عبدالعزيز بن أحمد الرشيد

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
محسنون من بلدي
محسنون من بلدي

المولد والنشأة:

هون عبد العزيز بن أحمد بن رشيد بن ابداح ولد في الكويت عام ١٣٠٥هـ وكان والده رجلا متدينا فقد بدأ في تربيته تربية دينية تقليدية ولما بلغ عبد العزيز عامه السادس سلمه والده إلى الملا زكريا الأنصاري الذي كان يستقبل تلاميذه في مدرسة صغيرة يعلمهم القرآن الكريم وقد كان الطالب عبد العزيز ذكيا مقبلا على العلم فتخرج من هذه المدرسة وقد حفظ كتاب الله وتعلم مبادئ الكتابة والحساب.

انضم بعد ذلك إلى والده يساعده في التجارة إلا أن العلم كان شغله الشاغل وقد طلب من والده أن يلحقه بمجلس الشيخ الجليل عبد الله بن خلف الدحيان فانضم الى المجلس وعمره أربعة عشر عاما.

ثم راودته نفسه أن يرحل إلى الزبير للتزود بالعلم والمعرفة بعد أن سمع من أستاذه عبد الله بن خلف علماء الزبير وغزارة علمهم.

استحوذ حب العلم على قلبه فشد الرحال إلى الزبير طلبا للعلم وهناك التقى بالشيخ محمد بن عبد الله العوجان مدرس الفقه الحنبلي ولم يتردد الشيخ العوجان في قبوله ضمن تلاميذ في مدرسة الزهير والتي كان مقرها مسجد الباطن في الزبير.

أمضي عبد العزيز الرشيد عاما الزبير تعلم فيه علي يد أستاذه العوجان أصول الفقه والنحو والتجويد ثم رجع إلى الكويت عام ١٩٠٣ بعد رحلة مفيدة وفرح والده برجوعه ورغبة منه في استقرار ولده زوجه من سارة ابنة يعقوب بوحمره ولكن لم تمض أسابيع على زواجه حتى فاجأ والده برغبته في العودة لطلب العلم. فسافر إلى الإحساء وبغداد والمدينة المنورة.

أوجه الإحسان في حياته

في الوقت الذي جاب فيه الشيخ عبد العزيز الرشيد بلادا كثيرة طلبا للعلم والمعرفة كان أكثر الناس يغطون في الجهل في عصر ندر فيه العلم والعلماء وبما تمتع به من فطنة وبعد نظر وقدرة فائقة على الخطابة وظف علمه وفطنته في الدعوة للعلم وإنشاء المدارس وحب الخير فكان بحق هبة الله للكويت وأهلها.

في مجال التعليم:

بعد عودته من رحلاته المتكررة عمل إماما لمسجد النبهان (فريج عليوه) انضم الشيخ عبد العزيز الرشيد إلى هيئة التدريس في مدرسة المباركية عام ۱۹۱۷ ثم عين مديرا لها ثم انضم إلى عبد الملك الصالح للتدريس في المدرسة العامرية التي افتتحها عام ۱۹۱۹ التي كانت النواة الأولى للمدرسة الأحمدية.

مدرسة الأحمدية :

عندما اختلفت الآراء حول إدخال العلوم العصرية كالتاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية على مناهج الدراسة بالمباركية استقر الرأي أخيرا على الاقتراح الذي عرضه الشيخ عبد العزيز الرشيد وذلك بافتتاح مدرسة جديدة في ديوان السيد خلف باشا النقيب عندما اجتمع الشيخ يوسف بن عيسى من أعيان الكويت وبدأ الاكتتاب لها في الحال وتم جمع لإنشائها وافتتحت المدرسة في عام ١٣٤٠هـ وأطلق عليها اسم "المدرسة الأحمدية " تيمنا باسم الشيخ أحمد الجابر الذي رأت النور في عهده وتبرع الشيخ عبد العزيز الرشيد بتدريس الفقه والنحو والصرف في الأحمدية فلم يكن يتقاضى راتبا شهريا لقاء ذلك.

محاربته للجهل "والخزعبلات":

قاد مع مصلح الكويت الشيخ بن عيس القناعي معركة التجديد في العلم ومحاربة "الخزعبلات" حيث عانيا الكثير في سبيل ذلك ممن لا يريدون التطور في العلم ولا يعترفون بالعلوم الحديثة فلا يؤمنون مثلا: "بأن الأرض كروية أو أن المطر أصله بخار الماء".

وغير ذلك من هذه العلوم الحديثة كانوا لا يؤمنون بها ويحاربون كي لا يتعلمها أبناؤهم بالمدارس ولم يتوان الشيخ عبد العزيز الرشيد لحظة في إزاحة هذا الجدار المظلم أمام عقول الناس إذ اعتبر ذلك رسالة وأمانة يجب أن تؤدي جهادا في سبيل الله فألف رسالة بهذا الخصوص فأسماها "الهيئة والإسلام"

في المجال الأدبي والاجتماعي:

لقد ساهم الشيخ عبد العزيز الرشيد في لإنشاء النادي الأدبي في الكويت وكان يدرس فيه اللغة العربية والأخلاق والفقه وألقى فيه أول عدة محاضرات كانت شاهدا على مقدرته الخطابية كما ساهم في تاسيس الكتبة الأهلية التي دعا إليها الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وزملائه سنة ١٣٤٠هـ.

ساهم في تشجيع وإعداد الطلاب الذين اختارتهم الجمعية الخيرية لإرسالهم إلى الدولة العربية في بعثات علمية.

الصحافة لنشر الإسلام:

كان الشيخ عبد العزيز الرشيد مؤمنا بدور الصحافة في نشر العلم وزيادة الوعي الإسلامي وبث الثقافة وتنوير المجتمع لذلك أصدر أول مجلة في الكويت تحمل اسم "الكويت" سنة ۱۲۲۸م ثم أصدر مجلة "الكويت والعراقي" في سبتمبر عام ۱۹۳۱ في جاوة "اندونيسيا حاليا" بالاشتراك مع السائح العراقي السيد يونس بحري، كما أصدر مجلة "التوحيد" التي صدر عددها الأول في مارس عام ۱۹۳۳ ولقد استمرت هذه المجلة حتى ١٥ ديسمبر ۱۹۳۳ حيث صدر منها إحدى عشر عددا.

في مجال الشورى:

كان الشيخ عبد العزيز الرشيد أحد أعضاء مجلس الشورى الذي تأسس في شهر مايو عام ۱۹۲۱م في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح وكان المجلس يضم أحد عشر عضوا من أعيان الكويت وكانت مهمة المجلس النظر في شؤون الناس ومساعدة الحاكم على إدارة حكم البلاد.

مؤلفاته:

  • رسالة تحذير المسلمين من إتباع غير سبيل المؤمنين.
  • المحاورة الإصلاحية قام بتمثيلها طلاب المدرسة الأحمدية سنة ١٣٤٤هـ
  • تاريخ الكويت في جزيئين سنة ١٩٢٦م.
  • رسالة الدلائل البينات في حكم تعليم اللغات.
  • "الهيئة والإسلام " حشد فيها كثيرا من البراهين على ما تعتقده العامة مخالفا للدين ككروية الأرض وحركتها.
  • النصائح الكافية فيمن يتولى معوية وهو رد على كتابة ابن عقيل الحضرمي.
  • تحقيق الطلب في رد تحفة العرب.

والمؤلفات الثلاث الأخيرة مخطوطات لم تطبع.

وفاته:

توفى الشيخ عبد العزيز الرشيد في (جاكرتا) عاصمة اندونيسيا في يوم الثالث من شهر ذي الحجة ١٣٥٦ هـ الموافق الثالث من شهر فبراير ۱۹۳۸ م ودفن هناك في مقبرة العرب.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين) . بيت الزكاة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1422هـ - 2001م.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%201.pdf