البعض، وزيادة إيمانهم وإقبالهم على الله، ونشيد "غربتي" حيث يرسم فيها حال العاصي قبل توبته، وكم أبكانا في نشيد "أمي فلسطين" التي أداها مع المنشد حمود الخضر، ونشيد "يا رجائي" وهو مناداة لله وطلب التوبة منه بكلمات مؤثرة للغاية، ونشيده المؤثر "نظرة في شموخ يتيم" ، وهو يترنم:

انظر إلى وجه اليتيـِم، ولا تكن

إلا صديقـًا لليتيـِم حميمـًا

ونشيده الجميل "تفكرت يومـًا بمعنى الصديق" الذي رسم فيها الصفات الأصيلة للصديق الذي يجب أن نختاره في حياتنا.

وهكذا بقية إبداعاته في عالم النشيد، إنه منشد رفض أن ينشد إلا لأمته وأمجادها وآلامها، وما يعزز ثوابت الأمة، ويؤكد أخلاقها وقيمها.

مواقف من حياته:

  1. يحب الصدقات، وأحيانـًا كان يرى بعض المحتاجين الذين لا يطلبون، ففي لبنان برحلته لإغاثة سورية مع الأوقاف رأى أطفالا خجلين من طلب العون، فترك لهم الأكل على ناصية الطريق حتى يأخذوه دون إحراج.
  2. يحب العمل الخيري، فقد بلغني من بعض زملائه أنه تعاون معهم في إفراغ مكان بمبنى عمله لإقامه الدروس، وقد ساعدهم في ذلك رغم أنه ليس من مهام أعماله.
  3. لا يتردد في المساعدات التي يقدر عليها، ويحب الصدقات بشكل كبير، ودائمـًا يحب إسعاد الأطفال، فله رحلات عدة في المساعدات.

إنتاجه الفني:

منذ أن كان صغيرا كان يحب الإنشاد، ولاحظ والداه وأصدقاؤه جمال صوته، ونال من التشجيع ما جعله يهتم بتطوير هذه القدرة، وتطور الأمر حتى غدا منشدا من أشهر المنشدين في الدول العربية وسائر دول العالم.

ومن أبرز إنتاجه الفني:

  1. مشاركته لمجموعة أناشيد شعبية عام 1995 .
  2. الألبوم الأول له عام 1999 بعنوان "المجددون".
  3. سلسلة "يا رجائي" التي كان من بينها "فرشي التراب" وقد صدر من هذه سلسلة 4 أجزاء.
  4. شارك فيما يقارب 20 مهرجانـًا داخل الكويت وخارجها، وكان من أبرز الدول التي شارك فيها: الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وبريطانيا، وأستراليا، وإندونيسيا.
  5. شارك في حفلات وأوبريتات لدعم العمل الخيري فيما يقارب 25 عمـًلا مع العديد من المؤسسات الخيرية والتطوعية.
  6. أصدرت له وزارة الأوقاف في الكويت عملين مصورين، هما: "رمضان" "و زمان أول".
  7. بعض الإسهامات في مجال الكتابة بمجلة البشرى، وشبكة إنشادكم العالمية، ودار ناشري الإلكترونية.
  8. له إسهامات في الإخراج لبعض الأعمال، منها: "تصور لو يجيلك يوم" و "خير يجمعنا".

الجوائز والتكريم:

نال -رحمه الله- الكثير من التكريم والجوائز في الكثير من المهرجانات والمؤتمرات والحفلات داخل الكويت وخارجها، ومن ذلك:

  • كـّرمه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح في حفل "شكرا معلمي".
  • كـِـّرم في حفل ديوان الخير بدولة الكويت، و لُـِـّقـَب بمنشد الخير، لما قام به من دور متميز في المجال الخيري الإعلامي.
  • كرمته مؤسسة إذاعة تلفزيون الشارقة في عدة مشاركات.

وفاته:

توفي -رحمه الله- في يوم الأحد 2018/1/7م 20- ربيع الآخر1439هـ، وكانت وفاته في المملكة العربية السعودية قرب مدينة "نعيرية" وهو عائد من العمرة بانقلاب سيارته إثر حادث مروري، وقد شارك الآلاف في جنازته بمقبرة الصليبخات، وسط حضور كثيف قـَّل أن يوجد مثله، وما ذلك إلا للمحبة التي اكتسبها في قلوب الناس، وبشارة قبول بإذن الله، وظل أصحابه عند قبره حتى الغروب، لشدة تعلقهم وحبهم له، كأنهم لم يصدقوا أنه قد رحل.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الرابعة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2019.

الموقع الإلكتروني:

https://www.eslah.com/wp-content/uploads/2023/12/wafaa4.pdf