رحمةُ أبي بَكرٍ (رَضِيَ اللهُ عنه)

رحمةُ أبي بَكرٍ (رَضِيَ اللهُ عنه)
تتجلَّى رحمةُ أبي بَكرٍ في مواقِفَ عديدةٍ؛ فقد كان رَضِيَ اللهُ عنه رقيقًا رحيمًا، ومن أبرَزِ تلك المواقِفِ موقِفُه من أَسرى المشرِكين يومَ بَدرٍ حينَ سأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ماذا يصنَعُ معهم.
يقولُ ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((فلمَّا أسَروا الأُسارى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأبي بَكرٍ وعُمَرَ: ما تَرَونَ في هؤلاءِ الأُسارى؟ فقال أبو بكرٍ: يا نبيَّ اللهِ، هم بنو العَمِّ والعشيرةِ، أرى أن تأخُذَ منهم فِديةً، فتكونَ لنا قُوَّةً على الكُفَّارِ؛ فعسى اللهُ أن يَهديَهم للإسلامِ)) .
ومن رحمتِه رَضِيَ اللهُ عنه سعيُه في عِتقِ رِقابِ أصحابِه الضُّعَفاءِ، وإنقاذِهم من تعذيبِ صناديدِ قُرَيشٍ وتسَلُّطِهم عليهم. عن عامِرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، عن أبيه، قال: قال أبو قُحافةَ لأبي بَكرٍ: أراك تُعتِقُ رِقابًا ضِعافًا، فلو أنَّك إذ فعَلْتَ ما فعَلْتَ أعتَقْتَ رِجالًا جُلدًا يمنعونَك ويقومون دونَك. فقال أبو بكرٍ: يا أبتِ إنِّي إنما أريدُ ما أريدُ. لما نزلت هذه الآياتُ فيه (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) [الليل: 6] إلى قَولِه عزَّ وجَلَّ: (وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى) [الليل: 19].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموقع الإلكتروني: