خليفة مفرح الهاجري

المولد والنشأة:
ولد في 22 صفر 1396هـ الموافق 1976/12/22م ، ونشأ وترعرع في منطقة الصليبيخات، متزوج وله (ماريا وعلي).
الدراسة:
درس الابتدائية في مدرسة عبدالعزيز العتيقي، والمتوسطة في مدرسة الصليبيخات، والثانوية السنة الأولى في مدرسة الأوزاعي، ثم انتقل إلى المعهد الديني بقرطبة والتحق بعد التخرج بكلية الدراسات التجارية.
العمل والمناصب:
عمل في إدارة الإعلام الديني في وزارة الأوقاف موظفاً فرئيساً للقسم ثم مراقباً، وكان المشرف الدائم على حملات نفائس الدينية في الوزارة، والتي كان لها صدىً وقبول داخلي وخارجيٌ، وتقاعد طبياً في عام 2014 وذلك لظروفه الصحية.
صفاته:
بره بوالديه وصلته لأرحامه:
كان رحمه الله باراً بوالديه، يقضي لهما كثيراً من المهمات، من ذلك أنه كان له أقارب في السعودية، وكلما أراد والده أو والدته الذهاب إلى هناك كان هو المبادر في ذلك رغم أشغاله وأعماله، وبلغ من بره بأبيه أنه لما توظف في الوزارة أراد أن يشتري سيارةً مريحةً له في ذهابه وإيابه وكان عنده سيارة من نوع (وانيت) وكان هذا النوع المفضل لدى كبار السن فرغب والدي فيه مرة أخرى فتنازل خليفة عن حظه الشخصي واشترى (وانيتاً آخر) رغبة في إرضاء والده.
وكان كثيراً ما يطلب مني ومن إخواني الآخرين الذهاب معه إلى أحد أرحامنا رجالًا ونساءً، فكان هو المبادر في الغالب رحمه الله.
ومن صور صلته لأرحامه أنه اضطر للسفر إلى السعودية لإيصال إحدى محارمه إلى زوجها وأولادها حينما طلبت منه ذلك، مع صعوبة السفر في مثل ظرفه الصحي رحمه الله.
من خصاله الجميلة صلة الأرحام فقد كان يحدد بضع ساعات يتصل فيها بالكبير والصغير للسؤال عنهم وعن صحتهم.
وغير ذلك كثير من تفانيه في خدمة وإعانة أرحامه رحمه الله.
حب العمل والانتاجية فيه:
سواء كان في عمله الوظيفي أو الدعوي أو العائلي، وحتى بين أصدقائه ففي عمله الوظيفي كانت هذه الصفة متمثلة في حملات نفائس التابعة لوزارة الأوقاف، والتي كان المشرف الدائم عليها وكانت تأخذ منه الوقت الكثير حتى خارج وقت العمل، وقد شارك في كثير من المؤتمرات والمعارض داخل الكويت وخارجها، مما كان له الأثر الكبير في نجاح هذا العمل، الذي جعل من الكويت قبلة لكثير من البلدان، لأخذ هذه التجربة الإعلامية الثرية.
قضاء حوائج المحتاجين:
كان رحمه الله كثيراً ما يبذل نفسه ووقته لقضاء حوائج إخوانه، وكشف كربهم، وسد عوزهم، تمثل ذلك في توظيف بعضهم وتحسين حالة بعضهم المالية، وكذلك مع إخواننا الوافدين لم يأل جهدا ً في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية، وكان ملجئًا دائماً لهم في ذلك.
الجود وإلانفاق:
كان رحمه الله محباً للإنفاق سباقاً في كل مشروع خيري، وكنت أتعجب دائما ً حينما أسعى في مشروع خيري أجده أول من يلبي، وكنت أحسبه معي فقط، حتى قال أحد الإخوة: إني معه في أكثر من مجموعة في وسائل التواصل الاجتماعي ووالله ما أن يرسل أحد الأخوة دعوة لعمل خيري مالي أو مساعدة لمحتاج إلا رأيته من أوائل من يقول.. تم ويرفقها بقول إن شاء الله.
وكان يقرض إخوانه المحتاجين وكثيراً ما كان يسامحهم ويحللهم، وقد كتب في وصيته قبل سنة من وفاته رحمه الله أنه قد أقرض اثنين وهو يحللهما رحمه الله.
الشجاعة في قول الحق:
كان رحمه الله يقول الحق ولو على نفسه أو قريبه أوصديقه، ونحسبه ممن لا يخاف في الله لومة لائم، وقد واجه في ذلك بعض المحاولات للتأثير عليه في بعض الآراء والمواقف إلا أنه كان ثابتاً في مبدئه، ماضياً في عزمه وهذا مما زاد في احترام الناس وتقديرهم له، والشواهد في ذلك كثيرة كان آخرها أنه رفع عليه قضية بسبب أنه عمل (رتويت) لتغريدة معينة، وقال له المحامي هذا القانون ظالم ومجحف فاكذب واخرج سالماً فأبى أن يكذب، وحكم عليه ظلماً.
وحينما كنت على قبره أخبرني المحامي أنه استأنف في القضية وحكم له بالبراءة.
الصبر على البلاء:
كان رحمه الله عند البلاء من الصابرين المحتسبين نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله، فقد تزوج في عام 2001م ولم يرزق بولد حتى عام 2٠16م وهو في ذلك صابر محتسب حسن الظن بالله، متفائلًا حتى رزقه الله بعد 15 سنة بولدين توأمين إلا أن فرحته لم تتم فقد توفيا بعد أقل من شهر من ولادتهما، وما أصعب الانتظار، وأشد منه الفقد بعده.
إلا أن الله أكرمه على صبره بعد ذلك فرزقه ببنت ثم ابن بعد سنة.
ومن صور صبره على البلاء ما تعرض من فشل كلوي في عام 2٠12م وكان يتردد على المستشفى ثلاث مرات أسبوعيا لغسيل الكلى حتى أعانه الله بعملية الزراعة التي غيرت نمط حياته بعد ذلك، وقللت من مخالطته للناس، وهذا صعب على النفس كما تعلمون وبطبيعة الحال مثل هذه الأمراض تضعف المناعة جداً وكان هذا من أسباب وفاته رحمه الله.
حبه للعلم:
كان رحمه الله من صغره حريصاً على العلم وفي مقدمته القرآن حتى حفظ قريباً من 25 جزءاً وكان مواظباً على الدروس الشرعية، بل إنه فرغ نفسه أكثر من سنة حين اشترك في اللجنة الشرعية لجمعية الإصلاح الاجتماعي، حفظ فيها كثيراً من المتون والمعلقات والقصائد الشعرية ودرس الكتب الفقهية والعقدية ، ومما لفت انتباهي في أيامه الأخيرة خاصة مع بداية (كورونا) رغبته الملحة في قراءة الكتب المنهجية وإعادة ما درسه قبل ذلك وتثبيته فكثيراً ما يسألني في ذلك، وكنت أحسبه معي فقط حتى قال لي أحد الإخوه أنه كثيرا ما يتصل به يطلب منه إرسال الكتب إلكترونياً، ويلح عليه في ذلك وكلما أنجز شيئاً اتصل به مرة أخرى يطلب المزيد، وكان من آخر ما قرأ أخي وتأثر به كتاب (البلاء الشديد والميلاد الجديد والذي يقع في ٥٠٠ صفحة للشيخ الفاضل فايز الكندري.
الروح المرحة:
روحه الخفيفة والمرحة، كان يمزح مع إخوانه كثيراً حتى غلب ذلك عليه، وكان يأخذ ذلك من باب إدخال السرور على إخوانه حتى إن المجلس أو الرحلة التي لا يوجد فيها يصاب الإخوة فيها بالملل، وأحيانا لا يكسر هذا الملل إلا الحديث عن خليفة ومواقفه وأحاديثه المضحكة.
أما إذا سافر السفر الطويل فما أشده على إخوانه وأصحابه حتى أنشد أحد أصحابه لما سافر للعلاج: بو علي برسلك أبيات مهداة باسمي وباسم قروبنا بالإنابة:
مثلك ليا من غاب عنا فقدناه
العمل الدعوي:
وعلى صعيد العمل الدعوي فقد كان رحمه الله عاملًا دؤوبا ومربياً لإخوانه، نصوحاً محبا للخير لهم، حتى أنه يشتد عليهم أحياناَ، والعجيب أنه مع هذه الشدة والمتابعة الدقيقة تجد أن محبة إخوانه له تزداد، وهذا لا يحدث مع كثير من المربين والدعاة.
وكان محباً للتجديد والإبداع في كل عمل، وإذا كلف بعمل أتقنه، وكان حريصاً على الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع في جميع المجالات.
وهذه الهمة في الدعوة لم تقف عند باب الوظيفة والدعوة المجتمعية، بل كان له تركيز حتى في قبيلته وعائلته فعلى مستوى العائلة الصغيرة كان حريصاً على ترتيب وتنظيم أمورها دعوياً واجتماعياً، وحتى في شؤونها المالية الخاصة، أما على مستوى القبيلة فقد كان حريصاً على جمع القلوب ومعالجة ما يحدث من منازعات وخصومات.
وكان مما يحسب له مع إخوانه عمل دورات رياضية سنوية على مستوى القبيلة كان لها صدى وقبولًا لدى الجميع.
حتى بين أصدقائه الخاصين في مجالسهم اليومية الاعتيادية كانت له بصمة بينهم تتمثل بإشرافه على درس علمي وتربوي أسبوعي لهم أحياناً يلقيه بنفسه عليهم.
الوفاة:
توفي بتاريخ 13 رمضان 1442 هـ الموافق: 20/4/2021م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الخامسة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2024.
الموقع الإلكتروني: