عبد الرحمن محمد البحر

المولد والنشأة:
ولد المحسن عبد الرحمن محمد عبد الرحمن البحر عام ١٣٠٢هـ الموافق العام ١٨٨٥م، والده هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد البحر، وهو أحد المحسنين الكويتيين من جيل الأوائل الذين ساهموا في بناء وإعمار دولة الكويت واستقرار الحياة المدنية فيها، فيسواعده وسواعد المخلصين من أبناء جيله أصبحت الكويت كما نراها ونسعد بها الآن، وقد كتبنا عنه في الجزء الرابع من هذه السلسلة محسنون من بلدي».
وهو ينتمي إلى أسرة كريمة وعريقة لها أياد بيض في عمل الخير، هي أسرة البحر التي تعود أصولها إلى مدينة الداخلة بإقليم نجد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وهي تبعد عن الرياض بمائتي كيلو متر ناحية الشمال، ويوجد بهذه المدينة مسجد المرحوم محمد بن بحر وهو أحد أجداد المترجم له المرحوم عبد الرحمن محمد البحر، وآل بحر ينتمون إلى النواصر من قبيلة بني تميم.
وهكذا فقد نشأ عبد الرحمن البحر يرحمه الله محباً لعمل الخير، والإنفاق في سبيل الله تعالى، رغم الظروف الاقتصادية القاسية التي كانت تعيشها البلاد حيث قلة الموارد وشح المياه وندرة الزراعة.
أوجه الإحسان في حياته:
حب الخير والإحسان صفة راسخة في العرب والمسلمين عموماً، وفي أهل الكويت خصوصاً، وكأن الأبناء يتوارثونها من آبائهم وأجدادهم، كما يتوارثون منهم كثيراً من صفاتهم وأخلاقهم، وليس أدل على ذلك، من أنه لا يوجد - في حدود علمنا - دولة بها مثل هذا الكم الكبير من المؤسسات والجمعيات الخيرية كما هي الحال في الكويت ولا توجد دولة - فيما نعلم - أصدرت عشرات الكتب ومئات الحلقات المسموعة والمرئية عن عمل الخير فيها كما هي الحال في الكويت.
ولقد كان المحسن عبد الرحمن محمد البحر يرحمه الله ممن يحبون عمل الخير، ولهذا كان له الكثير من الأعمال الخيرية، سواء في الكويت، أو في الخارج من خلال الجمعيات الخيرية المختصة، حيث كان من الذين يسارعون المساعدة الدول العربية والإسلامية في محنهم.
مساهماته الخيرية:
لم يكن المحسن عبد الرحمن محمد البحر يرحمه الله يتوانى عن المشاركة في أي وجه من وجوه الخير والإحسان، وهو المبدأ الذي أوصى به بعد مماته ممثلا في ثلث الخيرات الخاص به رحمه الله مثل المساعدات في إرسال حجاج لبيت الله الحرام على نفقة الثلث وتنظيم إفطار للصائمين بشهر رمضان المبارك ومساعدة المحتاجين من المرضى بتكاليف العلاج وغير ذلك من وجوه الإحسان. وكذلك المساهمة في بناء مساكن والتبرع لمستشفيات وحفر آبار وبناء دور أيتام في عدد من البلدان العربية والإسلامية والإفريقية، كما أنشأ مساجد في مصر والأردن واليمن وبلوشستان والصين.
دعم الطلبة وبناء المدارس:
وقد حرص يرحمه الله على تشجيع الجهات المهتمة بأمور التعليم، من خلال التبرع لهذه الجهات أو التبرع مباشرة بمصاريف الدراسة بالمدارس الخاصة للمحتاجين من ذوي الطلاب وكذلك التبرعات للمساعدة بمصاريف الدراسةالجامعية والمساعدة في بناء المدارس ومعاهد التعليم عن طريق اللجان المختلفة محلياً وخارجياً، إدراكاً لأهمية التعليم في بناء النشء وترسيخ الأخلاق والقيم ونهضة الأمم، وعملاً بقول القائل:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم *** لم يبن علم على جهل وإقلال
وقد استمر هذا النهج الكريم بعد وفاته يرحمه الله، من خلال القائمين على ثلثه الخيري.
الدعوة إلى الخير:
لم يكن المحسن عبد الرحمن محمد البحر يكتفي بالمشاركة بأعمال الخير من تبرع للمحتاجين وبذل للصدقات وغيرها، بل كان يحث الآخرين من الأصدقاء والمعارف على أن ينهجوا نهجه ويسلكوا دربه الذي هو درب الإسلام العظيم ونهج نبيه الكريم ، وبهذا فقد زرع حب الخير وعمله في نفوس أبنائه وبناته الذين ساروا على نهجه.
وفاته:
لقد كتب الله لنفسه الخلود والبقاء، وقضى على خلقه جميعا بالعدم والفناء يقول تعالى في محكم كتابه العزيز: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانِ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (27). سورة الرحمن، فالموت هو الحقيقة الكبرى التي لا يماري فيها ممار، وهي النهاية الطبيعية لكل كائن حي.
وقد جرى على المحسن عبد الرحمن محمد البحر القلم، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في 15 من ذي الحجة ۱۳۹۱ هـ الموافق ٣١ يناير عام ۱۹۷۲م في لندن بالمملكة المتحدة عن عمر يناهز السابعة والثمانين بعد عمر مديد حافل بالعطاء والبذل والإحسان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
بيت الزكاة. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج9، 2010.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%209.pdf