عثمان علي الغانم

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
عثمان علي الغانم
عثمان علي الغانم

المولد والنشأة:

ولد في منطقة شرق عام 1948/5/12م - 4 رجب 1367هـ، ثم انتقل مع عائلته إلى منطقة الخالدية، ثم سكن منطقة النزهة وتوفي فيها، نشأ قريبـًا من البحر، وكان والده يثق فيه ثقة كبيرة، ويكلفه بالكثير من الأعمال، ليربي فيه الرجولة والاعتماد على النفس، وذلك بجمع الإيجارات، وإدارة المنزل عند سفره، مع أنه كان لا يتجاوز الأربعة عشر عامـًا، وكان وهو صغير يحب إصلاح الأشياء بنفسه، وهكذا ترك الأثر في أولاده بحبهم الاعتماد على أنفسهم، والقيام بأعمالهم بأنفسهم، حتى آخر لحظات حياته كان يقوم بإصلاح بعض الأعطال الكهربائية والميكانيكية والصحية بنفسه.

الدراسة والمناصب:

درس الابتدائية في مدرسة الشرقية، والثانوية في ثانوية الشويخ، ثم درس اللغة الإنجليزية في بريطانيا، وترك الدراسة واتجه لإدارة أعمال والده بعد وفاته، ثم اشتغل بالأعمال الحرة، حتى وافته المنية.

أهم صفاته:

كان يتمتع بالكثير من الصفات الرائعة، وكان من النوع الذي يحبه المرء من اللقاء الأول، لدماثة خلقه، وجميل خصاله، وتواضعه، وزهده الواضح في الكثير من زينة الحياة الدنيا التي يتقاتل الناس عليها، ولكنه كان يتجنب ذلك، حيث آثر الآخرة على الدنيا الفانية.

أولًا: الأمانة:

مما يدل على أمانته وورعه، إعطاء أشقائه من غير تردد الوكالة له بعد وفاة والدهم، مع أنه ليس أكبرهم، وكان من عادته وخوفه من الله أن يسجل كل ما يدفعه على الأوراق، وحتى إذا أعطى أبناءه بعض المال كان يسجله، وكان شديد الحرص على الحلال ويخشى الحرام أو الشبهات، ويتحاشى ذلك بكل ما يستطيع، وكان يباشر العمل بنفسه، وخاصة في الأعمال الخيرية، وكان لا يعتمد على غيره بل يذهب بنفسه ليشرف على ما وكل إليه من المشاريع الخيرية، حتى يؤدي أمانة ما كلف به، وكان بعض الناس يحفظون أماناتهم لديه من الذهب والأموال، وأثناء الغزو أيض ـًا كانوا يحفظون أماناتهم عنده، بسبب شهرته بالأمانة.

ثانيـًا: البر بالوالدين:

كان بارزا في بره لوالديه، حيث كان يلازم والدته دائمـًا، الأمر الذي جعلها لا تحب السفر إلا معه، بالرغم من وجود أشقائه، وآثر البقاء في الكويت أثناء الغزو بسبب مرض والدته، ولم يحب أن يتركها دون رعاية، وقد أوقف بعض الوقفيات لوالديه وحفر بعض الآبار لهما.

ثالثـًا: الصبر

كان يتحمل الكثير من الآلام، ويتحمل الأمراض، كان يتحمل مسؤولية الورثة، وأصيب عدة مرات بخسائر تجارية ولم يجزع لذلك، بل صبر واحتسب، وتعرض لحالات من النصب والاحتيال، ولم يجزع، بل كان دائم ـًا يصبر ويحتسب، وبرغم ما أصابه من أمراض آخر عمره فإنه لم يكن يشتكي، ودائمـًا يبشر بالخير، وإذا سأله أحد عن حاله، فيرد أنه بخير ونعمة، ولقد زرته قبل وفاته بعام تقريب ـًا عندما سمعت بمرضه، ولما صليت قريب ـًا من منزله رأيته في مصلاه الذي اعتاد عليه، فسألته عن صحته فقال: إنني بخير، فقلت: سمعنا أنك مريض، فقال: لا، إنني بخير، الحمد لله، هكذا كان خلقه، وكان جلدا على آلامه، وقليل الشكوى مما يصيبه من أنواع البلاء، وبالرغم من إصابته بالغرغرينا كان لا يشتكي أبدا، وحتى أثناء علاجه كان لا يتأوه ولا يشتكي، بل كان يكثر الشكر لله على كل ما يصيبه، حتى عندما خسر تجارته لم يجزع ولم يشـُك لأحد، وكان موقفه كبيرا عندما سمع بوفاة ولده عمر، حيث لم يجزع ولم يزد على استرجاعه بقوله (إنا لله وإنا إليه راجعون) البقرة 156.

رابعـًا: حرصه على المسجد:

كان محبـًا للمسجد، ومهما تكن الظروف، ما كان يخفف آلامه إلا الصلاة في المسجد، وكان يحب الأذان بالمسجد، فقد تعود الذهاب إلى المسجد قبل الأذان، حتى إنه في اليوم الذي توفي فيه كان قد أذن في المسجد لصلاة الفجر، وكنت في أي وقت آتي فيه إلى مسجد الربيعان أرى مكانه في الصف الأول من اليمين، وكان يتبرع للمساجد بالمصاحف والكراسي.

خامسـًا: سريع الدمعة:

كان -رحمه الله- سريع الدمعة، خاصة عندما يسمع ويشاهد أحوال المسلمين المنكوبين في العالم، وكان يؤلمه كثيرا أحوال الأشقاء في سورية، وما حدث ويحدث لهم من محن، وكذلك كان سريع الدمعة عند سماعه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانت الدمعة سريعة عند مناجاته لربه أثناء قيامه الليل، إذ كان حريص ـًا على النوم مبكرا ليقوى على قيام الليل.

سادسـًا: حبه لمساعدة المحتاجين:

كان يوصل الطعام بنفسه إلى الفقراء ويتمتع بحمل أكياس الأرز على ظهره إلى أماكن بعيدة، وكان يحب مساعدة الضعفاء والجيران والنساء.

سابعـًا: التواضع:

كان محبـًا للضعفاء والفقراء والمساكين، وكان يلاطفهم ويجلس معهم، ويتعاهد معهم بالدعاء؛ يدعو لهم ويدعون له، سواء كانوا من عمال النظافة، أو بائعي الآيس كريم، وكان يتعمد حمل المساعدات بنفسه وتسليمها للفقراء.

ثامنـًا: القيادة:

كان يعتمد عليه إخوانه في إدارة أمورهم ويستشيرونه فيها، ومن أهم صفاته القيادية الشورى، والحكمة.

أبرز مواقفه:

جرأته أمام الجيش العراقي:

كان يقف أمام الجنود العراقيين، ولم يخف ولم يجزع من تهديدهم، وكان يذهب بنفسه إلى محله ليأخذ البضاعة مع تهديدهم له.

طريقته في تربية الأولاد تتلخص في الآتي:

ما كان يضرب الأولاد، بل كان يضحك معهم، ويمازحهم، ويلعب معهم. يوقظهم لصلاة الفجر.

يستشيرهم، ويأخذ آراءهم، ولا يتكبر على آرائهم.

يراعي مشاعرهم إذا جُرح، وخاصة البنات لا يحب أن يريهن جروحه كي لا يبكين.

وفاته:

توفي بتاريخ 2015/9/14م - 1 ذوالحجة 1436هـ، وقت الضحى، وكان يعمل في الغرفة العلوية للحمام، فأصابه تماس كهربائي، فأخذوه إلى المستشفى، وتوفي في المستشفى.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الرابعة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2019.

الموقع الإلكتروني:

https://www.eslah.com/wp-content/uploads/2023/12/wafaa4.pdf