خالد عبدالله الزير
الولادة والنشأة:
ولد رحمه الله في منطقة المرقاب بتاريخ 1954/5/11م، ثم انتقل مع أسرته إلى منطقة حولي بعد تثمين المنازل في المرقاب في أوائل الستينات، ثم انتقل مع أسرته للسكن في منطقة الروضة عام 1977م، وبعدها انتقل إلى منطقة السرة، حتى وفاته.
كان من أوائل من التحق بحلقة تعلم القرآن قراءة وحفظاً في مسجد المهنا في منطقة حولي، وباشر على إثر ذلك النشاط مع شباب جمعية الإصلاح ومركز الشباب، وكان يحضر العديد من الأنشطة الأسبوعية واليومية وغيرها، وقد اشتهر بحب التمثيل الهادف خلال تلك البرامج. كما كان حريصاً على قراءة القرآن، وكذا قراءة الكتب والمجلات المفيدة في مقتبل شبابه، وتقول إحدى أخواته إنه كان يحتفظ في ذلك الوقت بمصحف صغير في جيبه، وكثيراً ما كان يختلي بنفسه في المنزل مطالعاً للمصحف وتالياً للقرآن، كما كان حريصاً على استغلال وقته فيما يفيد، وكان يعترض على ذهاب أقاربه للسينما أو المسرح في ذلك الوقت باعتبار أن ذلك مضيعة للوقت في غير المفيد، كما التحق في بداية دخوله في جامعة الكويت بالقائمة الائتلافية وباشر نشاطه معها، وأقام العديد من الفعاليات، ورحلات العمرة وزيارة بيت الله في مكة.
الدراسة:
درس المرحلة الثانوية في ثانوية بشر الرومي في الدعية، والمتوسط في منطقة حولي، ثم التحقق في كلية التجارة قسم إدارة الأعمال بجامعة الكويت عام 1972 وتخرج عام 1976م.
بره بوالديه:
كان باراً بوالديه، فما كان يرد طلباً لوالده، ويحاول جاهداً تحقيقه حتى إن كان صعباً، وكذلك والدته كان باراً بها فقد كان مسئولًا وقائماً بشئونها ورعاية مصالحها، وكان دائم التردد عليها والجلوس معها.
كان يرحمه الله منذ نعومة أظفاره حريصاً على القيام برعاية مصالح أسرته وأهله ودائماً كان هو الملاذ لحل مشاكلهم وما يعترضهم من عقبات في حياتهم. وكان والده رحمة الله عليه يعتمد عليه في القيام بشئونهم الخاصة وأعمالهم التجارية، وكذلك قام والده المغفور له عبدالله راشد الزير في عام 1986 بتعيين خالد الزير وصياً على ثلث الخيرات للمرحوم بإذن الله عبد الله راشد الزير ومتابعة المساجد المقامة على نفقة والده داخل الكويت وخارجها. وقام بشئون وأعمال هذه الوصية منذ تاريخ تكليفه من والده حتى تاريخ وفاته في عام 2016.
وكان رحمه الله بحكم قربه من أهله وأرحامه وكيلا عن والدته وإخوته وأخواته ووصيا على أشقائه القصّر بعد وفاة والده رحمه الله وقام بشئونهم خير قيام حتى تاريخ وفاته رحمه الله.
العمل والمناصب:
- عمل في مجلس الأمة.
- ثم عمل في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الشؤون الإدارية. عضو في مجلس إدارة بيت الزكاة الكويتي.
- عضو في مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي.
- عضو في مجلس إدارة البنك الإسلامي في البحرين. عضو في مجلس إدارة المصرف الإسلامي في الدنمارك. عضو في مجلس إدارة المصرف الإسلامي في لوكسمبورج.
- ترأس مجلس إدارة ريم العقارية ممثلًا عن الأمانة العامة للوقف.
- عام 1982 ساهم في إنشاء قطاع خاص للوقف داخل وزارة الأوقاف وعين وكيلًا مساعداً لهذا القطاع بعد ترشيحه من الوزير أحمد سعد الجاسر الغانم.
- عام 1993 تم تعيينه وكيلًا لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
- شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية على المستوى الإقليمي والدولي ممثلًا عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
- كان له دور كبير في إنشاء مجمع الأوقاف، وهو مجمع تجاري كبير يقع في قلụ العاصمة.
- وساهم في إنشاء الكثير من المجمعات التجارية لتكون أصولًا وقفية ويصرف من ريعها في موارد الوقف ومصارف الوصايا.
- كان له دور كبير في إنشاء وتأسيس إدارة الواعظات داخل الوزارة.
- وكان له مساهمات في إنشاء مسجد الدولة وإدارة الحج والموسوعة الفقهية
- وساهم في إيفاد العديد من المواطنين لاستكمال تعليمهم العلمي والماجستير والدكتوراه عن طريق الأوقاف.
أبرز الصفات:
كان خالد الزير رحمه الله كتلة من الأخلاق والصفات الكريمة، ويعجز المرء عن إحصاء صفاته وأخلاقه الكثيرة ولكن كان من أبرز تلك الصفات والأخلاق:
دوام الابتسامة:
فما رأيته يوماً إلا مبتسماً، باشاً لمن يلتقيه، ومرحباً بمن يراه، وهذا يدل على صفاء ما في نفسه، وحسن ظنه بمن يراه، وعندما يلتقي بالآخرين ينتقي أجمل العبارات الترحيبية تعبيراً لتقديره ومحبته للقادم.
العفو والصفح:
كانت أيضاً هذه الصفة من أبرز صفاته، فما كان من النوع الذي يحمل في قلبه الغل والحقد لمن يسيء إليه ويخطأ بحقه، بل كان يفضل السماح والعفو والمغفرة.
حبه للمسجد والقرآن:
كان يحب المسجد كثيراً، ويحافظ على الصلاة فيه، ويحرص أشد الحرص على قراءة القرآن حفظاً وختماً.
مساعدة الآخرين:
ما طرق بابه أحد عندما كان في الوزارة إلا ساعده بكل ما يستطيع، وسعى في إزالة مظلمته وقضاء حاجته، وكان له الكثير من الأعمال الخفية والمعلنة في مجال الخير.
إدخال السرور:
كان حريصاً على ادخال السرور على قلوب الآخرين، وخاصة الأطفال، وكثيراً ما ارتبط فرح الأطفال وابتساماتهم بين أهله وأقاربه وأرحامه بتواجده.
حرصه على ختم القرآن:
في أواخر حياته كان حريصاً على ختم القرآن بصفة دورية، وكان تقريباً يختم كل أسبوع، وكان ملازماً لمسجد العثمان القريب من منزله في السرة، وحرص على تهيئة بعض الأماكن في المسجد لمن أراد الاعتكاف، وتلاوة القرآن.
أبرز الإنجازات:
ساهم رحمه الله في العديد من اللجان الخيرية والأعمال التطوعية منها:
- ساهم في تطوير أعمال الوقف والشؤون الإسلامية.
- ساهم في تطوير مجلة الوعي الإسلامي.
- أنشأ مبرة الزير.
- كان له دور بارز أثناء الغزو في منطقته الروضة قطعة .
- ساهم في إنشاء لجنة التكافل داخل المنطقة مع الأخوة العاملين في المنطقة.
- أنشأ ديوانية شبه يومية في مسكن والدته بمنطقة الروضة لأهل المنطقة يناقشون فيها أمورهم وشؤون حيهم.
طرق تربيته لأبنائه:
كان حريصا على تربية أبنائه التربية الإسلامية القويمة وساهم مع زوجته أم بدر على تعليمهم كتاب الله والالتحاق بشباب وشابات جمعية الإصلاح الاجتماعي، في عام 1987 تقريبا التحق أبناؤه وأخوته الصغار في حلقة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة الأوقاف في مسجد الميلم بالعديلية وغيرها من الحلقات في منطقة الروضة بعد ذلك، كما كان من فضل الله عليه أن أتم ست من بناته حفظ كتاب الله كاملًا حيث حرص على إيفاد بناته للمخيمات الصيفية لحفظ القرآن الكريم داخل الكويت وخارجها تحقيقاً لتلك الغاية الشريفة كما دفع أبناءه للتحصيل العلمي والتفوق الدراسي ولم يدخر جهدا في ذلك.
الوفاة:
انتقل إلى رحمة الله وفضله في يوم الجمعة 2016/04/22 عن عمر يناهز 62 عاما وكانت وفاته في يوم الجمعة ، حيث كان معتادا على القيام مبكرا يوم الجمعة والاستعداد للصلاة والخروج مبكرا للمسجد، وفعلا في ذلك اليوم قام بما اعتاد عليه من التطيب والاستحمام والاستعداد للصلاة وقبل خروجه من المنزل وتقريبا في الساعة العاشرة صباحا جلس على فراشه وفاضت روحه الطاهرة بهدوء وهو بجانب زوجته، وتم دفن جثمانه الطاهر في اليوم التالي بعد صلاة العصر ، وكانت جنازة مهيبة حضرها العديد من أهل الكويت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الخامسة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2024.
الموقع الإلكتروني: