عبدالوهاب صالح النمش

عبدالوهاب صالح النمش
تجــــــربة رائدة ومتميزة في كفالة الأيتام
المحسن عبدالوهاب صالح النمش أحد أبناء الكويت الذين لهم بصمات خيرية متميزة، خصوصًا في مجال رعاية الأيتام والمعاقين، كما حرص على دعم العمل الخيري محليًا وخارجيًا من خلال دعم الهيئات والجمعيات الخيرية المختلفة.
المولد والنشأة:
ولد المحسن عبدالوهاب صالح النمش عام 1938 في فريج البدر بحي القبلة، وتلقى تعليمه في المدرسة الأحمدية، ودخل إلى سوق العمل في سن مبكرة، إذ لم يكن يتجاوز 12 عامًا حينما بدأ حياته العملية.
عائلته:
رزقه الله بتسعة أبناء؛ اثنين من الذكور هما: صالح ومهلب، وسبع من الإناث، وقد توفي ابنه الأكبر صالح- رحمه الله- في سن الأربعين.
أخلاقه:
اتسم المحسن عبدالوهاب النمش بانضباطه وحبه للعمل، كما تميز بالمحافظة على طاعة الله تعالى وحسن عبادته، بالإضافة إلى حبه للعمل الخيري ومساهمته فيه بالعديد من الأعمال الخيرية.
عمله وتجارته:
بدأ المحسن عبدالوهاب صالح النمش نشاطه التجاري ولم يتجاوز عمره الـ12 عامًا، وذلك بالشراكة مع عبدالمجيد الغربللي، وكانت بداية النشاط بافتتاحه محل (باتا).
وفي خمسينيات القرن الماضي؛ عمل في دائرة الأشغال، وتعلم مهنة الكهرباء، ثم افتتح شركة المهلب للكهرباء.
وفي الثمانينات؛ افتتح مصنعًا لدباغة الجلود، ثم الشركة الكويتية للدباغة، كما أنشأ مسلخًا في الجهراء، وكان يصدر الجلود إلى إيطاليا وتركيا، والصوف إلى إنجلترا.
وعقب العديد من النجاحات المتتالية؛ باع المحسن النمش الشركة والمصنع، واتجه إلى تجارة العقارات، وقد حقق الكثير من النجاحات في تجارة العقار.
عمله الخيري:
بعد أن منَّ الله على المحسن عبدالوهاب صالح النمش بسعة الرزق ووفرته بعد مسيرة عمل طويلة، انتقل خلالها بين العديد من الأنشطة العملية والتجارية المختلفة، واستطاع أن يكوِّن ثروة بفضل كفاحه ومجهوده؛ سعى إلى العمل الخيري، وقام بتمويل العديد من المشاريع الخيرية، كما قدم المساعدات المختلفة؛ سواء داخل الكويت أم خارجها كما سيأتي في السياق.
حرص المحسن عبدالوهاب النمش على دعم العمل الخيري المحلي بالمساهمة في الأنشطة الخيرية المحلية المختلفة عبر دعم الهيئات والجمعيات الخيرية.
كما كان يحرص على استضافة اجتماعات جمعية كيان للرعاية الأسرية بالتنسيق مع الأخت أنيسة الجارالله، وذلك في مزرعته بالصليبية، وقد دعم الجمعية في تنفيذ مشاريعها الإنسانية والاجتماعية المختلفة.
أحبَّ العمل الخيري وحرص على دعمه محليًا وخارجيًا وبنى 16 مسجدًا في آسيا وإفريقيا
زار المغرب وحين دخل إحدى دور الأيتام وجدها عرضة للهدم فتكفل بترميمها
ساهم في أعمال خيرية بالمغرب وأنشأ العديد من دور العجزة والأيتام
بناء المساجد:
تحمَّل المحسن عبدالوهاب صالح النمش تكلفة إنشاء 16 مسجدًا في العديد من الدول؛ منها: 6 مساجد في بنغلاديش، و4 في لبنان، و6 مساجد أخرى في دول آسيوية وإفريقية.
دار الأيتام في الرباط:
في إحدى زياراته للمغرب الشقيق نهاية حقبة التسعينات؛ لفت نظر المحسن عبدالوهاب النمش مسكن قديم، وكان ذلك المبنى عبارة عن دار للأيتام، وحين دخل إلى الدار رأها بحاجة إلى ترميم وإصلاح، فقرر إعادة ترميم هذه الدار على نفقته، وبالفعل قام بتحمل تكلفة ترميم المبنى بالكامل وتأثيثه، ثم وفر احتياجاته من الطعام والملبس، ولم ينته الأمر عند هذه الواقعة؛ بل حرص على تقديم الدعم الدوري الدائم للدار، ثم قام ببناء عقار من 7 طوابق وأوقفه على الدار حتى ينفق على احتياجاتها. ويحرص المحسن النمش على زيارة هذه الدار عدة مرات في العام، كما يحرص على توفير الملابس والطعام وجميع الاحتياجات لها، وتضم الدار حاليًا 100 يتيم ويتيمة.
أنشطة خيرية متميزة في المغرب:
بعد نجاح الدار في تحقيق المقاصد منها؛ اتجه المحسن النمش للتعاون مع رائدة من رائدات العمل الخيري في المغرب ومسؤولة جمعية المعوقين في الرباط المحسنة مليكة الفاسي، لتطوير أعمال وأنشطة الدار، ثم تقديم المساعدات للأسر المحتاجة، وتنفيذ المشاريع الموسمية؛ مثل: إفطار الصائم في رمضان، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى بواقع 30 أضحية يستفيد منها 100 عائلة.
وأسهم في إقامة مشاريع صحية واجتماعية؛ مثل: تحمل تكلفة ختان الأطفال الذكور، والتوسع في دعم أنشطة المعاقين في دار الأيتام، وتوفير كراس متحركة للمعاقين، ومساعدة اليتيمات، والمساهمة في تزويج الفتيات اليتيمات، وشراء شقق لهن عند الزواج.
كما ساهم المحسن النمش في دعم جمعية دار المعاقين التي ترأسها المحسنة مليكة الفاسي، وبعد أن قام بزيارة فرع الدار في مدينة مكناس والاطلاع على احتياجاتها؛ قام المحسن النمش بتحمل تكلفة توفير الأثاث لها، وتوفير احتياجات العجزة، كما قام بشراء 3 شقق لتكون وقفًا خيريًا يُصرف من ريعها على أعمال دار العجزة في منطقة «اقدال». وقام المحسن عبدالوهاب صالح النمش بتحمل تكلفة بناء دار ضيافة للمعاقين في مكناس للجمعية الإسماعيلية بمكناس، وتتكون من 3 مبان مخصصة للمعاقين والعجزة وأطفال الداون. كما قدم المحسن النمش العديد من المساهمات المخصصة للأعمال الخيرية في المغرب، والتي ساهمت في إنشاء العديد من الدور للعجزة الرجال والنساء والأيتام.
ـــــــــــــــــــــ
المصدر:
مجلة فنار العدد 17، يونيو 2022.
الموقع الإلكتروني:
https://fanarkwt.com/wp-content/uploads/2022/06/مجلةفنار-17الكويت-والأيتام.pdf