صنائع المعروف تقي مصارع السوء

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
صنائع المعروف تقي مصارع السوء
صنائع المعروف تقي مصارع السوء

صنائع المعروف تقي مصارع السوء

قصة رجل ضل في الطريق، ودخل مغارة، وعجز أن يخرج، فطلبه أهله أربعة عشر يومًا فلم يجدوه، وبحثوا عنه في الآبار والمغارات، وفي كل مكان، وأيسوا من حياته، فدخلوا غارًا فوجدوه، وقد أخذوا معهم الإضاءة واللوازم، فأخذوه إلى البيت وسألوه: كيف كنت تعيش لمدة أربعة عشر يومًا؟! فقال: أولًا: أخبروني ماذا فعلتم في منيحة فلان؟ -بيت من جيرانه- مات والدهم وله أيتام، فمنح أيتام جاره حليب بقرة من بقره، فكان كل يوم يرسلها إليهم، فقالوا: كنا نبعث بها إليهم، وما قطعنها إلا بالأمس، قال: قد علمت ذلك، قالوا: وكيف علمت وأنت في ذاك المكان؟! قال:حينما ضعت عرفت أني هالك إلا أن يتداركني الله بلطفه،فجلست مظنة أن يأتيني أحد فيجدني قريبًا، فطال الانتظار وطال الوقت، وأنا لا أعرف ليلاً من نهار، ورفعت يدي إلى الله أسأله مع شدة الجوع والعطش، فإذا أنا أجد بين يدي غدارة -إناء عادي يحمل في اليد- فلشدة عطشي وجوعي أهويت بها على فمي، فإذا بها حليب بقري، وهكذا كانت تأتيني كل يوم، إلا بالأمس انقطعت عني، وهذا مما يبين قوله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث:(تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، كان في وسط المغارة، ولا يدري عنه أحد إلا الله، وهذا من فضل الله،وقيل: إنّ امرأة وقعت في دبل العين -والذي أخبرني حي يرزق- فانخسف بها الدبل، وسقطت في الأرض ولم تستطع أن تخرج، ومكثت خمسة عشر يومًالا يعلم بها أحد، وقد كان لها غنم تعطي عجائز بجوارها من لبنها في طاسة من النحاس، فمرَّ شخص يمشي على ظهر الدبل فسمع صوتًا، فنادى فأجابته فأخرجوها، فسألوها كيف كنت تعيشين؟ قالت: طاسة الحليب التي كنت أعطيها العجائز اللاتي بجواري، كانت تأتيني كل يوم!.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموقع الإلكتروني:

https://alwatan.om/details/445488