عبدالعزيز علي المطوع

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
عبدالعزيز علي المطوع
عبدالعزيز علي المطوع

المولد والنشأة والنسب:

ولد عبد العزيز علي العبد الوهاب المطوع عام ١٣٢٨هـ في أكتوبر ۱۹۱۰ و تعلم في المدرسة الأحمدية، واشتهر بذكائه الحاد وفطنته، فقد تخرج من المدرسة وعمره أحد عشر عاماً وكان ترتيبه الأول على المدرسة، وهو ما جعله محط إعجاب أساتذته في ذلك الوقت.

نشأ نشأة دينية وأدبية في بيت كريم يرعى حدود الله، ورافق عدداً كبيراً من رجالات الكويت الذين بنوا نهضة البلاد بمختلف أشكالها، خاصة الجانب التعليمي منها، ومن هؤلاء الشيخ يوسف بن عيسى القناعي المؤسس الأول للنهضة الإصلاحية العلمية في البلاد. كان عضواً بمجلس المعارف في عهد الشيخ عبد الله الجابر الصباح، وعضوا في المجلس البلدي سنة ١٩٥١ -١٩٥٤م.

أوجه الإحسان في حياته:

كان - رحمه الله - سباقاً لفعل الخيرات في السر والعلن أنفق الكثير في الأعمال الخيرية داخل الكويت وخارجها، وكان بحق سفيراً لبلاده خارج حدودها بين بلدان العالم رمزاً لعطاء الكويت، وكرم أهلها. وكان المحسن داعياً إلى الخير، ملتزماً بتعاليم ربه، كما كان تقياً كريما، يعطي بيمينه ما لا تعلم شماله، أجرى الله على يديه الخير، لذا كان محبوباً من الزعماء المسلمين، والدعاة والعلماء بل والقادة والحكام الصالحين، الذين كون علاقات طيبة معهم لصالح الكويت وأهلها.

العناية بالمساجد:

قام المحسن عبد العزيز علي المطوع بتجديد مسجد عبد العزيز القناعي عام ١٣٦٦هـ، في فريج الجناعات، الذي أسسه جده عبد العزيز علي المطوع عام ١٢٨٤ هـ ، كما ورد في الموسوعة الكويتية المختصرة لحمد السعيدان.

في مجال الدعوة والإرشاد:

قام عبد العزيز علي المطوع بالتعاون مع المحسن عبد العزيز يوسف المزيني بتأسيس جمعية الإرشاد الإسلامية التي تم افتتاحها في عهد المرحوم الشيخ عبد الله السالم، وقد حققت الجمعية نجاحاً عظيماً في مجالات الدعوة والإرشاد والتعليم، برعاية أمير البلاد آنذاك ورئاسة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، ولفيف من أهل الخير والإحسان بالكويت.

اللجنة الإسلامية لمساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء:

بعد حرب عام ١٩٦٧م، قام بتأسيس لجنة أسماها "اللجنة الإسلامية المساعدة الفلسطينيين وأسر الشهداء" وقد تكفلت هذه اللجنة بإعالة أسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين على نفقته الخاصة كما تكفلت بتعليم أبنائهم.

مساعدة الفقراء وعلاجهم:

ولما كانت إعانة الفقراء من أفضل أعمال البر، فقد أنشأ الحاج عبد العزيز العلي المطوع جمعية مصطفى محمود الخيرية على أرض مصر ولها عدة فروع في الأماكن التي تكثر فيها الكثافة السكانية.

ومن مهام هذه الجمعية تقديم العون للفقراء والمساكين وكذلك تقديم العلاج المجاني للمرضى المسلمين. كما ساهم مساهمة فعالة في إعادة بناء مستشفى القصر العيني بالقاهرة.

شكر من السادات ومبارك:

وقد وجه إليه الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات الشكر على مساهمته الخيرية، كما أهداه الرئيس المصري محمد حسني مبارك وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وذلك في ٤ أكتوبر عام ۱۹۸۲م، ولما كان سيل خيراته - رحمه الله - لا ينقطع، فقد قلده الرئيس محمد حسني مبارك مرة ثانية وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وذلك في ١٥ مارس ۱۹۸۸م، تقديراً لأعماله الخيرية التي لم يبتغ منها غير وجه الله تعالى.

رعاية المسنين:

ولم يحرم المحسن عبد العزيز المطوع - رحمه الله - نفسه ثواب إعانة المسنين والتخفيف عنهم، فأقام داراً لرعاية المسنين بالتعاون مع جمعية دار المسلم التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية المصرية.

في مجال التعليم:

كان المحسن عبد العزيز المطوع - رحمه الله - عدواً للجهل، داعياً إلى الخير، طالباً للعلم حتى أواخر أيام حياته، واستحق أن يكون عضواً في مجلس الأمناء بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وتقديراً لجهوده وتبرعاته السخية، أسس المركز عام ۱۹۹۳م بعثة دراسية سنوية باسم "عبد العزيز العلي المطوع"، تهدف إلى تشجيع البحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية ذات العلاقة بالإسلام، وضمت هذه البعثة منطقة آسيا الوسطى.

وحباً منه - رحمه الله - في نشر العلم بين المسلمين وخاصة في البلاد التي تعيش فيها أقليات مسلمة، فقد أنشأ لجنة تتولى الإنفاق على الطلبة الأفارقة الراغبين في التعليم وابتعاثهم إلى مدارس وجامعات مصر على نفقته الخاصة.

في مجال التعليم المهني وتحفيظ القرآن:

سعياً من المحسن عبد العزيز المطوع - رحمه الله - لتوفير سبل الحياة الكريمة لأسر المسلمين وتهيئة فرص عمل للشباب منهم، أنشأ مركزاً للتدريب المهني في مصر بمنطقة بولاق الدكرور - وقد اشترى الأرض وشيد البناء وجهز المركز بالمعدات الفنية والتقنية على نفقته الخاصة وقد جدده مرة أخرى عام ۱۹۸۷ م وألحق به داراً لتحفيظ القرآن الكريم ومركزاً طبياً لعلاج الفقراء بالمجان.

هذا بالإضافة إلى فتح بيوت الخير والجمعيات الخيرية في الهند وباكستان وأفغانستان ولبنان، ومعظم البلاد الإسلامية، وفتح بيوت الله والمكتبات والمعاهد الدراسية في الدول الغربية.

إغاثة المنكوبين:

عندما هز الزلزال مصر وضرب محافظاتها عام ۱۹۹۲م، تبرع المحسن عبد العزيز علي المطوع - رحمه الله - بمبلغ ١۰۰ ألف جنيه مصري المنكوبي الزلزال، وكان قد تعود إرسال مندوبين عنه يحملون زكاة ماله وصدقاته إلى جنوب مصر (النوبة) وإلى بلاد كثيرة في أنحاء العالم والتي تظهر فيها المجاعات، طاعة الله ورسوله، ورغبة فيما عند الله تعالى من ثواب، حيث عمل في مسيرة إحسانه بقوله تعالى: (ومثل الذين ينفقون أموالهم..... تعملون بصير). سورة البقرة (٢٦٥).

مؤلفاته:

تميز المحسن عبد العزيز المطوع - رحمه الله - بالنبوغ الفكري وعمق الإدراك، وحب التأليف، وقد عمل على تأليف عدد من الكتب العلمية منها: "الرأس والبنكرياس"، و "خواطر باحث".

وفاته:

بعد تلك الرحلة المباركة من البذل والعطاء والإحسان، توفي المحسن عبد العزيز المطوع - رحمه الله - في السابع عشر من ذي القعدة ١٤١٦هـ الموافق للسابع من أبريل ١٩٩٦م.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين) . بيت الزكاة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1422هـ - 2001م.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%201.pdf