عبدالله العلي المطوع

من ويكي خير

المولد والنشأة:

عبدالله العلي المطوع
عبدالله العلي المطوع

ولد المحسن عبدالله العلي المطوع رحمه الله تعالى بالكويت عام 1345هـ الموافق لعام 1926م، وعاش في أجواء أسرة مباركة طيبة يحفها الالتزام ويغشاها الحب والتآلف والتراحم. وكان المجتمع وقتها متماسكاً ملتزماً، لم تلوثه الموجة المادية الجارفة التي أذهبت كثيراً من صفائه في أيامنا هذه، وقد حرص الوالد علي عبدالوهاب المطوع يرحمه الله على تربيته وإخوته تربية صالحة قويمة.

أوجه الإحسان في حياته:

كان العمل الخيري معلماً بارزاً وركيزة أساسية في حياة عبدالله المطوع يرحمه الله، فقد اتجه إليه على أنه واجب شرعي على كل من ملك ما ينفقه في سبيل الله، فاستجاب- كغيره من التجار - لهذا الواجب باعتباره من صميم تكوين المسلم الذي حذره النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن المحتاجين، بقوله: «ما آمن بي من بات شبعان، وجاره جائع وهو يعلم» رواه الطبراني.

بهذه الروح انطلق العم أبو بدر نحو العمل الخيري فكان من أبرز رجالاته بل لعله بالفعل – ودون مبالغة - الرجل الأبرز، محباً له ومنفقاً سخياً على جميع أوجه البر والخير، وكان يستقبل بمكتبه أصحاب الحاجات، ويسعى جاهدا إلى تلبية احتياجاتهم، حتى وصف بأنه أبو المساكين والأيتام، ووصفوا رحيله بأنّه يمثّل خسارةً كبيرة لمساكين وأرامل وأيتام العالم وللفقراء والجوعى، لأياديه البيض التي امتدّتْ بالعمل الخيري في كلّ مكان، ولقب رحمه الله في يوم وفاته بلقب «أمير العمل الخيري». وقد تعددت وتنوعت أوجه الإحسان في حياته يرحمه الله فشملت ما يلي:

أولاً: عمارة المساجد:

عندما يرغب المسلم في مناجاة ربه والتقرب إليه لا يجد ملاذاً لذلك أفضل من بيت الله، فبدخوله تحل الرحمات وتنزل البركات، ويحصد الذاهبون إليه الحسنات، وتغشاهم ملائكة رب الأرض والسموات. وبناة المساجد يحبهم الله ويقربهم إليه زلفى، وقد صدق فيهم وعد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» رواه ابن ماجه، ولهذا فقد حرص المحسن عبدالله العلي المطوع يرحمه الله على أن يكون له سهم وافر في هذا المجال وهو عمارة المساجد بيوت الله تعالى في الأرض، حيث تربو المساجد التي أسسها أو شارك في عمارتها على المائتي (200) مسجد، نذكر منها هنا بعض ما توافرت مادته التوثيقية فقط.

1- مساجد في إندونيسيا عن طريق جمعية الإصلاح الاجتماعي:

إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وفي آخر تعداد يزيد عدد سكانها عن 225 مليونا (90 % منهم مسلمون). وجغرافياً هي عبارة عن أرخبيل من الجزر يصل عددها إلى أكثر من 13700 جزيرة، واستراتيجياً تتحكم إندونيسيا في مدخلي المحيطين الهادي والهندي اللذين أكدت الدراسات السياسية الحديثة أنهما يكوّنان المركزين الرئيسين لما يمكن تسميته بصياغة العالم الجديد.

ولذلك فقد أسس المحسن عبدالله العلي المطوع يرحمه الله عدد كبير من المساجد في جمهورية إندونيسيا وحدها، ويلتحق ببعضها غرف ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية الأخرى. بإشراف مكتب جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط بجمعية الإصلاح الاجتماعي.

2-  مساجد في إندونيسيا عن طريق بيت الزكاة:

كما قام يرحمه الله بتشييد 17 مسجداً في إندونيسيا بواسطة بيت الزكاة في الكويت.

3- مساجد في بنجلاديش عن طريق جمعية الإصلاح الاجتماعي:

وهي ثالث أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان بعد إندونيسيا وباكستان، وهي من أعلى الدول النامية من حيث الكثافة السكانية، وقد تعرضت للكثير من الفيضانات المدمرة والكوارث. وقد قام يرحمه الله بإنشاء العديد من المساجد والمدارس بهذا البلد بواسطة مكتب بنجلاديش التابع للجنة الدعوة الإسلامية في جمعية الإصلاح الاجتماعي.

4- مساجد في قيرغيزستان عن طريق جمعية الإصلاح الاجتماعي:

جمهورية قيرغستان وعاصمتها بيشكيك.. من دول جنوب شرق آسيا، ويزيد عدد سكانها على 5ملايين نسمة، ونسبة المسلمين فيها 75%. أسس فيها يرحمه الله مسجدين.

5- مساجد في الهند عن طريق بيت الزكاة:

كما أسس يرحمه الله ثمانية مساجد في الهند عن طريق بيت الزكاة في الكويت.

6- مساجد في دول أخرى:

مسجد «المسلمون» بمدينة غروزني بجمهورية الشيشان، تأسس في 20/4/1999م

بتكلفة قدرها 12420 د.ك، ونفذه مكتب آسيا الوسطى (المكتب الإقليمي - موسكو)

مسجد بباكستان في كندي خيل (سرحد - جارسده)، تأسس في 25/4/2001م، بتكلفة قدرها 5500د.ك، مساحته 180م2، ويتسع لعدد 250 مصلياً، بإشراف جمعية الإصلاح الاجتماعي

بالإضافة إلى: مسجد في سريلانكا بإقليم كروناكل، تأسس في 5/2/1999م ، بتكلفة قدرها 7500 د.ك، مساحته 134م2 مربع، ويتسع لعدد 250 مصلياً، ونفذه مكتب شبه القارة الهندية

ثانياً: كفالة 485 يتيماً

ما كان ليخفى على المحسن أبي بدر يرحمه الله الثواب العظيم لكافل اليتيم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «َأَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا» رواه البخاري. ولذا أراد يرحمه الله أن يحظى بهذا الثواب العظيم وبصحبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الجنة فكان يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في المسح على رأس اليتيم، وحرص على أن يكفل أكبر عدد ممكن من الأيتام  فكفل يرحمه الله 485 يتيم بواسطة بيت الزكاة في الكويت في 18 دولة عربية وإفريقية وآسيوية وأوربية، وأبرزها مصر وفلسطين ولبنان والصومال واليمن وبنجلاديش والسودان وسيلان والبوسنة والهرسك.

وقد بلغ إجمالي ما قدمه يرحمه الله من كفالة لهؤلاء الأيتام 173 ألف ومائة دينار في الفترة من ديسمبر عام 2000م وحتى سبتمبر عام 2005م.

ثالثاً: تأسيس عدد من المدارس الإسلامية

حرص المحسن عبدالله المطوع يرحمه الله على دعم التعليم الإسلامي الذي يعمل على ترسيخ العقيدة وتهذيب الأخلاق وربط العبد بربه، بالإضافة إلى دوره في نهضة الأمة وتقدمها، ولذا فقد ساهم يرحمه الله في بناء العديد من المدارس في كافة أنحاء العالم الإسلامي، بالإضافة إلى كفالة عدد كبير من طلاب العلم، وإن لم نستطع حصرها لكثرتها، فقد كتب ذلك عنه كثير من الشهود في نعيهم له رحمه الله. وقد أنشأ عدة مدارس في إندونيسيا بواسطة جمعية الإصلاح الاجتماعي.

رابعاً: مساعدة الفقراء والمحتاجين

لقد أحس المحسن عبدالله علي المطوع يرحمه الله بآلام الفقراء والمحتاجين في أنحاء العالم الإسلامي، فكان يلتقي يومياً في مكتبه بالكويت مع أعداد كبيرة من فقراء المسلمين، بشخصه المعطاء أولاً، وبصفته رئيساً لشركة علي عبدالوهاب وأولاده وشركاهم ثانياً. وفي لفتة إنسانية نراه يرحمه الله حينما يلتقي محتاجاً يبادره سائلاً: ما حاجتك؟ فيسترسل السائل في عرض حاجته، ويواصل العم أبو بدر الاستفسار عن أحواله، فإذا اطمأن إلى صدقه قام بدراسة أوراقه التي يحملها ثم يخصص له مبلغاً من المال يتناسب مع حاجته الشخصية أو احتياجات مشروعه الخيري، وإلى جانب ذلك يوجه له النصائح في أبوة حانية.

بهذه البساطة كان يتعامل يرحمه الله مع ذوي الحاجات، ويسعد برؤية المحتاج لأنه يرفع عن كاهله عبئاً سيسأله الله عنه يوم القيامة، وكثيراً ما كان يردد يرحمه الله مقولة: «هذه ليست أموالنا نحن فقط، بل للفقراء والمحتاجين حق فيها، أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعطيه لهم، والبركة والخير تأتي من الصدقة التي تخرجها وهو حق علينا»،

وفاته:

صبيحة الأحد 10 شعبان 1427هـ الموافق 3 سبتمبر 2006م، صعدت روح العم أبي بدر الطاهرة إلى بارئها عن ثمانين عاما حافلة بجلائل الأعمال.

الكلمات الدالة:

عمارة المساجد - أعمال البر - محسنون من الكويت.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج8، 2008.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%208.pdf