عيسى محمد الشرف

الشيخ عيسى الشرف...خياط الفقراء والأيتام
- اعتاد على إبلاغ أسر الأيتام والفقراء بالحضور إلى بيته لأخذ القياسات قبل العيد بأيام، ويشتري القماش ويرسله للخياط وكانت زوجته تخيط لليتيمات وللنساء الفقيرات.
- اُشتهر بالعلاج بالرقية الشرعية وتطبيب اللدغات وتكفن الموتى.
- كان له كُتّاب لتعليم الناس، ورثه ابناه محمد وخالد لإكمال مسيرته التعليمية.
- عمل إماما وخطيبا في مسجد ابن شرف » بالقبلة.
- خصص غرفة كبيرة في بيته لتوزيع الملح مجاناً.
- حفر في بيته أربع برك للماء، خصص واحدة لبيته وثلاث لتوزيعها مجاناً.
الشيخ (عيسى محمد الشرف) شخصية كويتية سوف تظل خالدة، فهو ذلك الرجل الذي كان يخيط ملابس العيد للأيتام والفقراء بمعاونة زوجته.
فقد اعتاد أهل الكويت قديما على شراء ملابس العيد للأسر الفقيرة، خاصة الأيتام والفقراء، وكان من المحسنين من يقوم بشراء الملابس الجديدة، ويقوم بعضهم بشراء الأقمشة، ثم خياطتها وتسليمها للفقراء والأيتام، وكان الشيخ عيسى الشرف وزوجته عائشة محمد صالح الشايجي - رحمهما الله- أحد الذين قاموا بهذا العمل الجليل.
فقد كان الشيخ عيسى الشرف يخبر أهل الحي من الفقراء والأيتام للحضور إلى بيته قبل حلول العيد بأيام، لعمل قياسات لملابسهم، فيدخل الأطفال الديوان، وتدخل النساء والفتيات إلى داخل المنزل لتقوم زوجته بعمل قياسات النساء، ثم يقوم الشيخ بشراء أقمشة من السوق، ويقوم بإرسالها للخياط لحفظ كرامة الأيتام وتقوم زوجته بخياطة ملابس اليتيمات والأمهات وتجهيزها، لتسليمها للأسر الفقيرة قبل العيد بيوم أو يومين.
واعتاد أهل منطقة القبلة من الأيتام والفقراء مع قدوم كل عيد في حياة هذا الشيخ الجليل، أن يناديهم لأخذ قياساتهم، وخياطتها، فيقضون العيد بملابسهم الجديدة، وكان عمله مجانا لوجه الله تعالى لإسعاد الفقراء والأيتام.
وخلال زيارة مجلة «فنار » لديوان عائلة الشرف بمنطقة الفيحاء، التقينا أسرة وأحفاد المرحوم الملا عيسى محمد الشرف، والذي كان أحد رواد العمل الخيري الكويتي في مطلع القرن العشرين، فرووا بعض القصص عن حياته ومآثره.
ولد الملا عيسى الشرف عام 1862 م، كان أبيض اللون، نحيفا، طويا، يمشي بخطوات مسرعة.
وكانت له إسهامات كثيرة في العمل الخيري والتطوعي داخل وخارج الكويت، وقد بنى المحسنون الكويتيون الكرام مسجد «ابن شرف » في منطقة القبلة، فعمل إماما وخطيبا لهذا المسجد، فسمي باسمه، كما قام ببناء مسجد في منطقة أبو الخصيب بالعراق، واُشتهر بأنه كان معالجا بالرقية الشرعية، كما كان يُجلَب له الملدوغون من البر والبحر لمعالجتهم.
حفر الشيخ عيسى رحمه الله 4 برك في بيته لتجميع مياه الأمطار في الشتاء، وكان يوزعها مجانا في فصل الصيف على أهل المنطقة، كما كان يقوم بتغسيل الموتى وتكفينهم، وتقديم الكفن للفقراء.
وقد كان الشيخ عيسى رحمه الله يمتلك دكانا تجاريا، كما كان يقوم بتوزيع الملح طوال العام على الأسر في غرفة كبيرة في بيته مملوءة بملح الطعام.
أسس كُتّابا للتعليم، وكان يعلم فيه القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، واللغة العربية، وكان لديه مكتبة قيمة، تضم كتبا نفيسة من الكتب الشرعية، وكتب الطب.
ويذكر أحفاده، أن جدهم كان ذا أخلاق عالية، يحبه الناس ويقدرونه، ليس من المسلمين فحسب؛ بل كان عدد من النصارى في الكويت يحبون الشراء منه لسماحته، وبشاشة وجهه، كانوا يطلقون عليه لقب «عيسى بن مريم »، لأن والدته اسمها مريم.
وفيما يتعلق بذريته، كان للشيخ أكثر من زوجة، إحداهن عائشة محمد صالح الشايجي التي كانت تعاونه في حياكة ملابس الفقراء والأيتام، وبفضل من الله تعالى فقد رزقه الله من زوجاته، ب 8 أبناء 4 من الذكور هم محمد، ويوسف، وخالد، وعبدالوهاب، و 4 من الإناث هن قماشة، ودلال، وطيبة، وغنيمة.
وقد أسهم أبناؤه محمد، وخالد في استكمال مسيرة أبيهم في تعليم أهل الكويت سواء في كُتّاب الأب، أو في مدارس الكويت، وذلك استمرارا لنهج والدهم في التعليم.
وفيما يتعلق بوفاته، يذكر أحفاده أن جدهم عاش لمدة 105 أعوام وهو المولود سنة 1862 تقريباً، وتوفي في عام 1967 م.
رحم الله الشيخ عيسى محمد الشرف، وزوجته عائشة محمد صالح الشايجي، بعد أن أسهما بأعمالهما الجليلة في سد حاجة المحتاجين، وإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم، والتطوع في سبيل الله لخدمة الوطن والناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
مجلة فنار . (س1، ع2، مايو 2018). ص 12، 13.
الموقع الإلكتروني: