فيصل سعود المقهوي

نشأته:
الذي قرأ سيرة حياة الأخ الفاضل المرحوم مشاري الخشرم في كتاب (الوفاء الصراح) يرى تشابهـًا كبيرا في النشأة بينه وبين فيصل المقهوي -يرحمه الله- فقد ولد فيصل المقهوي عام 1946/10/25م - 30 ذوالقعدة 1365هـ بمنطقة القبلة في فريج الشاوي قرب مسجد بن شرف بالكويت القديمة، وهو الثالث بين إخوانه الذكور، وله من الأخوات خمس، وهو من عائلة محافظة، تعلق قلبه بالمسجد منذ الصغر، كان يحرص على أداء الفروض في المساجد وخاصة مسجد بن شرف بالقبلة مع رفيق دربه أخيه مشاري بداح الخشرم، رحمه الله.
دراسته:
في بداية مراحله الدراسية، مثل أقرانه في ذلك الوقت، درس في الكتاتيب، ثم التحق بالمدارس الحكومية من المدرسة القبلية إلى الشامية، ثم إلى ثانوية الشويخ -موقع جامعة الكويت حالي ـًا- وتخرج في الثانوية بصيف عام 1963م، ولولا تعذر نظام التعليم، وظروفه العائلية (وفاة والدته) لتخرج قبل هذا التاريخ.
نشاطه الدعوي مبكرًا:
في فترة الخمسينيات نشأت جمعية الإرشاد الإسلامي في الكويت؛ فاستقطبت الكثير، ومنهم شباب صغار.
يُدعي هو ورفيقه المرحوم مشاري بداح الخشرم إلى الانضمام للجمعية للمساهمة والمشاركة في أنشطتها المتعددة منها قراءة وحفظ القرآن وحفظ الأحاديث النبوية وتعلم الخطابة، ونشاط الكشافة، واستمر حرصه على الأنشطة الإسلامية والاهتمام بالشأن الإسلامي حتى تخرج في ثانوية الشويخ، ثم ابتعث للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث التحق بصديقه ورفيق دربه الأخ مشاري بداح الخشرم الذي سبقه إلى هناك.
الدراسة في الخارج:
ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية نهاية عام 1963م 1963/12/25م (تخصص جيولوجيا)، وقد استغرقت فترة الدراسة 5 سنوات، تخللها انقطاع وعودة إلى الكويت والعمل في شركة النفط الكويتية لمدة سنة ثم العودة لاستكمال الدراسة.
عاد بعد التخرج إلى الكويت وعمل في مكتب ولي العهد باحث ـًا اقتصادي ـًا في شؤون النفط لمدة خمس سنوات.
عمله:
التحق بعد تخرجه بمكتب سمو ولي العهد آنذاك (الشيخ جابر الأحمد الصباح) بوظيفة باحث اقتصادي، واستمر بالعمل في الديوان الأميري لمدة خمس سنوات.
وانتقل بعدها إلى وزارة الأوقاف والشؤن الإسلامية، وعين مديرا بمكتب الوزير العم يوسف الحجي ، ثم مدير ـًا للعلاقات العامة والإعلام، ومديرا لإدارة المسجد الكبير حتى تقاعده في عام 2001م.
العمل الدعوي:
نشأ فيصل المقهوي -يرحمه الله- في بيئة محافظة، وكان حريص ـًا على تلقي العلم والمعرفة والصحبة الصالحة، فقد كانت له مساهمات وأنشطة دعوية خلال فترة الدراسة، ففي مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية شارك وساهم في النشاط الأدبي بكتابة مقالات في مجلة الفصل الحائطية (مجلة الشروق) ، وشارك في الأنشطة الدينية ضمن مجموعة الإرشاد التي كان يشرف عليها العم يوسف محمد النصف الذي كان في الفصل الرابع الثانوي، ويقول الأخ فيصل سعود المقهوي: "كانت جمعية الإرشاد الإسلامي تزودنا بالكتب وانضممت لتلك الجمعية فقد نشأت نشأة دينية".
مثل ما كان حرصه على الذهاب مع والده منذ الصغر للصلاة في مسجد بن شرف بالقبلة في مدينة الكويت القديمة، استمر هذا الاهتمام والحرص على تربيته الدينية والاهتمام بالشأن الإسلامي.
حتى بعد ابتعاثه للدراسة في أمريكا، فقد ساهم مع رفيقه المرحوم الأستاذ مشاري بداح الخشرم في إنشاء جمعية الطلبة المسلمين في أمريكا، بمشاركة الأخوين أحمد عثمان من السودان، و د. أحمد توتنجي من العراق.
وبعد عودته إلى الكويت، ساهم مع المرحوم مشاري بداح الخشرم في العمل الخيري؛ فأسسوا مدرسة الفتح التي تحولت بعد ذلك إلى مدرسة النجاة، ثم ساهم في تأسيس جمعية النجاة الخيرية مع العم يوسف الحجي، والأستاذ أحمد الجاسر، وكان أول رئيس لها العم يوسف الحجي، وتعاون مع الأستاذ عبدالله العقيل، مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف في ذلك الوقت، بالعمل الإسلامي الخارجي لتبني وزارة الأوقاف تعيين دعاة للعمل الإسلامي الدعوي في ماليزيا وإندونيسيا ولبنان وكوسوفا.. وغيرها، وتشارك مع د. عبدالرحمن السميط، ومبارك المطوع، وآخرين، في تأسيس لجنة مسلمي ملاوي بأفريقيا عام 1981م، وتحول الاسم بعد ذلك إلى لجنة مسلمي أفريقيا عام 1983م، ثم صارت ضمن جمعية العون المباشر بعد أن اتسع النشاط.
وانتدب قرابة سنة ونصف سنة أمينا عام ـًا للجنة الإغاثة التي كان يرأسها في ذلك الوقت العم يوسف الحجي.
أبرز صفاته:
الحلم، الهدوء، الصبر، المبادرة.
إنجازاته:
- تأسيس جمعية النجاة.
- تأسيس الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان.
- تأسيس النادي العلمي الكويتي.
- أسس لجنة التعريف بالإسلام.
- أول مدير لمسجد الدولة الكبير.
- تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
- تأسيس لجنة مسلمي ملاوي (لجنة مسلمي أفريقيا).
- أول رئيس لجمعية السرة التعاونية.
رؤيته في المنام:
يقول ابنه سعود: إن ابنته (ليان) دائم ـًا تحلم بجدها فيصل وهو يناديها إلى الجنة، تقول: "جدي يناديني إلى الجنة" ، ويضيف سعود: ودائم ـًا ترسم جدها بيد طويلة وهو بالفعل يده طويلة، ويقول: إن أمه دائم ـًا قبل الفجر تسمع صوت أبيه يوقظها لصلاة الفجر.
ويذكر سعود أن ابنة عمه رأت عمها في المنام يقول لها: أين هديتي؟ فهي معتادة أن تدعو له كل يوم، وفي هذا اليوم نسيت أن تدعو له.
مرضه:
أصيب بالفشل الكلوي وسرطان الحلق، ثم تدهورت حالته صيف عام 2015م و أُدخل مستشفى الأميري.
وفاته:
مساء يوم الأحد 2015/7/29م - 13 شوال 1436هـ توفي الأخ فيصل سعود المقهوي، وقبل وفاته بدقائق رفع أذان المغرب من ذلك اليوم، وجاء ابنه سعود ينبهه إلى أذان المغرب – وهو في غيبوبة – يقول سعود: عندما نبهته للأذان ضغط على يدي، وبعدها فاضت روحه إلى بارئها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الرابعة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2019.
الموقع الإلكتروني: