خالد صالح غنيم الغنيم
المولد والنشأة:

ولد المحسن خالد صالح غنيم الغنيم عام 1334هـ الموافق لعام 1916م، في حي العائلة "فريج الغنيم" بمنطقة القبلة، التي كان يشتهر سكانها بعملهم في البحر. ونشأ في كنف أسرة طيبة اشتهرت في الكويت برجالها وأعلامها الخيرين، الذين شاركوا في بناء وطنهم الحبيب وعزته.
وقد كان المحسن خالد صالح الغنيم الذي يعد مثالاً للمواطن الصالح واحداً من رموز العطاء وحب الخير في هذه العائلة الكريمة.
أوجه الإحسان في حياته:
إن أولى الناس بحمد الله وشكره هم أولئك الطائعون السالكون لدرب الهدى والخير، وإذا كان كل ما وهبه الله لبني البشر نعماً تستحق الشكر، فلا بد من ترجمة عملية لهذا الشكر يظهر أثرها في المجتمع ويحسها الناس في حياتهم، وعين الشكر هو توظيف هذه النعم فيما يرضي الله سجانه وتعالى، وعلى هذا عمل المحسن خالد الغنيم.
كان المرحوم خالد صالح الغنيم رجلاً كريماً معطاءً، شهد له كل من عرفه بسخائه وجوده؛ ولأنه كان عصامياً، عرف صعوبة العيش ونقص الموارد، فقد كان يشعر بالفقراء ولا يرد أحداً جاءه أبداً، كما شارك - رحمه الله - في بناء بعض المساجد وساهم في ترميم بعضها، وكذلك شارك في بناء بعض المؤسسات التعليمية، من خلال بناء المدارس في الدول الإفريقية، وفق ما ذكره ابنه الأكبر موثق هذه السيرة الحسنة. ومن أوجه الإحسان في حياة خالد صالح الغنيم - رحمه الله - ما يلي:
مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف:
كان المحسن خالد صالح الغنيم يتعاهد هذا الباب من أبواب الخير، فيتحمل تكاليف بناء من يتهدم منزله من سيول أو حوادث طبيعية أخرى، فيخفف كرب إخوانه وأبناء وطنه ويعيد البسمة إلى شفاه حرمت منها بسبب هدم منازلهم.
مساعدة الأشقاء الجزائريين:
لقد وقفت الكويت على امتداد التاريخ الحديث تناصر القضايا العربية بالرجال والمال والسلاح وبكل وسيلة توافرت لديها.. وحين قامت الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954م، هبت الكويت لنصرتها ودعمها مالياً حتى حقق الله النصر لها.
وضمن قائمة يعود تاريخها إلى يونيه 1959م، وتشمل كشفاً بأسماء المواطنين الذين تبرعوا لصالح "أسبوع الجزائر"، الذي دعت إليه اللجنة الشعبية لجمع التبرعات تبرع المحسن خالد صالح الغنيم بعشرة آلاف روبية (10000 روبية).
كما ساهم في مساعدة المتضررين من الزلزال المدمر، الذي وقع في مدينة الشلف الجزائرية عام 1980م.
تبرعه لنصرة إخوانه في مصر بعد العدوان الثلاثي:
لما هاجمت قوات الغدر الثلاثي الأراضي المصرية عام 1956م، لم يتأخر أبناء الكويت عن تلبية نداء الواجب لدعم إخوانهم ومساعدة مصر في إعادة بناء الجيش للدفاع عن الأرض والعرض، ونتج عن ذلك أكبر حملة تبرعات في تاريخ الكويت، حتى فرج الله الكربة وأزال الغمة على يد جنود مخلصين، ومتبرعين طيبين من أهل الكويت الكرام، وغيرهم من البلدان العربية الشقيقة، قدموا مساعداتهم امتثالاً للحديث النبوي الشريف: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
وكان من أبرز المشاركين في حملة التبرعات المحسن خالد صالح الغنيم - رحمه الله - الذي تبرع بمبلغ عشرة آلاف روبية (10000 روبية)، في القائمة الأولى للمتبرعين من التجار.
كما ساهم - رحمه الله - في دعم بناء معهد ناصر للبحوث والعلاج من أمراض السكر في مصر، وذلك من خلال تبرعه بمبلغ 5000 دينار كويتي بداية عام 1971م.
التبرع لإغاثة الشعب العراقي في نكبته:
كانت بلاد العراق قديماً قبلة العلماء والشعراء والأدباء لأنها درة الخلافة العباسية، اجتمعت عليها عوادي الدهر كالتتار والصفويين، فحولتها عن مكانتها، وبدلت أحوالها، لكنها سرعان ما استعادت مكانتها في العصر الحديث، إلى أن قامت الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثمان سنوات، خسر خلالها العراقيون الكثير من مواردهم الاقتصادية، ففزع لنجدته الشعب الكويتي الكريم الذي تربطه بشعب العراق أخوة الدين واللغة والجوار، ونظم حملة للتبرعات، كان من أبرز المشاركين فيها المحسن خالد صالح الغنيم - رحمه الله - الذي تبرع بمبلغ مائة ألف دينار كويتي (100000 د.ك)، لمؤازرة هذا الشعب في محنته.
أوجه الإحسان بعد وفاته – رحمه الله:
1- تأسيس مركز خالد صالح الغنيم الصحي بالقادسية:
تبرع أبناء المرحوم خالد صالح الغنيم بمبلغ 1000000 (مليون دينار كويتي)، سيراً على درب الخير الذي رسمه والدهم، واعترافاً بحقه عليهم، وقد تأسس هذا المركز على مساحة أرض قدرها 6800 م2 - وهي جزء من موقع روضة خالد الفرج بمنطقة القادسية، ويضم المركز عيادات (رجال – نساء – أطفال)، وعيادات أسنان وعيادة السكر، وقسماً لرعاية الأمومة، وقسماً لرعاية الطفل السليم، وقسم تمريض مركزي، وصيدلية، ومختبراً، ومكاتب وغرفاً للإدارة، وخدمات أخرى مختلفة.
وتم وضع حجر الأساس للمركز في 29/6/2003م، وبدأ العمل في المشروع في شهر مارس 2004م، ويؤدي دوره في خدمة المرضى والمراجعين، شاهداً على خيرية هذا الرجل وأبنائه الكرام.
2- التبرع لمصر بعد زلزال 1992م:
عندما ضرب زلزال مدينة القاهرة وضواحيها في أكتوبر عام 1992م، وأحدث العديد من الأضرار التي لحقت بالأهالي والمساكن والوحدات السكنية، خاصة بمنطقة المقطم. سارع أبناء المحسن خالد صالح الغنيم وورثته بالتبرع بمبلغ 5000 د.ك، لإنقاذ إخوانهم من هذه الكارثة في نوفمبر 1992م.
وفاته:
وبعد حياة حافلة بخدمة الكويت وأهلها وحب لعمل الخير حتى النفس الأخير، وبعد الاحتلال الغاشم للكويت بأربعة شهور، وفي يوم 13 جمادى الآخرة عام 1411 هـ الموافق 30 ديسمبر عام 1990م، توفي خالد الغنيم في مستشفى مبارك الكبير إثر هبوط حاد في الدورة الدموية عن عمر يناهز 74 عاماً.
الكلمات الدالة:
مُحسنون من الكويت - نُصرة المستضعفين - إغاثة الملهوف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج7، 2003.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%207.pdf