خالد عبد اللطيف الحمد

من ويكي خير
خالد عبداللطيف الحمد
خالد عبداللطيف الحمد

المولد والنشأة:

ولد خالد عبداللطيف الحمد عام 1308هـ الموافق لعام 1885م بمدينة الزبير بالعراق، وكان الابن الأول لوالديه.

سافر مع والده للمرة الأولى إلى "جلعة صالح" وهي مقابل مدينة العمارة بالعراق، قبل حضوره إلى الكويت، حيث بدأ في هذه المرحلة تعلم القراءة والكتابة معتمداً على نفسه.

في عام 1326هـ (1908م) قدم خالد الحمد إلى الكويت، وكان عمره حينذاك ثلاثة وعشرين عاماً. وكانت الكويت آنذاك - في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي - تشهد العديد من أوجه النشاط التجاري، وهي تفتح عينيها على مياه الخليج الدافئة.. تترقب عند غروب المواسم عودة غواصيها – الضاربين في أعماق البحار أيضاً ساعين وراء الرزق الحلال، فيما يسمى "القُفَّال"، وعودة مسافريها وتسمى "التعلاة".

أوجه الإحسان في حياته:

كان المحسن الكريم خالد الحمد – رحمه الله - مثالاً يحتذى في حبه لأهله ووطنه بما بذله في سبيله من جهود خيرة وبما فعله من خير من أجل أبناء هذا الوطن، وقد كانت له مقولة معروفة عادة ما يرددها وهي: "الكويت بلد مبروك جئناه فقراء وأصبحنا أغنياء". فواصل - جاهداً - رد الجميل، فكانت له – رحمه الله - مساهماته العديدة في عمل الخير، ولم يتأخر في البذل والعطاء مما أفاء الله عليه من نعمه، عاملا في ذلك بقوله تعالى: "فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)". سورة الليل.

مسجد الحمد بالمرقاب:

ومن أعماله البارزة في هذا المجال:

تأسيسه مع بعض إخوته مسجد الحمد في منطقة المرقاب، وهو الواقع حالياً على شارع عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قرب مجمع الوزارات، وذلك عام 1369هـ (1950م)، وقد قامت دائرة الأوقاف العامة ببعض الإصلاحات فيه، وهو مسجد جامع يزدحم فيه المصلون في جميع الفروض في تلك المنطقة التي كانت مزدحمة بالسكان آنذاك.

الوقف الخيري:

لم يكتف المحسن خالد الحمد بما فعله من خير في بناء مسجد الحمد المذكور آنفاً، بل أوقف – رحمه الله - بمشاركة أسرة الحمد على هذا المسجد بيتين ملاصقين له، حرصاً على استمرار دعم المسجد بما يتطلبه من نفقات، ولعلها تكون صدقة جارية له ولأسرته بإذن الله تعالى، مصداقاً لقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له" رواه مسلم.

ولقد عكست اللُّحمة الاجتماعية القوية بينه وبين إخوته أحمد ويوسف وعلي وعبدالله نموذجاً رائعاً للتكافل والتكامل بين الإخوة في العائلة الواحدة، فقد تشاركوا في عمل الخير وفي الأفراح والأتراح، وجمعتهم السراء - فضلاً عن الضراء - في الكويت وخارجها، مثل العراق والهند وعدن.

ويعكس هذا النموذج الرائع النمط الاجتماعي الرائع الذي كان عليه المجتمع الكويتي المسلم المحافظ من منظومة سامية للقيم مثل احترام الصغير للكبير وتوقيره، وعطف الكبير على الصغير وتعليمه.

مساهمته في دعم الخدمات الصحية في الكويت:

لم يكتف المحسن خالد الحمد بدوره في النهضة السياسية والاقتصادية والتشريعية بالكويت، بل أراد أن يشارك أيضاً في دعم نهضتها الصحية، إذ أن الإنسان بدون صحة لا يستطيع أن يزرع أو يصنع أو ينتج شيئاً أو يساهم في خدمة الوطن. كما أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه ولا يحس به إلا من فقده ولو لوقت يسير.

وكانت أبرز إسهاماته الصحية ما يلي:

مركز أسعد الحمد للأمراض الجلدية:

تبرع المحسن خالد الحمد - رحمه الله – بمبلغ كبير لتأسيس مركز طبي متكامل لعلاج أحد الأمراض التي رأى أن بلده وأهله في حاجة ماسة إلى مركز متخصص لعلاجها، ووقع اختياره - بالتنسيق مع وزارة الصحة الكويتية - على تخصص الأمراض الجلدية، فتكفل بالبناء والتجهيز على أحدث الطرز، وقد بلغت قيمة التبرع - وفق وثائق وزارة الصحة 1.500.000 د.ك (مليون وخمسمائة ألف دينار).

ويقع المشروع ضمن منطقة الصباح الطبية التخصصية بجوار مستشفى الأمراض الصدرية. وتبلغ المساحة الإجمالية للبناء: 4700م2 تقريباً. ويتكون المركز من دور أرضي ودور أول. وقد تم افتتاحه فعلياً ويقدم الخدمات العلاجية منذ 13/9/1996م.

وفاته:

بعد حياة مليئة بالكفاح والعمل والترحال، والعطاء والبذل والإنفاق – امتدت لأكثر من مائة وعشرة أعوام - انتقل المحسن خالد الحمد إلى جوار ربه الكريم في عام 1998م، مخلفاً وراءه هذا الصرح الطبي الشامخ، وتلك الصروح الوطنية الراسخة التي أسسها أو شارك في تأسيسها خدمة للكويت وأبنائها الأبرار.

الكلمات الدالة:

الوقف الخيري - عمارة المساجد - محسنون من الكويت.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج6، 2003.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%206