محمد رفيع حسين معرفي
المولد والنشأة:

ولد المحسن محمد رفيع حسين معرفي سنة ١٣٢٧هـ ( ١٩٠٩م) في بيت والده في حي معرفي الكبير في الجهة الشرقية من مسجد آل خليفة المقام على أرض وزارة التخطيط حالياً. وقد نشأ - رحمه الله - في رعاية العائلة، ولما بلغ سن العاشرة بدأ نشاطه التجاري مسافرا مع سفن والده فقد كان مولعا بالتجارة محبا لها، فسافر إلى عدة دول وصولاً إلى الهند شرقاً، وأوروبا غرباً، حيث كان والده آنذاك يمتلك عدة سفن شراعية تعمل تجارياً ومالياً بين الكويت والبصرة والهند بغرض التجارة ونقل البضائع. وكان والده يتعامل مع معظم تجار الكويت، والجدير بالذكر أن آل معرفي كانوا يملكون أسطولاً من السفن أكثر من ١٦ سفينة مثل بغلة السلامتي ۱۸۸۷ وبوم بوحمرة ۱۹۰۱ وبوم التورة ۱۹۰٤ وبوم العلوي ۱۹۱۲ وبوم المحمدي سنة ۱۹۱٦ وبغلة الهاشمي وبغلة معرفي وبوم متوانة وبوم فتح الخير وغيرها، وكانت ترسو في نقعة معرفي وموقعها مكان وزارة الخارجية حالياً.
أوجه الإحسان في حياته :
تميزت شخصية محمد رفيع معرفي بحبه لعمل الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء فيقدم تلك الصدقات سراً وعلانية مع أن صدقة السر كانت غالبة على معظم أعماله؛ حيث لم تعرف جل أعماله الخيرية إلا بعد وفاته نظراً لانتشارها في الكويت والدول المجاورة، فقد أفصح الكثيرون عما أخفاه هو من عطاياه وهباته - رحمه الله .
مستشفى معرفي للولادة ( المستشفى الجمهوري) في العراق
لما كان المحسن محمد رفيع معرفي من الكويتيين الأوائل الذين سافروا كثيرا إلى العراق للاستثمار في العقارات والتجارة، وفي أثناء وجوده في البصرة حيث كان يدير أعماله بنفسه شعر بحاجة الشعب العراقي الماسة إلى المزيد من الرعاية الصحية، فسارع إلى إنشاء مستشفى معرفي للولادة عام ١٩٥٨م، وكان متخصصاً بالولادة ورعاية الأطفال، وقد أطلق عليه الأهالي اسم: «مستشفى معرفي ولا يزال يعمل حتى الآن ويعرف باسم «المستشفى الجمهوري، حالياً.
مستشفى معرفي للأطفال في العراق
أدرك - رحمه الله - أن هناك حاجة ماسة المستشفى مستقل للأطفال ولذلك بنى لهم عام ۱۹۷۲م مستشفى يضم ٦٠ سريراً .
ووفق الإحصائيات التي أعدتها إدارة المستشفى فقد تلقى العلاج فيه حوالي نصف مليون مريض تقريباً منذ ذلك التاريخ وحتى عام ١٩٩٠. ومنذ عام ۱۹٩١ وحتى عام ۲۰۱۰ بلغ متوسط عدد المرضى الذين عولجوا ٤٤٠٠٠ حالة سنوياً بإجمالي ۸۸۰۰۰۰ مريض.
المدرسة الوطنية
بعد تأسيس المدرسة المباركية عام ۱۹۱۱م والمدرسة الأحمدية عام ١٩٢١م بدأ تأسيس عدة مدارس أهلية بجهود تطوعية من أبناء الكويت الأوفياء وكانت المدرسة الوطنية الأهلية شبه النظامية من منارات التعليم الأهلي آنذاك وقد تم تأسيسها في ۱۸ ذي الحجة عام ١٣٥٧هـ (۱۹۳۸م)، على يد المحسن أحمد محمد حسين معرفي - رحمه الله (المؤسس الأول)، وبعد ثماني سنوات تقريبا استلم تمويلها المرحوم محمد رفيع معرفي وبنى لها مبنى جديداً في منطقة الميدان بمنطقة شرق بمدينة الكويت - ثم في عام ١٩٦٢م نقلها إلى منطقة القادسية وفي عام ۱۹۹۰م تم نقلها بواسطة أبنائه إلى منطقة حولي، وكانت تستقبل جميع الطلاب الراغبين في العلم دون التمييز بينهم بسبب مذهبهم أو انتمائهم الأهلي وكذلك بين مدرسيها، وهكذا ومنذ أربعينيات القرن الماضي استلم المحسن محمد رفيع معرفي المدرسة وتحمل نفقاتها كاملة، بالإضافة إلى الإشراف والإدارة وظلت المدرسة على وفائها لرسالتها التربوية حتى يومنا هذا، لذلك فهي تعد أقدم مدرسة أهلية نظامية مازالت قائمة على أرض الكويت حيث توارت جميع المدارس الأهلية التي عاصرتها واحدة بعد الأخرى بعد التوسع في إنشاء المدارس الحكومية النظامية.
ورغم أن ربع المدرسة توجه للأعمال الخيرية إلا أنها بالإضافة إلى ذلك قد سعت لتحقيق العديد من الأهداف الإنسانية ومنها:
- إفساح المجال لطلاب العلم في مختلف المراحل التعليمية دون أي عوائق مالية.
- استقصاء أحوال الطلاب المعوزين لتقديم المعونة لهم بشكل يمكنهم من التغلب على أي صعوبات تعترض طريق تحصيلهم الدراسي.
- الاهتمام بالحالات الإنسانية الضاغطة لدى بعض الطلاب والتي تتعلق بالتفكك الأسري أو وفاة أحد الوالدين من أجل توفير المناخ المناسب لهم.
- تحديد الاحتياجات التعليمية وتوفيرها بدون مقابل لغير القادرين على شرائها .
- تهيئة المجال أمام غير القادرين ماديا لدورات التقوية التي تنظمها إدارة المدرسة وذلك بإعفائهم من رسوم الالتحاق بهذه الدورات.
- إزالة الفوارق الاجتماعية بين فئات الطلاب المختلفة بحيث يشعر الجميع بأنهم في مستوى اجتماعي واحد.
- الرعاية الكاملة لفئة الأيتام من الطلبة بصفة خاصة لتعويضهم ما يفقدونه من عطف وحنان الأبوين.
- عيادة المرضى من الطلاب في المستشفيات أو في المنازل ويتولى هذه المهمة مجلس الطلبة في المدرسة الذي يقوم بمتابعة الحالة المرضية لهؤلاء الطلاب. تخصيص عيادة صحية في المدرسة للاهتمام بالحالات المرضية الطارئة وتحويل الحالات الصعبة منها إلى الجهات الصحية المختصة.
مبرة معرفي:
استمرت أعماله الخيرية في التوسع بعد وفاته حيث تم تأسيس ميرة المرحوم محمد رفيع حسين معرفي الخيرية في ۱۹۹۹م لاستثمار ثلثه الخيري والإنفاق من ريعه على أوجه الخير وخاصة تأسيس المشروعات الخيرية التي تعود بالنفع على أكبر عدد من البشر في شتى بقاع الأرض.
وفاته
توفي المغفور له - بإذن الله تعالى - محمد رفيع حسين معرفي ظهر الاثنين الثاني من ذي القعدة ١٣٩٦هـ الموافق ٢٥ أكتوبر عام ١٩٧٦ عن عمر يناهز السابعة والستين عاماً في دولة الكويت قضاها - رحمه الله - في أعمال البر والتقوى حيث قدم أعمالا جليلة خدمة لوطنه وأمته وإرضاء الله - تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الكويت. بيت الزكاة. سلسلة محســـــــــنون من بلـــــــدي ، ج10، 2013.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%2010.pdf