عبدالمحسن خالد عبدالمحسن النفيسي

عبدالمحسن خالد عبدالمحسن النفيسي
في اليوم الخامس عشر من شهر أكتوبر في عام 1947 ولد المربي الفاضل الأستاذ عبدالمحسن خالد عبدالمحسن النفيسي وكان ميلاده في منطقة القبلة وبالتحديد في سكة النفيسي.
تزوج السيد عبدالمحسن خالد النفيسي في عام 1975م، وزوجته هي السيدة منى عبدالله ثنيان ثنيان الغانم وهو من أكبر نواخذة الكويت قديماً ومن أكثرهم خبرة في عالم الإبحار وعضو أول مجلس تشريعي بتاريخ الكويت، والذي سبق أن قدمنا تعريف شخصيته ومساهمته في دعم الخدمات الصحية في موضع سابق من هذا الكتاب. وقد رزق الله تعالى الأستاذ عبدالمحسن خالد النفيسى ابناً وثلاث بنات.
تعليمه
عاش الأستاذ عبدالمحسن سنوات طفولته الأولى في منطقة القبلة والتحق بمدرسة الروضة حيث درس بها المرحلة الابتدائية وبعدها درس في المدرسة الأحمدية ومنها انتقل إلى مدرسة الشامية المتوسطة والتي كان لها جانب كبير من حياته.
حيث إنه بعد أن تعلم فيها عمل بالتدريس فيها كذلك بعد أن انتهى من دراسته الجامعية، وبذلك أصبح معلماً في المدرسة التي كان يتعلم فيها، وبعد أن انتهى من التعليم المتوسط انتقل إلى الدراسة الثانوية والتحق بثانوية الشويخ.
وبعد أن أنهى دراسته فيها بتفوق التحق بجامعة الكويت حيث تخصص في دراسة الجغرافيا والتربية والذي كان أحد أقسام كلية الآداب آنذاك.
وبالتفوق نفسه الذي تميز به خلال سنوات الدراسة في مراحل تعليمه السابقة، تمكن الأستاذ عبدالمحسن النفيسي من إنهاء دراسته الجامعية عام 1970 – 1971م وكانت دفعته هي الدفعة الثانية في تاريخ جامعة الكويت، التي فتحت أبوابها عام 1966م، والتي صاحبه فيها رجالات حملوا على عاتقهم نهضة الكويت العلمية وكَوّْنوا الرعيل الأول من جيل المعلمين الكويتيين، الذين حصلوا على تعليمهم الجامعي بالكامل في وطنهم.
أبرز أساتذته خلال رحلة التعليم
تميز الأستاذ عبدالمحسن النفيسي منذ بداية دراسته الابتدائية وحتى الجامعية بالتفوق العلمي وأيضاً التربوي، وقد كان لذلك التفوق أثره الطيب في نفوس معلميه وحتى رؤسائه بعد التعليم، وبذلك توطدت علاقته بمعلميه على أساس طيب، وظل يعتز بها طيلة حياته، وقد ترك هؤلاء المعلمون أثراً طيباً على شخصية الأستاذ عبدالمحسن، حيث إن الاحترام والتقدير هما أساس العلاقة الناجحة فيما بين الطالب والمعلم، وما أطيب أن تسود مثل هذه الروح بين أبنائنا الطلاب ومعلميهم، في زمن تغيرت فيه المفاهيم واختلف فيه إيقاع الحياة.
وليس هناك دليل على ذلك أفضل من شخصية الأستاذ عبدالمحسن النفيسي، حيث إنه يذكر حتى وقتنا الحالي أستاذه "عقاب الخطيب" من مدرسة الروضة، والأستاذ إبراهيم عبدالملك الصالح – رحمه الله - في المرحلة المتوسطة والأستاذ معاوية القاضي ناظر مدرسة الشامية المتوسطة - رحمه الله.
جزى الله خيراً الأستاذ عبدالمحسن النفيسي، الذي يذكرهم بكل تقدير حتى وقتنا الحالي، ويذكر معهم أياماً خلت كانت مليئة بالعلاقات الاجتماعية الطيبة.
حياته العملية
بعد أن تخرج الأستاذ عبدالمحسن النفيسي من الجامعة التحق بالعمل بوزارة التربية، وعمل بحقل التدريس، حيث تم تعيينه مدرساً بالمرحلة المتوسطة في مدرسة الشامية المتوسطة، (التي كان يدرس فيها)، وكانت المواد التي يقوم بتدريسها هي مادتي الجغرافيا والتربية الوطنية، وظل يعمل بها عدة سنوات، انتقل بعدها إلى ثانوية كيفان وعمل بها سنة واحدة بقسم الاجتماعيات، وأدرك فيها نظام التعليم الحديث، الذي طبق وقتها وهو نظام "المقررات"، حيث انفردت به ثانوية كيفان في أول الأمر، قبل أن يعمم تطبيقه على كثير من مدارس التعليم الثانوي بالكويت، بعدها انتقل إلى العمل الإداري بوزارة التربية، وقد تم اختياره نظراً لتميزه في العمل وإخلاصه، حيث ترأس قسم البعثات الأجنبية في وزارة التربية، ومن بعد رئاسة القسم ينتقل الأستاذ عبدالمحسن للعمل كمراقب للعلاقات الخارجية بوزارة التربية في إدارة العلاقات الثقافية بوزارة التربية.
وبعد وزارة التربية انتدب الأستاذ عبدالمحسن للعمل بوزارة التعليم العالي، وتم تعيينه ملحقاً ثقافياً بسفارة دولة الكويت في بغداد، وكان ذلك في عام 1989م، وظل بها عامـاً كاملاً، حتى عاد إلى الكويت بتاريخ 28/7/1990م، أي قبل الغزو الغاشم بخمـسة أيام فقط، ويشاء الله العزيز الحكيم أن يكون الأستاذ عبدالمحسن من الكويتيين الذين عاصروا الأزمة وأبلوا فيها بلاءً حسناً.
وبعد أن أنعم الله عز وجل على الكويت بالتحرير، وردَّ كيد الظالمين في نحورهم، عادت الحياة الاجتماعية والوظيفية، وعادت الوزارات والهيئات للعمل بسرعة وكفاءة لتمحو آثار الظلم، وفي هذه الأثناء أسندت للأستاذ عبدالمحسن رئاسة إدارة العلاقات الثقافية بوزارة التعليم العالي، ومارس عمله فيها فترة من الزمن حتى تقاعد عن العمل، بناءً على رغبته عام 1997م، بعد أن قضى أكثر من ثمانية وعشرين عاماً في مجال التربية والتعليم، وهو متفرغ حالياً لإدارة أعماله التجارية بنفسه.
أعماله الخيرية
يعتبر الأستاذ عبدالمحسن النفيسي من المحسنين الخيرين، الذين يسارعون بالخيرات وتتعدد لديهم أبواب الخير ومجالات البر والإحسان، فهو بفضل من الله تعالى لديه أعمال خير في كثير من البلاد بجانب أعماله بدولة الكويت، وسوف نتحدث عن جانب منها بحسب ما تيسر لنا من معلومات.
أولاً: داخل الكويت
بجانب أعماله الخيرية في مجال دعم الخدمات الصحية بالكويت، والتي سوف نتحدث عنها كموضوع مسـتقل، نجد أنه لم يترك باباً للخير إلا وطرقه فلديه تبرعات كبيرة جداً – بفضـل الله - لكل من: بيت الزكاة، لجنة مسلمي إفريقيا، الجمعيات الخيرية المختلفة، لجنة مسلمي آسيا.
ويقوم الأستاذ عبدالمحسن بالإنفاق على أسرٍ متعففة شهرياً، فضلاً عما يلي:
- تقديم مساعدات لبعض المرضى للعلاج بالخارج، فضلاً عن إعانة بعض المرضى غير الكويتيين المقيمين في الكويت.
- الإنفاق على بعض طلاب العلم للدراسة بالخارج.
- التكفل بإفطار بعض الصائمين بشكل منتظم خلال شهر رمضان المبارك.
- إقامة برادات ماء (ماء سبيل) في مختلف المناطق.
- طباعة مصاحف خاصة بمكفوفي البصر بطريقة "برايل"، لعدد مائتين (200) للمكفوفين في جمهورية الصين الشعبية.
ثانياً: خارج الكويت
للسيد عبدالمحسن النفيسي مساهمات كثيرة جداً – بفضل الله تعالى – خارج الكويت، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1- بناء مركز ثقافي إسلامي بموزمبيق، وهو مركز فريد أقيم على مساحة خمسين ألف (50 ألف) متر مربع، وهي مساحة كبيرة جداً وموقعها بموزمبيق العاصمة. ويشتمل المركز على مستشفى خيري، ومدرسة ثانوية قوامها مائتا (200) طالب وطالبة، تتكون من ثمانية فصول دراسية، ومركز حاسوب، ومكتبة كبيرة، وسكن داخلي للطلاب، وسكن للأساتذة، ومسجد، ومركز خياطة وتفصيل، وهو مخصص للأرامل والمطلقات، حتى يجدن مجالاً شريفاً للعمل يتكسبن منه، حيث يقمن فيه بتعلم الخياطة وتفصيل الملابس، وتتم زراعة باقي المساحة بأفخر أنواع المكسرات مثل الفستق، "والكاجو" وهذه المساحة المزروعة يخصص مدخول حاصلاتها الزراعية للإنفاق على تعليم الطلاب والمدرسة الموجودة، داخل المركز، كما أنه يخصص لمكافآت الطلاب المتعلمين وكذلك رواتب للسيدات الأرامل والمطلقات، فضلاً عن راتب مدير المركز وهو عبارة عن اثنا عشر ألف دولار سنوياً.
2- بناء مساجد في عدة دول مختلفة في إفريقيا، وكذلك في باكستان.
3- إنشاء صندوق خيري في بريطانيا لعلاج أطفال المسلمين وغير المسلمين هناك من مرضى السرطان، وذلك عن طريق فرع بنك الكويت الوطني بلندن.
4- التبرع لبناء مدرسة ثانوية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تخدم أبناء الجاليات المسلمة هناك، وبالإضافة إلى هذه المدرسة هناك مغسل للوفيات تابع للمركز الإسلامي، والذي يرأسه الدكتور حسان حتحوت.
5- هذا بالإضافة إلى التبرعات المختلفة في مجالات كثيرة سواء في إفريقيا أو آسيا وأمريكا الشمالية.
6- وكذلك حفر الآبار الارتوازية في بعض الدول الإفريقية ودول الشرق الأقصى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الأيادي البيض: سجل الوفاء للمحسنين الكويتيين في مجال دعم الخدمات الصحية. عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي، 2004م.
الموقع الإلكتروني:
https://www.ajkharafi.com/files/8115/8304/1522/62e1273613a330ba378333eb25e2e2c2.pdf