عبدالرحمن المنصور الزامل و صالح عبدالرحمن العبدلي
عبدالرحمن المنصور الزامل

المولد والنشأة:
في شهر ذي الحجة من عام ۱۳۳۲هـ كانت ولادة المحسن عبد الرحمن المنصور الزامل في عنيزة في حي البرغوش وكان ثالث الأولاد الذكور، والده هو منصور بن إبراهيم بن منصور بن علي بن إبراهيم بن محمد بن زامل، ولد قريبا من سنة ١٢٩٠هـ، وأمه نورة بنت سليمان الناصر الشبيلي، من أسرة الشبيلي في عنيزة من العناقر من بني سعد من تميم وقدموا من ثرمداء قرية تقع شمال مدينة الرياض الغربي وتبعد عنها بنحو مائة وخمسين كيلو.
أخلاقه وصفاته:
جمع المحسن عبد الرحمن الزامل رحمه الله كثيراً -من الخصال الكريمة والسجايا الحسنة علت به همته وسمت به أخلاقه ونال من توفيق الله حظا وافرا إن أتيته في المروءات.
فنعما هو وإذا رأيته في القربات فكأنما بشر بالقبول، آتاه الله حلماً وأدباً وحسن فهم، كريم في غير سرف جواد في غير مخيلة سخي من غير من يقابل الصغير بما يقابل به الأمير ويكرم عماله كما يكرم ضيوفه.
صالح عبدالرحمن العبدلي:
المولد والنشأة:
ولد المحسن صالح عبد الرحمن العبدلي في عنيزة بالمملكة العربية السعودية عام ۱۳۳۳هـ الموافق لعام ١٩١٤م من أسرة معروفه بآل حماد.
وكان والده مشهورا بالتدين والخلق الكريم - وآل حماد من بني زيد من قضاعة من قحطان، وأمه فاطمة علي المكتوم من آل جناح من بني خالد، وقد نشأ صالح في مدينة عنيزة ودرس على يد أحد مشايخها المعروفين (الشيخ القرزعي)، ثم انتقل صالح العبدلي - رحمه الله إلى البحرين لطلب الرزق.
أخلاقه وصفاته:
تحلى المحسن صالح عبد الرحمن العبدلي - رحمه الله - بصفات وخصال حميدة متعددة سواء في صفاء الإيمان والعقيدة أو في الكرم والجود والعطف والحنان وحب الناس والتواصل مع أهله وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وعطفه على الفقراء والمساكين وتواضعه الجم ودماثة الأخلاق. وهذه الصفات لا تجتمع إلا في من حباه الله بمحبته وبفضله على غيره من عباده الصالحين؛ فالخلق الحسن أثقل شيء في ميزان المسلم يوم القيامة.
ومن دلائل كرمهما - رحمهما الله - أنهما أسسا معاً مضافة كبرى تحمل اسمهما في مدينة الكويت، هي مقصد لكل وافد للكويت سواء من معارفهما أو من لا يعرفهما ؛ بحيث يكون أول زيارة من محبيهما ومعارفهما.
أوجه الإحسان في حياتهما:
كان الإحسان عنواناً بارزاً وسراجاً ساطعاً مضيئاً في حياة ومسيرة المحسنين الزامل والعبدلي - رحمهما الله . ولقد تنوعت أعمالهما الخيرية وتشعبت في معظم مجالات الخير، فكانا سباقين إليها مسارعين إليها ؛ عملاً بقول الله - تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ سورة البقرة، وقد بدا جلياً - بعد تصفح سجلات خيراتهما الحافلة - أنهما أوليا الجزء الأكبر من أعمالهما الخيرية للجنة الشعبية لجمع التبرعات لثقتهما فيها من ناحية، ولعلمهما بسبب طبيعة عملهما - بالأماكن والدول الأكثر حاجة للدعم والغوث والمعونة. ولقناعتهما بأن العمل الخيري المؤسسي أكثر تنظيماً وتشعباً وانتشاراً.
ولهذا كانت لهما - يرحمهما الله - مساهمة ومشاركة دائمة في دعم كافة الجمعيات والهيئات الخيرية داخل الكويت بدون استثناء ومنها جمعية الهلال الأحمر وجمعية رعاية المعاقين.
بالإضافة إلى كافة اللجان الشعبية المحلية القائمة على جمع التبرعات لإغاثة المسلمين المتضررين من الكوارث الطبيعية وغيرها في شتى بقاع الأرض وكذلك مساندة ودعم العديد من الهيئات الخيرية والجمعيات الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد ساهم عبد الرحمن الزامل - رحمه الله - في تأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعي وكان عضوا لمجلس إدارتها لعدة دورات متتالية.
إضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الأعمال الخيرية التي ساهما فيها رحمهما الله - كما يقول أبناؤهما - ولكنهما لم يعلنا عنها رغبة في المثوبة من الله - عز وجل، وهي صفة يعرفها عنهما الكثيرون. وإن كنا أخرجنا هذه الكلمات والأعمال إلى النور، فإنما الهدف الرغبة في دعاء الصالحين والقراء لهما أولاً، ثم أن يتأسى بهما القادرون ثانياً .
ويمكن تقسيم أوجه الإحسان التي قاما بها - يرحمهما الله - على النحو التالي:
أولا : مساعدة الشعوب العربية والإسلامية بواسطة اللجنة الشعبية الجمع التبرعات:
تأسست اللجنة الشعبية لجمع التبرعات على يد كوكبة من التجار المحبين لعمل الخير وخدمة الوطن الكويت والوطن العربي الكبير وبلاد الإسلام قاطبة عام ١٩٥٠م، وتوقفت في التسعينيات. وبفضل الله - تعالى - وفقت اللجنة في جمع تبرعات ضخمة من الهيئات والشركات الأهلية والرسمية والمواطنين والمقيمين على حد سواء، وتقديمها إلى ذوي الحاجة في الداخل والخارج، بعد دراسة متأنية وبحث متعمق، راجين من الله - تعالى - أن يجعل تبرعهم هذا في ميزان حسناتهم، مصداقاً لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرب الآخرةِ وَمَنْ ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ العيد في عون أخيه" رواه الترمذي.
وقد ساهم المحسان الزامل والعبدلي بنصيب وافر في هذه التبرعات طوال تاريخها حيث بلغ إجمالي تبرعاتهما - رحمهما الله - من خلال اللجنة الشعبية لجمع التبرعات مبلغا قدره ۲۰۰۰۰۰ دلك (ثلاثمائة ألف دينار كويتي ) و ٢٠٠٠٠ روبية (ثلاثون ألف روبية)، ويمكن توضيح الجهات التي تم تقديم هذه المساعدات لها عبر العناوين التالية:
مساعدة إخوانهما الجزائريين:
في فترة مبكرة من حياتهما كان المحسنان عبد الرحمن الزامل وصالح العبدلي حريصين على التبرع وعمل الخير، ما أفاء الله عليهما من نعمه. فكانا من أوائل من قدم المساعدات المادية لنصرة أبناء الجزائر دعما للثورة الجزائرية عام ١٩٥٩، حيث تبرعا بمبلغ ١٠٠٠٠ روبية، وكانت مبلغا عظيما آنذاك قبل استعمال الدينار الكويتي بسنتين تقريبا، فكان تبرعهما هذا نموذجاً ودليلاً على حبهما العمل الخير - الذي استمرا عليه بقية حياتهما . ونموذجاً واضحاً كذلك على وطنيتهما وحرصهما على نصرة إخوانهما العرب والمسلمين في كل مكان.
وفي عام ١٩٨٠م عندما وقع زلزال عظيم في ولاية الأصنام بالجزائر أيضا وأصاب مناطق عديدة من الجزائر بالشلل وتضرر منه آلاف الجزائريين، تنادي أهل الخير والمحسنين للتبرع وتقديم المعونات للمتضررين، وتم ذلك من خلال اللجنة الشعبية لجمع التبرعات، وكان المحسنان الزامل والعبدلي - رحمهما الله - ضمن القائمة الأولى للمتبرعين حيث تبرعا - رحمهما الله - يمبلغ ٥٠٠٠ دينار في يوم ١٩٨٠/١٢/٢١م.
دعم الشعب العراقي في محنته:
وإذا كان الشريكان - رحمهما الله - قد هبا لمساندة إخوانهما في الجزائر فما كان لهما أن يترددا عن مساعدة جار عربي مسلم شقيق وهو العراق. ولذلك فعندما أعلنت اللجنة الشعبية لجمع التبرعات القائمة الأولى من المواطنين المتبرعين لدعم العراق ونصرة شعبه الشقيق في دفاعه عن الأرض والكرامة العربية، كان على رأس المتبرعين الزامل والعبدلي: حيث تبرعا بمبلغ ۱۰۰۰۰۰ دك مائة ألف دينار كويتي عام ١٩٨٢، ثم تبرعا بمبلغ ٢٥٠٠٠ دلك (خمسة وعشرين ألف دينار) عام ١٩٨٦م لم مبلغ ۲۰۰۰۰ (عشرين الفا) في العام نفسه، وعندما تنادوا للمساهمة في إعادة إعمار الفاو بجنوب العراق تبرعا بمبلغ 1000 دينار كويتي عام ١٩٨٨م.
دعم شعب مصر الشقيق:
مصر هي الشقيقة الكبرى للعرب مكانا ومكانة ودوراً تاريخيا عبر العصور لها في قلب العرب والمسلمين مكانة كبرى خاصة من تعلموا في جامعاتها أو عملوا فيها عبر عمل تجاري أو دبلوماسي أو غيرهما، وكان المحسن صالح العبدلي وشريكه عبد الرحمن الزامل في طليعة من هبوا لدعم مصر بعد حرب ١٩٥٦م، حيث ساهما بمبلغ ٢٠٠٠٠ روبية، كما قدما دعماً لمعهد ناصر الطبي بالقاهرة بمبلغ ١٠٠٠ د. ك عام ١٩٧٠م.
دعم شعب اريتريا:
ولم تكن اللغة أو الجوار أو العروبة فقط هي الدافع لإحسان صالح العبدلي وشريكه ومساعدتهما للشعوب، بل كانت هناك رابطة الإنسانية العامة والرحمة. لذا قدما دعما - عبر اللجنة الشعبية أيضا - لشعب إريتريا عام ١٩٨١ بمبلغ ٣٠٠ ذلك، ثم يمبلغ ٥٠٠٠ ذلك لم يمبلغ ۱۲۰۰۰ د.ك في العام نفسه.
مساعدة شعبی پاکستان و افغانستان:
پاکستان و افغانستان دولتان مسلمتان اسپویتان عاننا ولا تزال تعانيان آثار الفقر والكوارث والحروب وهما من أشد الدول حاجة للمساعدة، لذا سارع المحسنان عبد الرحمن الزامل وصالح العبدلي لإغاثة ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية في باكستان عام ١٩٧٢م بمبلغ ٢٠٠٠ د.ك (الفي دينار كويتي).
كما قدما تبرعا لإغاثة ضحايا الحروب والكوارث في دولة أفغانستان بمبلغ قدره ٢٥٠٠٠ دلك (خمسة وعشرين ألف دينار كويتي) وذلك عام ١٩٨٠م.
تبرعهما لمساعدة شعب فلسطين:
فلسطين جرح العرب والمسلمين النازف منذ زمن بعيد، وهي قضية قضايا المسلمين في كل زمان ومكان لأن بها أول القبلتين وثالث المسجدين ومسرى النبي الأمين - خلد الله ذكره في كتابه الأمين، وأوصى به في سنة المصطفى . وما كان للمحسنين - رحمهما الله - أن يتأخرا عن مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق، فقدما دعما للشعب الفلسطيني عام ١٩٨٢م يمبلغ ٥٠٠٠ د. ك كما قدما دعما للانتفاضة الفلسطينية عام ١٩٨٨م يمبلغ ٤٠٠٠ د.ك.
تبرعهما لمساعدة شعب بنجلاديش:
حيث قدما - رحمهما الله - مساعدة لفقراء بنجلاديش عام ١٩٨١م عبر اللجنة الشعبية لجمع التبرعات قدره ۱۵۰۰۰ د. ك (خمسة عشر ألف دينار). ولا يخفى أن بنجلاديش من أفقر الدول الإسلامية في آسيا، كما أنها من أكبر الدول التي بها جاليات في دول الخليج بصفة عامة وبالكويت بصفة خاصة.
ثانيا: عمارة المساجد:
تعد عمارة المساجد من أفضل الأعمال وأقرب القربات، وهي قاسم مشترك بين محسني الكويت بل محسني المسلمين أجمعين لما للمساجد من دور رائد في تربية النشء وتعليم الأجيال وبناء الأوطان، وإصلاح القلوب وتزكية الأرواح. كما أن للمؤسسات الخيرية دورا كبيرا في دعم الفقراء والمحتاجين، وبالتالي تخفيف العبء عن الدولة ومساعدتها في أداء رسالتها، ولذا نهض المحسنان عبد الرحمن الزامل وصالح العبدلي - يرحمهما الله - لبناء عدد من المساجد ودعم العديد من المؤسسات الخيرية داخل الكويت وخارجها، والتي يمكن بيانها كما يلي:
بناء مسجد بمطار الكويت الدولي:
وهو يحمل اسم مسجد المطار الدولي الجديد حيث بناء المحسنان: عبد الرحمن الزامل وصالح العبدلي - رحمهما الله - عام ١٤٠٥هـ الموافق العام ١٩٨٥م، وقد تم تسليمه إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت بعد تمام البناء والتجهيز والتأسيس.
مسجد الغزيلية بالسعودية:
لم ينس المحسنان عبد الرحمن الزامل وصالح العبدلي - رحمهما الله -مسقط رأسيهما في عنيزة بالمملكة العربية السعودية، فأسسا مسجد الغزيلية ضمن أعمالهما الخيرية في مدينة عنيزة، ويسع جامع الغزيلية مع جميع مرافقه الفي مصل ومعه ، ثلاثة بيوت أو أربعة تم وقفها للإمام والمؤذن والفراش.
ويرجع الفضل في إنشاء جامع الغزيلية للشيخ عبد الله بن عبدان - رحمه الله - وأسكنه جنته لأنه قال لي - والكلام للمحسن عبد الرحمن الزامل يا اخ عبد الرحمن عندنا أمر في بناء خمسة مساجد في عنيزة، فهل ترغبون في أن تأخذوا واحداً منها ؟ ففرحت جداً ودعوت له وأقمنا الجامع الموجود الآن.
مسجد الشريان:
كما أسسا - رحمهما الله - أيضاً مسجد الشريان من الحويطة نفسها قريبة من باب البابية والمتفق معهم محمد العبد الله الشريان وزيد المشيلح. يقول فضيلة الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - أقمنا عليه حابوطا ويسمى مسقات للإبل والغنم وللتحمم والغسل ثم وسعنا المسجد واشترينا الأرض المجاورة له من الجنوب وأقمنا عليها بيتين للإمام والمؤذن والفراش.
تأسيس مسجد ومركز برايتون في بريطانيا:
لقد رزق المحسنان الزامل والعبدلي همة في فعل الخير لا تضعف، وعزيمة في فعل البر لا تقل، وأينما ومتى دعا داعي الخير أجابا مهما بعد المكان. ومهما زادت التكاليف. وكانت وجهة الخير هذه المرة ليس في آسيا ولا إفريقيا. بل في أوروبا حيث تم شراء بيت في برايتون في إنجلترا بهدف تحويله إلى مسجد، وبالفعل تمت إعادة ترميمه وتعديله ليصبح مسجدا ومركزاً ، وتم ذلك بواسطة السيد أحمد السلمان التركي - رحمه الله.
التبرع بالأراضي لبناء المساجد في عنيزة:
لم يكتف المحسنان الزامل والعبدلي بالمسجد الذي أسماء في عنيزة والذي سبق الحديث عنه بل زادا على ذلك أن تبرعا بأراضي مساجد المليحة -وعددها ثلاثة أو أربعة - فيا لها من همة في الخير عالية ورغبة في نيل الفردوس سامية.
ويبدو أن هاتف الخير كان كثيراً ما يأتيهما - رحمهما الله - من عنيزة التي لها في قلبهما مكان، ومن نفسهما مكانة، ولذا قاما - رحمهما الله - بتنظيف منطقة ( جفرة الحيالة ) من المهملات والانقاض، وتم بناء خمسة دكاكين عليها . ثم ثمنت هذه القطعة وبيعت، وتبرعا بالثمن لصالح الجمعية الخيرية في عنيزة.
تأسيس وبناء المراكز الإسلامية في بعض الدولة الإسلامية والأجنبية :
ساهما - يرحمهما الله - في تأسيس وبناء عدد من المراكز الإسلامية في بعض الدولة العربية والأجنبية ومنها ما يلي:
- دار الرعاية الإسلامية - برمنجهام - بريطانيا .
- المركز الإسلامي في مدينة فورت كولينز بالولايات المتحدة.
- جمعية الدعوة الإسلامية - سنغافورة.
ثالثا: المساهمة في دعم أنشطة بيت الزكاة بالكويت:
وكان لبيت الزكاة بالكويت - أيضاً - نصيب من تبرعات وصدقات وخيرات المحسن صالح العبدلي وعبد الرحمن الزامل، لذا فقد تبرعا من عام ١٩٨٣م وحتى عام ١٩٩٠م بمبلغ ٢٥٠٠٠ ذلك (خمسة وعشرين ألف دينار كويتي) لصالح مشروع كافل اليتيم.
وتبرعا في مارس من عام ١٩٨٣م بمبلغ ١٠٠٠٠ د ك (عشرة آلاف دينار كويتي) لصالح مشاريع صندوق الزكاة.
وتبرعا في 11 مايو عام ١٩٨٣ بمبلغ ٣٠٠٠٠ دك (ثلاثين ألف دينار كويتي) لصالح مشاريع صندوق الخيرات.
المساهمة في تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:
قدما - يرحمهما الله - تبرعاً بمبلغ ١٢٠٠٠٠ دينار (مائة وعشرين ألف دينار كويتي) لصالح الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بعد تأسيسها. وذلك لتغطية كامل تكاليف بناء الجناح الذي يضم المكتبة، وصالة المتبرعين والكافتيريا.
رابعا: دورهما الوطني:
الجهاد بالمال والنفس لحماية الأوطان وكف العدوان، وحماية الثغور فرض على المسلمين وثوابه عند الله عظيم. ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون وطنه فهو شهيد، وكان المحسنان رحمهما الله من المشاركين بمجهوداتهما الخيرية في الأزمات المختلفة في الوطن العربي والإسلامي، كما سبق أن ذكرنا وقدمنا على ذلك شواهد عدة. ولم يكن لهما أن يتأخرا عن نداء الوطن فارعا بالتبرع والمساهمة في دعم المجهود الحربي للكويت عام ١٩٩٤ بمبلغ ٥٠٠٠٠ د. ك ( خمسين ألف دينار كويتي).
وفاتهما:
أصيب المحسن عبد الرحمن المنصور الزامل في أواخر عمره بجلطة في الدماغ أثرت على صحته كثيرا فضعف عن المشي حتى أقعد وصعب حديثه وأصبح يرمز لما يريد واضطر إلى الاستطباب كثيرا ثم بعد أن تم أجله وانتهت مدته ارتفعت روحه إلى بارئها بعد ثلاث سنوات من المرض كان فيها صابراً محتسباً، وكان ذلك قبيل السحر في ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان سنة ١٤٢٥هـ ( ٢٠٠٤م)، فتقاطر أبناؤه وأحفاده ومحبوه إلى المستشفى حيث كانت وفاته في مشهد لم ينسه من حضره.
وأما المحسن صالح العبدلي رحمه الله - انتقل إلى جوار ربه في الثامن من شهر صفر عام ١٤١٧هـ - الموافق لشهر يونيو من سنة 1996م- عن عمر يناهز الأربعة والثمانين عاما في قبرص وله من الأبناء ستة عشر بين ذكور وإناث.
وقد تركت أعماله الخيرية وخصاله الحميدة أطيب الأثر في نفوس كل من عرفوه، الأمر الذي جعله موضع احترام وتقدير.
وليس أدل على ذلك من إرسال حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد -الجابر الصباح - رحمه الله -طائرة خاصة لإحضار جثمانه من قبرص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج10. بيت الزكاة، 2013.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%2010.pdf