صباح الأحمد الجابر الصباح (حاكم الكويت الخامس عشر)

مولده:
وُلد الشيخ صباح الأحمد حاكم الكويت الخامس عشر في عام 1928 م، وقيل ١٣٤٨ه - 1929م، وهو الابن الرابع لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر، الذي حكم الكويت من عام 1921 - 1950 م.
تعليمه:
تلقّى الشيخ صباح الأحمد تعليمه في المدرسة المباركية، وأحضر له والده عدة مدرسين لتعليمه، كما أرسله والده لعدة دول للدراسة واكتساب المعارف والخبرة.
توليه الحكم:
تولى الشيخ صباح الأحمد الحكم في 29 يناير 2006 م ، بعد أن تمت مبايعته حاكماً لدولة الكويت، خلفا للشيخ سعد العبدالله الذي تولى مسند الإمارة وفقا لدستور الكويت خلفا للشيخ جابر الأحمد، لكن بسبب مرض الشيخ سعد، انتقل مسند الإمارة إلى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليكون الأمير الخامس عشر لدولة الكويت.
المناصب التي تقلدها:
تم تعيينه عام 1954 م عضواً في اللجنة التنفيذية العليا المعنيّة بتنظيم مصالح الدولة في عهد الشيخ عبدالله السالم.
كما تم تعيينه رئيساً لدائرة الشؤون الاجتماعية عام 1954 م، ورئيساً لدائرة المطبوعات عام 1957 م، وعند تشكيل وزارات الدولة بعد استقلال
الكويت عام 1961 م تم تعيينه وزيراً للإرشاد والأنباء، وأصبح رئيساً لوفد الكويت في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفي عام 1963 م تولى حقيبة وزارة الخارجية حتى عام 2003 م، وهو العام الذي شهد توليه حقيبة رئاسة الوزراء.
أعماله الخيرية وعمل إنساني مبكر:
ترأس الشيخ صباح الأحمد عدة مؤسسات حكومية أهلية وخيرية مثل دائرة الشؤون في عام 1954 م، كما ترأس عدد من اللجان الخيرية الكويتية، فهو الرئيس الفخري للجنة الشعبية لجمع التبرعات منذ تأسيسها في عام 1954 م، وهي
لجنة خيرية أسسها عدد من تجار الكويت، وهو الرئيس الفخري لجمعية الهلال الأحمر الكويتي الذي تأسس عام 1966 م.
كما ترأس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج والجنوب العربي عام 1963 م، وهي مؤسسة حكومية نفّذت العديد من المشروعات التعليمية والتنموية في دول الخليج والجنوب العربي.
وساهم بتبرعات عديدة لبناء مساجد ومشاريع خيرية متنوعة في دول العالم.
وساطته للإصلاح بين الدول المتخاصمة:
للشيخ صباح الأحمد دور بارز وكبير في الإصلاح ذات البين بين الدول والشعوب والمنظمات بل ويُطلب منه التدخل عند حدوث أزمات سياسية بين الدول، نظراً لحكمته وبُعد نظره وعلاقاته المتميزة وتقدير الجميع له، فيكون حكماً بين المختصمين، يُقدم لهم الحلول، ويساهم في حل النزاعات، وتكون له الكلمة المسموعة والمُقررة عند الجميع، فيرتضون حلوله ومبادراته وإصلاحاته.
مبادراته الإنسانية والخيرية:
ساهم الشيخ صباح الأحمد حاكم الكويت منذ توليه مقاليد الحكم في 2006 م بمبادرات إنسانية عالمية لمساعدة الدول المنكوبة من خلال إقامة مؤتمرات عالمية مانحة، ليتم من خلالها جمع التبرعات من الدول والحكومات والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم للدول التي أصابتها الكوارث والنكبات، واستمراراً للنهج الذي قامت به الكويت منذ سنوات عديدة من خلال الصناديق والمؤسسات الكويتية المانحة الحكومية والأهلية، والصندوق الكويتي للتنمية الذي تأسس في مطلع الستينيات والذي بلغت قروضه الميسرة 4.5 مليار دينار كويتي، والتي بلغت ما يقارب من 1000 قرض استفاد منها أكثر من مائة دولة، حيث ترأس هذا الصندوق الكويتي الشيخ صباح الأحمد منذ الحفل الختامي لمسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن وتجويده عام 1965 م، بصفته وزيراً للخارجية.
وبعد تولي الشيخ صباح الأحمد الحكم في الكويت عام 2006 م، استمر في تقديم مساعداته وعطاءاته للدول والشعوب والمنظمات الإنسانية، من أجل استقرار الإنسان وسلامته، فقد تبرعت الكويت منذ توليه الحكم بالعديد من المساعدات
مثل:
- تبرع لضحايا زلزال أندونيسيا 2006م.
- تبرع لضحايا العبّارة المصرية 2006م.
- تقديم الكويت عام 2007 م مبلغ 300 مليون دولار لدعم القضية الفلسطينية في مؤتمر المانحين في باريس.
- تبرع لضحايا إعصار سيدار 2007 م.
- تبرع لضحايا إعصار نرجس 2007 م.
- علاج اليمنين المصابين من خلال إحضارهم للكويت للعلاج 2009 م.
- تبرع لمتضرري فيضانات باكستان 2010 م.
- دعم الشعب الليبي 2011 م.
- زلزال تسونامي اليابان 2011 م.
- ضحايا إعصار هايان 2013 م.
- مكافحة فايروس إيبولا 2014 م.
- ضحايا زلزال نيبال 2015 م.
مبادرة صندوق مالي للمشاريع الصغيرة:
أطلق الشيخ صباح الأحمد مبادرة لتأسيس صندوق مالي في العالم العربي للمشاريع الصغيرة عام 2009 م، وذلك في مؤتمر القمة الاقتصادية التنموية الاجتماعية.
مبادرة جائزة د. عبدالرحمن السميط:
في القمة العربية - الأفريقية الثالثة التي استضافتها دولة الكويت في عام ٢٠١٣م، أطلق الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - أمير دولة الكويت جائزة سنوية باسم الدكتور عبدالرحمن السميط رائد العمل التنموي والخيري والإنساني في أفريقيا، للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية الموارد البشرية والبنية التحتية في القارة الأفريقية، وتقوم دولة الكويت سنوياً باستقبال أفضل المقترحات والمبادرات لتنمية القارة الأفريقية، ويتم اختيار الفائز منها وتكريمه في دولة الكويت.
مؤتمرات المانحين:
عرفت الكويت في عهد الشيخ صباح الأحمد مؤتمرات المانحين التي تجمع التبرعات من الدول والمنظمات الإنسانية لإعانة الدول المنكوبة
والمتضررة، وأقامت دولة الكويت عدة مؤتمرات للمانحين، وهي كما يلي:
مؤتمر المانحين للشعب السوري الأول في الكويت عام 2013 :
حيث دعا الشيخ صباح دول العالم لمؤتمر مانحين للشعب السوري الذي استضافته الكويت عام 2013 ، شاركت فيه 59 دولة بتعهدات بلغت 1.6 مليار دولار، وقدمت الكويت من خلاله 300 مليون دولار، وحضر المؤتمر 13 منظمة دولية إنسانية تعهدت ب194 مليون دولار.
مؤتمر المانحين للشعب السوري الثاني في الكويت عام 2014 م:
حيث دعت الكويت لمؤتمر المانحين الثاني للشعب السوري عام 2014بحضور 69 دولة و 24 منظمة إنسانية بلغت فيه تعهدات الدول 6 مليار دولار وقدمت الكويت فيه 500 مليون دولار وتعهدت المنظمات الدولية ب 183 مليون دولار.
مؤتمر المانحين لغزة بالقاهرة عام 2014 م:
قدمت الكويت مبلغ 200 مليون دولار لمؤتمر المانحين لغزة والمنعقد في القاهرة.
مؤتمر المانحين للشعب السوري الثالث في الكويت عام 2015 م:
واستمرت الكويت في تقديم المساعدات وإقامة مؤتمرات المانحين لإغاثة الدول والشعوب فأقامت في 31/3/2015 مؤتمراً ثالثاً للمانحين للشعب السوري بحضور 79 دولة و40 منظمة إنسانية بتعهدات بلغت 8.4 مليار دولار، تبرعت الكويت ب 500 مليون دولار
مؤتمر المانحين للشعب السوري الرابع في بريطانيا عام 2016 م:
حينما دعت بريطانيا لمؤتمر مانحن رابع في عام 2016، دعت أمير الكويت للرئاسة الشرفية للمؤتمر، وقد قدمت الكويت في هذا المؤتمر 300 مليون دولار.
مؤتمر المانحين لدعم التعليم في الصومال في الكويت عام 2017 .
مؤتمر المانحين لأطفال غزة في الكويت عام .2017
مؤتمر المانحين لإعمار العراق في الكويت عام 2018 بمشاركة 76 دولة.
قائد العمل ا لإنساني:
في 19 سبتمبر 2014 م قامت منظمة الأمم المتحدة بتسمية أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد قائداً للعمل الإنساني وتسمية دولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني، كما صدر تقرير عن منظمة مبادرات التنمية العالمية في بريطانيا عام 2014 يُفيد بحصول الكويت على المرتبة الأولى خليجياً والأولى عالمياً من 20 دولة نسبة إلى الدخل القومي وجاءت الكويت أكثر الدول سخاءً.
كل هذه الإنجازات الإنسانية حققتها الكويت وتوجت جهودها الخيرية بمبادرات صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، لتستمر الكويت محط أنظار العالم بأفعالها الإنسانية وبصماتها الخيرية التي ملأت شتى بقاع الأرض، لتبقى شاهدة على حب الكويت للعمل الخيري وتجذره في نفوس أهلها، فقد قدمت الكويت العديد من المساعدات للدول والشعوب، مما أثار إعجاب العالم بتلك المساعدات، ولا تزال الكويت مستمرة في عطائها الإنساني.
وأكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في مؤتمر القمة الإنسانية العالمية في تركيا في مايو 2016 م على ضرورة إنهاء الصراعات والتوترات لمواجهة الأزمات الإنسانية، وذكر فيه تقديم بلاده مبلغ 5 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وبهذه الأعمال والمبادرات الإنسانية حظيت دولة الكويت بثقة المجتمع الدولي، ممثلاً في أعضاء الأمم المتحدة بترشيحها لفترة ولاية جديدة لتتولى عضوية غير دائمة في مجلس الأمن لمدة سنتين، بترشيح 188صوت من 193 دولة، لتتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في شهر فبراير 2018 م، لتعود بعد40عاماً من عضويتها غير الدائمة لمجلس الأمن، والتي كانت في عامي 1978 و 1979 م، علماً بأن الكويت انضمت لأمم المتحدة عام 1963 م ، كما استضافت الكويت المؤتمر الدولي للنزاهة من أجل السلام في يناير 2019 م، وتبرعت في شهر مارس 2019 ب 300 مليون دولار أمريكي لرفع معاناة الشعب السوري ، حيث بلغت تبرعات الكويت للشعب السوري حتى مارس 2019 م بمبلغ 1.6مليار دولار.
تكريم البنك الدولي لأمير الإنسانية:
وقد كرم البنك الدولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الراحل في مقر البنك الدولي عام 2019 م، نظير دوره في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإحياء السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وستستمر الكويت في عملها الإنساني لتنمية الدول والشعوب، في ظل مسيرة حكام آل الصباح الداعمين للخير والمشجعين له، والشعب الكويتي والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، الداعم لمسيرة العمل الخيري.
أزمة كورونا العالمية:
تأثر العالم كله بأزمة فيروس كورونا صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وقد ساهمت الكويت بتميز في مواجهة هذا الفيروس، وقد أثنت العديد من الدول والمنظمات الدولية بدور الكويت الرائد في مكافحة جائحة كورونا.
وقد دعا أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله الشعب الكويتي في بداية الأزمة لفزعة كويتية عامة للتصدي لهذا الوباء العالمي، وقد قامت الجمعيات والمبرات الخيرية الكويتية بعمل حملة تبرعات لمساعدة المتضررين من الأزمة، وكانت الحملة بعنوان الحملة الوطنية للجمعيات الخيرية لحشد الجهود لمواجهة فيروس كورونا، تحت شعار (فزعة للكويت) ، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية ، وقد جمعت تبرعات بلغت 9.126.929 دينارا كويتيا، بعدد يقارب من ٢٠٠٫٠٠٠ ألف متبرع في يوم واحد، وكان ذلك في يوم السبت الموافق 27/3/2020م
كما كان للكويت دور حكومي وأهلي متميز في مساعدة الدول لمواجهة الفيروس، وقدمت دولة الكويت مساعدات مالية لمنظمة الصحة العالمية ولدول عديدة متضررة.
كما قامت الجمعيات الخيرية أيضاً بتقديم الدعم الازم للدول والمجتمعات المتضررة من الفيروس، لتؤكد الكويت دائماً بأنها مركزا عالميا للعمل الإنساني.
تكريم الرئيس الأمريكي لأمير دولة الكويت:
منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسام الاستحقاق الأمريكي برتبة قائد أعلى لأمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله في 18 / 9/ 2020 م، ويأتي هذا التكريم لدور أمير الإنسانية وجهوده في المنطقة والعالم، وتتويجاً للعلاقات المتميزة بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأمريكية.
ويذكر بأن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح توجه للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 2020 م.
لاستكمال علاجه بعد العملية الجراحية التي أُجريت له في دولة الكويت.
وفاته:
توفي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في يوم الثلاثاء الموافق 29 / 9/ 2020 م عن عمر ناهز 91 عاماً أثناء تلقيه العلاج في الولايات المتحدة
الأمريكية، وقد تم نقل جثمانه للكويت في يوم الأربعاء الموافق 30 / 9/ 2020 م.
وقد قضى حياته في الإصلاح بين الدول والشعوب وتنميتها وتقديم المساعدات للدول المنكوبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
حكام الكويت مآثر خيرية ومواقف إنسانية، تأليف د.خالد يوسف الشطي، ط1، 2022م، مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني - فنار.
الموقع الإلكتروني: