سفير الخير والإنسانية عصام الفليج
بقلم : محمد فتحي النادي
من رجال الكويت الذين نذروا أنفسهم وحياتهم وعلمهم للعمل الخيري والإنساني.
وعمل جاهدًا على إبراز الوجه الإنساني المشرق للكويت وشعبها.
كان من الذين حرصوا على إبراز العمل الخيري إعلاميًّا؛ فأشرف على البرنامج التلفزيوني «سفراء الخير» الذي دعم العمل الإنساني والخيري للكويتيين من خلال إجراء اللقاءات التلفزيونية الحية مع شخصيات ورموز العمل الخيري الرسمي والأهلي في الكويت.
وقام بإصدار مجلة: «سفراء الخير»، والتي تعنى بالعمل الخيري الكويتي ورجالاته، وكانت امتدادًا للبرنامج التلفزيوني «سفراء الخير».
رحلاته الخيرية :
لقد شعر بضرورة التوعية بأهمية «الإعلام الخيري»؛ لكي يتعرف الناس عن كثب على ما تقوم به تلك الجهات من مشاريع خيرية ضخمة داخل وخارج الكويت بتبرعات سخية من أهل الكويت.
وانتهج أسلوبًا رائعًا في العمل الخيري والإنساني؛ فقد راح يوثق رحلاته الخيرية في كتب حتى ينقل التجربة ويصنع حالة يمكن للآخرين النسج على منوالها، وإكمالها وتطويرها؛ فقد وثق زياراته الإعلامية إلى كلٍّ من «غزة»، و«الصومال»، فأصدر كتابيه: «غزة رأي العين» في أبريل 2010، و«الصومال الآمن رأي العين» في أكتوبر 2010.
ولتخليد القضية الفلسطينية، ولإبراز الدور الكويتي غير المنكور في التضامن مع أهل فلسطين على كافة المستويات والأصعدة من القمة للسفح، أصدر كتابه: «فلسطين في كلمات سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح» في أبريل 2011.
وكانت مأساة احتلال الكويت حاضرة في ذهنه، وسلط الضوء عليها، ووثق الشهداء الذين قضوا في تلك الظروف العسيرة البئيسة؛ فأشرف على إصدار سلسلة: «قوافل شهداء الكويت الأبرار»، ومشاركته في إعداد كتاب: «الشهيد... مثوبة ومكانة».
ولم يكن الأمر متوقفًا عند حد الشهداء، بل حمل قضية الأسرى على عاتقه؛ فأشرف على تنفيذ 30 حملة إعلامية حول الأسرى الكويتيين.
توظيف الفنون :
ولم يتوقف الأمر عند الكتابة والنشر الوثائقي، بل راح يوظف الفنون في خدمة تلك القضية الوطنية الإنسانية؛ فأشرف على مسرحية: «راجع» الخاصة بقضية الأسرى والمرتهنين والشهداء، والتي عرضت في الكويت وبعض الدول العربية والأجنبية الأخرى.
وأدخل تلك القضية الإنسانية في يوميات الإنسان الكويتي حتى لا ينساها؛ فأعد «أجندة 2000» بعنوان: «ذكريات كويتية»، وكانت ذات طابع جديد ومتميز، وثقت أسماء الشهداء والأسرى.
وسلَّط الضوء على النماذج الإيجابية في خضم تلك الأحداث المأساوية؛ لأنه إنسان لم يكن اليأس يعرف إلى قلبه طريقًا؛ فأعد كتاب: «جنود الخفاء»، الذي يروي فيه إنجازات المتطوعين القائمين على المقابر والدفن فيها، خلال فترة الاحتلال الغاشم.
ولم تكن المقاومة لتغيب عن بؤرة اهتمامه؛ فقام بإعداد كتاب: «التكافل.. تاريخ وإنجازات» الذي سجل فيه دور لجنة التكافل في المقاومة الشعبية، وتثبيت المرابطين وخدمتهم أثناء الاحتلال.
فهو وظَّف الإعلام والفن والكتابة لإيصال تلك القضية للجميع في داخل الكويت وخارجها، ليسمعها كل حر يأبى الظلم والقهر ويسعى للحرية.
وهو بهذه الأعمال حفر وخلد أسماء هؤلاء الضحايا في الضمير الوطني الكويتي؛ لتكون شاهدة على غدر الأشقاء، ووثيقة تبقى عنوان الشرف لأصحابها، وعنوان الخزي والعار على من أزهق النفس الإنسانية المعصومة، لا لشيء إلا لإشباع رغبة الطمع والسيطرة في النفس.
وهو الرجل الذي لا ينسى قضيته في أيام الرخاء، وليس الرجل الذي يتنصل من المسؤوليات التي يحتمها عليه ضميره وإنسانيته؛ فقد أسس مع الدكتور عبد الـمحـسـن الخرافي فور التحرير صندوق التكافل لرعاية أسر الشهداء والأسرى.
نشر رسالة الخير :
لقد كان يعمل على غرس حب العمل الخيري والدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين في نفوس الشباب، وترك بصمات واضحة في تلك الميادين، فجوانب الخير في مسيرته متعددة ومتنوعة، ولا يمكن إحصاؤها، فقد كان يرى أن خدمة الفئات الضعيفة من المساكين واليتامى في المجتمع الإسلامي ليست عملاً كريمًا فحسب، بل هي عبادة إسلامية تصل إلى حد الفريضة على الإنسان القادر عليها.
حتى إنه في أيام اشتداد المرض عليه لم يستسلم له، أو ينعزل عما يحب؛ بل تواصل مع بعض القياديين في جمعية الرحمة العالمية للتفكير في مشروعات إنسانية تخدم النازحين السوريين، تلك القضية التي ناصرها من أولها؛ إذ إنه من أول الثورة السورية قام بإنشاء فريق تطوعي لخدمة اللاجئين السوريين.
إنه إنسان كان يعمل على نشر رسالة الخير من خلال الدعوة إلى المشاريع الخيرية والتنموية ودعمها وتشجيع الكويتيين على بذل أموالهم، وتفقد سير العمل بها، فجاءت سيرته ومسيرته حافلة بالأعمال الخيرية والإنسانية ومساعدة المعوزين إلى جانب الدفاع عن العمل الخيري.