قرية عبدالله ونورة يوسف بودي الخيرية الإغاثية بكمبوديا

قرية عبدالله ونورة يوسف بودي الخيرية الإغاثية بكمبوديا
لبضع سنوات خلت، كانت الحالة المعيشية لواحدة من أفقر مناطق كمبوديا - هي قرية براتيت - حالة مزرية. وقد علق أحد زوارها بقوله: في بلد يعيش أكثر من %٨٥ من أهله تحت خط الفقر فإن قرية براتيت . في منطقة كوتيم بمحافظة كندال - هي مثال صارخ على ما يمكن تسميته الفقر المدقع». فعندما لم يعد أهل هذه القرية قادرين على ممارسة الزراعة - نظرا لارتفاع تكلفة تأجير الأراضي التي يملكها أصحاب مزارع بوذيون - قاموا بالصيد في النهر القريب. وقد حرموا من مقومات الحياة الأساسية، وأصبح الأهالي سكانا في القوارب التي يتعيشون منها، فيما لجأ البقية إلى بناء أكواخ من القش والبوص وسعف النخيل، ومع وصول نسبة الأمية في القرية إلى %۸۵% ووجود مدرسة واحدة على بعد 10 كيلومترات ومع حقيقة أن ۱۰% فقط من أطفال القرية يواظبون على التعليم، فإنه يبدو أن الانتقال إلى وضع أفضل في الحياة قد أصبح مستحيلا». إلى أن جاءت مبرة بدور الخيرية إلى القرية بمبادرة تنموية تقوم على تغيير كامل للحياة قائم على مفهوم القرية المتكاملة»، فتم بناء قرية عبد الله ونورة يوسف بودي الخيرية على مساحة قدرها ٦٤٥٠ مترا مربعا، واستهدفت رفع المعاناة عن كاهل ٥٠ أسرة فقيرة، كانت معيشتها غاية في الصعوبة.
وقد اشتملت القرية على:
٤٩ بيتاً للفقراء مساحة كل بيت ٣٥ متراً مربعاً، ويتكون من غرفتين وملحق به مطبخ ودورة مياه. مدرسة من طابقين مساحتها ١٥٦ متراً مربعاً، مكونة من أربعة فصول وتتسع لـ ١٢٠ طالباً . مسجد بمساحة ٩٦ متراً مربعاً مع مرافقه. مجموعة متنوعة من المشاريع التنموية تشمل أحواضاً لتربية الأسماك، وأبقاراً للتسمين، ودراجات نارية، وقوارب للصيد، وتقديم قروض صغيرة. دكاكين استثمارية.
وهكذا ولد أمل جديد لأهل القرية حين أعدت مبرة بدور مكاناً قريباً من النهر؛ لبناء نوع من القرى جديد تماماً بحيث جعلها تشبه مجمعاً متكاملاً، فيه وحدات سكنية - مزودة بماء نظيف - وتمديدات كهربائية وصحية ومحال تجارية ومدرسة. ومن أجل تدعيم قيمة العمل تم إنشاء حاضنات سمكية بقرب النهر لتكون مصدراً لتجارة الأسماك. علاوة على مساحة معقولة لزراعة أشجار المانجو وفوق هذا المبني من القش. وهكذا صارت هذه القرية المتكاملة تجسيدًا حيا لمفهوم المساهمة التنموية الذي تبنته مبرة بدور الخيرية قبل أكثر من عقد من الزمان كمنهج إيجابي للعمل في العالم الإسلامي. وقد قام وفد خيري كويتي من الأمانة العامة للعمل الخيري بجمعية الإصلاح الاجتماعي بافتتاح هذه القرية في حفل كبير أقيم برعاية السيد هون سين رئيس وزراء مملكة كمبوديا، وبحضور سفير الكويت لدى كمبوديا السيد ضرار التويجري. وترأس وفد جمعية الإصلاح رئيس مجلس إدارة الأمانة العامة للعمل الخيري بالجمعية فضيلة الشيخ د. جاسم مهلهل الياسين، ورئيس قطاع آسيا فهد الشامري. وحضر أيمن بودي ممثلا عن جهة التبرع مبرة بدور الخيرية». كما حضر الحفل رئيس محافظة كندال ومجموعة من الوزراء ونوابهم، وبعض ممثلي سفارات الدول الإسلامية ودول أخرى بمملكة كمبوديا . وشارك في الحفل بعض كبار رجال الدولة وشخصيات من العالم الإسلامي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج13. بيت الزكاة، 2021.
الموقع الإلكتروني: