مدرسة السعادة للأيتام عــــــــام 1924م

مدرسة السعادة للأيتام عــــــــام 1924م
عرفت الكويت قديماً الكثير من المدارس الأهلية التي كانت تسمى الكتاتيب والتي كانت تدرس القرآن الكريم وبعض مبادئ اللغة، لكن هناك من المدارس الأهلية التي كانت بمثابة مدارس نظامية عَمِلت كمؤسسات تطوعية مع وجود المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية كمدارس أهلية تطوعية،والتي تعدّ كمؤسسات تطوعية، منها مدرسة السعادة للأيتام والتي أسسها المحسن شملان بن علي آل سيف الرومي عام 1924م .
سنة التأسيس :
1924م
المؤسس :
شملان بن علي آل سيف الرومي .
سبب التأسيس :
كان شملان قد أعطى غرفة من غُرف عمارته التجارية للشيخ عيسى الجيران ليدرس فيها الطلبة الفقراء الأيتام، فقد كانت هذه الغرفة إحدى الكتاتيب المهتمة بتدريس الطلاب الأيتام في الكويت .
وكان شملان يمر عليهم يومياً ويراهم يقرأون القرآن، فأراد شملان أن يُوسّع من تعليم الأيتام في الكويت الذين لا يجدون مُعيلاً ليدرسهم على نفقته .
وكان شملان مسؤولاً عن الأرض المجاورة لمسجد بن خميس والتي هي وقف خيري بوصية محمد بن شاهين، وكانت الوصية على يد محمد بن بشر، فبنى شملان هذه المدرسة لتدريس الأيتام فيها مجاناً على نفقته، وقيل بأن شملان بنى المدرسة من ثلث سعد الناهض بناءً على وصية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي .
وفي عام 1924م تم الانتهاء من بناء المدرسة وتم الافتتاح .
افتتاح المدرسة :
أقام شملان حفلا كبيرا لافتتاح المدرسة دعا له أهل الكويت، وقد تناوب العلماء والوجهاء والأدباء في إلقاء كلمات وقصائد بالثناء على شملان لما قام به من جهد عظيم لبناء المدرسة .
ومنهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي قال :
حباك الله مجداً واعتباراً
أيا من شاد للأيتام داراً
فضلٍ يشيد به من العليا مناراً
وأولاك الجليلُ جليلَ
تحلّ برحبها داراً فداراً
وأسكنك الجنان جنانَ عدنٍ
أضاءَ العلمُ فيها واستنارا
لئن شيدتَ للأيتام داراً
بَنيْل لا يُقاس ولا يُجارا
فكم واليت معروفاً لراجٍ
يؤمّ بنا إذا ما المجدُ سارا
وكم لك في الجميلِ جميلُ ذكرٍ
إلى أن قال :
تَنَلْ ذِكراً حميداً وافتخارا
فواصِلْ حُسْن سيرك باجتهادٍ
وسوراً حاطَ مجداً واستنارا
فَدُمْ يا بدرُ للأيتام نوراً
وأنشد الشيخ عبدالله الخلف الدحيّان علاّمة الكويت وفقيهها بقصيدة أثنى فيها على شملان وأرّخ فيها سنة تأسيس المدرسة وذلك في آخر بيت من القصيدة قال فيه :
إلا إنّ خيرَ البِرّ ما كان عاجلاً
وإِنْ رُمْتَ تاريخاً فهاك مؤرخاً
كما امتدح الشاعر عبداللطيف إبراهيم النصف شملان على بنائه المدرسة، ومما قاله :
مُذْ أصبحا لأبي الأمجاد قد نُسبا
اليوم نال العلا والمجد ما طلبا
حتى استكان له الأمر الذي صَعُبا
ما زال يدأب والخلاق يكلؤه
مكارمُ فُقتَ فيها العُجمَ والعَربا
الله أكبر يا شملان كم لك مِن
طلاب المدرسة :
خصصّ شملان هذه المدرسة في بداية الأمر للأيتام في الكويت للدراسة فيها بالمجان على نفقته الخاصة، لكنه أدخل فيها الطلاب الميسورين من أبناء عائلته والعوائل الأخرى الميسورة ليدرسوا فيها بالمجان على نفقته، وقد بلغ عدد الطلاب في المدرسة 250 طالباً، ثلثهم من الأيتام والفقراء .
ناظر المدرسة :
اختار شملان الشيخ أحمد الخميس أحد علماء الكويت ليكون ناظراً ومديراً للمدرسة براتب شهري مقداره 100 روبية .
المعلمون في المدرسة :
اختار الشيخ أحمد الخميس عدداً من المدرسين الأكفاء لتعليم الطلاب في المدرسة، وقد أجرى لهم شملان رواتب شهرية على نفقته، ومنهم :
- الشيخ عبدالوهاب عبدالرحمن الفارس
- الشيخ عيسى الجيران
- الملا محمد عبدالله الوهيب
- الشيخ عيد بداح المطيري
- الملا عيسى مطر حسن مطر
- الملا سيد أحمد سيد محمد عقيل
- الأستاذ عبدالمحسن عبدالله عبدالمحسن البحر
- الأستاذ سليمان أحمد علي بوكحيل
- الأستاذ عبدالكريم محمد العثمان البدر
- الأستاذ عبدالقادر عبدالعزيز العثمان
- الأستاذ أحمد محمد السنان
- الشيخ محمد هلال الأزهري، وكان الشيخ محمد هلال قد قدم من الأزهر للكويت، فعينه شملان مدرساً في المدرسة، وكان يدرس فيها القرآن والتربية الإسلامية والأعمال اليدوية كالشمع والصابون والمساحيق وغير ذلك .
المناهج الدراسية :
تم تدريس العديد من المواد الدراسية منها القرآن الكريم والتفسير والتربية الإسلامية والفقه المالكي، والفرائض، واللغة العربية بأقسامها، والرياضيات والجغرافيا والتاريخ الإسلامي .
احتفالات المدرسة :
أقامت المدرسة احتفالات لنجاح الطلاب، كما كانت تُقيم احتفالات بمناسبة زيارة الوجهاء والعلماء من دول العالم الإسلامي للكويت، وقد زار الكويت العديد من الفضلاء وأقامت لهم المدرسة الاحتفالات تكريماً لهم، فمن هؤلاء :
- الشيخ عبدالعزيز الثعالبي - من تونس
- الشيخ محمد بن عبداللطيف آل مانع - من قطر
- الوجيه محمد علي زينل - من المملكة العربية السعودية
- الوجيه عبدالرحمن إبراهيم القصيبي - من البحرين
كما زار المدرسة العديد من الأمراء والعلماء والوجهاء والأثرياء، منهم الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت، والأمراء سعود وخالد بن عبدالعزيز آل سعود .
ومن القصائد الجميلة الترحيبية بالضيوف، ما قاله الشيخ عبدالعزيز الرشيد عند زيارة الشيخ عبدالعزيز الثعالبي للمدرسة : يا زينة الأقران والأبطال
إن الكويت تزينت بقدومكم
تمشي ابتهاجاً مشية المُختال
أنظر إليها قد بدتْ في وَشيها
وزيارة الأبطال عيد غالي
حَظيت بعيدٍ يوم زرت رُبوعها
وأنشد الشاعر صقر الشبيب فقال :
بقدومك المولي السرور المؤنسِ
أما الكويت فلا تَسَل عن أنسها
من أخمصي جثمانها للأرؤس
عمّت بمقدمك الكويت مَسَرَّة
مصاريف المدرسة :
أنفق شملان على مصاريف المدرسة من أمواله الخاصة، لكنه لم يُمانع من تبرع المحسنين لها، فقد كان يستقبل تبرعات الزائرين والمحسنين، واستمر شملان في صرفه على المدرسة منذ تأسيسها في عام 1924 إلى عام 1932م، ولكنه اضطر لإغلاق المدرسة لخسارته المالية الفادحة، حيث كان يعمل بتجارة اللؤلؤ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
كتاب «من أوائل المؤسسات التطوعية والخيرية في دولة الكويت» تأليف د. خالد يوسف الشطي، 2019.
الموقع الإلكتروني: