صباح بن جابر (حاكم الكويت الأول)

صباح بن جابر
هو صباح الأول، أول حاكم لإمارة الكويت ، وقد اختاره أهل الكويت لسيرته الطيبة وصفاته المتميزة.
مولده:
ولد الشيخ صباح بن جابر فيما يقارب من عام 1652 م، وعاش مائة وعشرة أعوام.
توليه الحكم:
قيل أنه حكم الكويت في عام 1705 م وقيل عام 1718 م.
صفاته:
عرف عن الشيخ صباح الأول سيرته التي كانت حميدة مرضية باتفاق الرواة فقد اختاروه لأنه أمثلهم عقلاً وأحسنهم سيرة وأقربهم لإتباع الحق.
وكان لا يقطع أمراً حتى يشاور أعيان البلاد، ولم يقبل أن يكون حاكماً عليهم إلا بعد أن يتركوه ينفذ أحكامه على الشريف والوضيع، وقد مدحه الشاعر رشيد بن عمار قائلاً:
يقول رشيد بن عمار ومن بنى
حُسن القوافي من بيوت القصائد
يا مبلغ عني صباح بن جابر
فتى الجود جزيل ما يمّد الزهايد
أولاده:
كان للشيخ صباح بن جابر خمسة أولاد سلمان ومالك ومبارك ومحمد وعبد الله (أما والده جابر فقيل بأنه كان وجيهاً في قومه.
أهم الأحداث التاريخية في عهده:
رغم صغر المجتمع الكويتي وحداثة تكوينه إلا أنه جرت في عهده عدة أحداث، منها:
تحويل الكويت إلى ميناء تجاري:
في عهده استطاع الشيخ صباح بن جابر بالتعاون مع أهل الكويت أن يُطهر بحر الخليج العربي من قراصنة البحر الذين يهددون شواطئ الكويت، حتى أصبح ميناء الكويت مزدهراً في عهده، واستطاع أن يطهر أراضي الكويت والمناطق المجاورة لها من قطاع الطرق، حتى أصبحت الكويت في عهده محطة تجارية مهمة تنقل البضائع من الكويت عبر الجزيرة العربية إلى حلب وبلاد الشام، يقول الطبيب إدوارد آيفز عام 1758 م عندما زار الكويت مع أصدقائه الإنجليز بأن القافلة التجارية التي تخرج من الكويت إلى حلب فيها ٥٠٠٠ بعير محملة بالبضائع ويحرسها ألف رجل ، فالكويت في عهد
الأمن في سواحل الكويت في عهد الشيخ صباح الأول:
الشيخ صباح بن جابر لها تجارها وشعبها وعلماؤها وقضاتها ومساجدها وبيوتها وأبراجها، ويظهر ذلك أيضاً في خطاب البارون تيدو فردريك فان كنيبهاوزن ونائبه فان در هولست، الذي يتناول اقتراحه الإتجار في الكبريت مع القرين في عام 1758م
الهجرة إلى الكويت نتيجة الأمن والأمان:
اتسعت الكويت في عهد الشيخ صباح الأول وأصبحت ميناءً تجارياً مهماً، ونزحت الكثير من الأسر للاستقرار في الكويت، لما شاهدوه من أمن وأمان وحب وتعاون وتكاتف وتلاحم في المجتمع الكويتي. فقد عُرف عن أهل الكويت التواضع والتراحم المنبثق عن دينهم الإسلامي الحنيف.
سور الكويت الأول:
تعرضت الكويت في عهد الشيخ صباح الأول لاعتداءات وأطماع، لما لها من موقع استراتيجي في الخليج العربي، كميناء تجاري مهم يربط الشرق بالغرب. مما دعا أهل الكويت لبناء سور الكويت الأول عام 1760 م ، وقيل تم بناؤه عام 1783 لحماية الكويت من الغزو الخارجي ، وكان طول السور 750 م.
علم الكويت:
رُفع في عام 1762 أول علم على السفن الكويتية المتنقلة بين الموانئ.
التعليم والقضاء:
تطوع علماء الكويت وقضاتها للتعليم والقضاء وإمامة المصلين والخطابة في المساجد، فقد عرفت الكويت العالم مسيعيد بن أحمد بن مساعد بن سالم الذي نسخ كتاب الموطأ في عام ) 1682 ( في جزيرة فيلكا الكويتية ،قبل حكم الشيخ صباح الأول، كما عرفت الكويت عالمها وقاضيها الشيخ محمد بن فيروز كأول معلم وقاضي عرفته الكويت، و استمر الشيخ محمد بن فيروز في القضاء في الكويت حتى وفاته عام 1722 م ، وبعد وفاته غادر ابنه عبدالله الكويت واستوطن في الأحساء، ثم أصبح الشيخ أحمد بن عبدالجليل قاضياً في الكويت بعد وفاة الشيخ محمد بن فيروز، واستمر في القضاء ثلاثين عاماً حتى عام 1752 م، ثم تنازل عن القضاء لزوج ابنته وهو القاضي محمد عبدالرحمن العدساني الذي قام بتأسيس مسجد باسمه منذ عام 1747 م.
موطأ الإمام مالك بخط مسيعيد بن أحمد عام ١٦٨٢م لعمال الخيرية في عهده:
حرص أبناء الكويت على بناء المساجد وإنشاء الكتاتيب ومساعدة الأيتام والمحتاجين وإقامة ولائم الإفطار في رمضان في المساجد وفي دواوينهم وذبح الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، وتقديم المساعدات للأسر المتعففة ومساعدة المتضررين في الكوارث داخل الكويت وخارجها.
المساجد وا لأوقاف الخيرية:
حرص أهل الكويت على الأعمال الخيرية والإنسانية في عهد الشيخ صباح بن جابر، فساهموا في بناء المساجد والتبرع بالأوقاف الخيرية التي يتم صرفها على المساجد والتعليم ومساعدة المحتاجين.
كما تبرع خليفة بن محمد، جد آل الخليفة من حكام البحرين، ببناء مسجد في الكويت عام 1737م في عهد الشيخ صباح الأول، وذلك قبل رحيلهم للبحرين واستقرارهم فيها كما كان في الكويت في عهد الشيخ صباح الأول العديد من المساجد، وهو ما أشار إليه الشيخ عبد الرحمن السويدي العالم البغدادي عندما زار الكويت عام ١٧٧٢م، وأشار إلى وجود ستة عشر مسجداً فيها .
المساعدات الخارجية:
لم تقتصر مساعدة الكويت الخيرية محلياً فقط، بل إن الكويت في فترة مبكرة قامت بمساعدة القبائل المجاورة للكويت والدول التي تتعرض للنكبات والكوارث والاعتداءات، ومما ورد في المساعدات التي قدمتها الكويت للدول المجاورة في بدايات تأسيس الكويت، ما أورده الأستاذ عبدالله محمد الطائي في كتابه الشراع الكبير بما قدمته الكويت لعُمان أثناء العدوان البرتغالي عام 1624 م، وذلك قبل حكم الشيخ صباح الأول، فقد قدمت الكويت المساعدات لعمان واستطاعت سفينة كويتية أن تخبر العمانيون عن سفن برتغالية قادمة لغزوها، فاستعدت عمان لذلك، ولما انتصرت عمان أرسلت وفداً للكويت عام 1650 لشكرها على حسن صنيعها ومساعدتها لها ، ولقد كان للشيخ صباح الأول الدور البارز في حماية بحر الخليج العربي والساكنين حوله من أخطار القراصنة، كما كان له دور بارز مع أهل الكويت في استتباب الأمن في صحراء الكويت.
وفاته:
يعتبر الشيخ صباح بن جابر صباح الأول هو أول حاكم في الكويت، المتوفى عام 1762، وقد حكم بعده ابنه عبد الله بن صباح بن جابر عبدالله الأول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
حكام الكويت مآثر خيرية ومواقف إنسانية، تأليف د.خالد يوسف الشطي، ط1، 2022م، مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني - فنار.
الموقع الإلكتروني: