جابر مبارك الصباح (حاكم الكويت الثامن)

مولده:
ولد الشيخ جابر المبارك الصباح في عام 1860م.
توليه الحكم:
تولى الشيخ جابر مبارك الصباح الحكم بعد وفاة والده الشيخ مبارك الصباح حاكم الكويت، وقد كان الساعد الأيمن لوالده الشيخ مبارك، ينوب عنه في حكم البلاد أثناء غيابه ، وكان والده يكلفه بكثير من الأمور والمهام، ويقابل كبار الزوار والسياسيين الذين يزورون الكويت آنذاك.
صفاته وخلقه:
عُرف عن الشيخ جابر مبارك الصباح الحلم والتواضع والعدل، وكان محبوباً عند الجميع، فقد كان يغض النظر عن الكثير من الهفوات، وكان سليم الصدر بحيث لا يعرف الحقد ولا البغض، وكان فيه من دماثة الأخلاق وطلاقة الوجه، ما حببّه إلى الجميع، وكان كريم اليد، فتح خزائنه للناس) وبسط بالخير يده، وبذلك غرس محبته في القلوب .
وقد مدحه الشاعر حمد عبداللطيف المغلوث، وذكر حب الناس له ، وحبه للدين وأهل الخير، فقال:
كل الصباح أبطال قوم وصنفرين
تِرْثَة ملوك ولا حَدْ قام بقصور
منهم نصب للحكم هو قرّة العن
جابر حليف المجد مثبِّت الشور
شيخ حليم وفيه حِرص على الدين
يدني أهل التقوى وينفي أهل الجور
فقد كان جابر متديناً، محباًّ للدين والصلاح والصلاة، فعندما سكن جزيرة فيلكا وبنى قصره فيها عام 1897 م بنى مسجد بجانب قصره، وتطوع أهل الجزيرة بالبناء.
إلغاء الضرائب وازدهار التجارة:
استهل الشيخ جابر مبارك الصباح عهده بإلغاء ضريبة التملك للعقارات التي فرضها أبوه الشيخ مبارك أثناء حكمه، وازدهرت التجارة في زمنه، وانهالت الأرباح على التجار، ووصلت بضائعهم إلى نجد والحجاز والعراق وسوريا وإستانبول، خاصة بعد الحصار البحري على سواحل سوريا من قِبَل الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى.
مناصرته للدولة العثمانية:
وقف الشيخ جابر والشعب الكويتي موقفاً إيجابياً مع الدولة العثمانية مناصرين لها ومؤازرين، فقد أمدّوها بالتجارة رغم الحصار الشديد عليها، وحينما عُقِد مؤتمر في الكويت في محرم 1335 هـ – الموافق 1917 بين السير برسي كوكس الحاكم العسكري للعراق بحضور الأمير عبدالعزيز آل سعود والشيخ خزعل حاكم المحمرة بالإضافة إلى مائة وخمسين من رؤساء العشائر العربية، وكان المؤتمر بغرض اختيار زعيم للعرب، وإبعاد الدولة العثمانية عن حكم الدول العربية، رفض الشيخ جابر مبارك الصباح ذلك وقال:
"نحن مسلمون، وإذا ما أجمع المسلمون على شخص فنحن له من الطائعين، فانفض المؤتمر بلا أي قرار ضد الدولة العثمانية".
دعمه للتجار خلال الحرب العالمية الأولى:
وقد كان للكويت حكاما ومحكومين الدور الإيجابي في دعم الدولة العثمانية ومعاونتها في الحرب العالمية الأولى، وقد تأثرت الكويت وتجارتها بالحصار الخانق في تلك الحرب، وكان للشيخ جابر حاكم الكويت اليد الحانية المعينة للتجار ولأهل الكويت، فقد كان يسعى السعي الحثيث في راحتهم، وكان يحوطهم بما يحوط به نفسه وذويه، مِنْ جّراء ذلك تعلّق به الكويتيون تعلقهم بآبائهم المشفقين، ولا غرو فإنهم لم يروا منه إلا الشفقة والحنان والعطف والرحمة.. وكان حكم جابر على الكويتين سعيداً وأيامه مباركة.
الحرص على استقلال الكويت:
وقد حرص الشيخ جابر مبارك الصباح على استقلال الكويت وسيادتها والمحافظة عليها، وكان قصر السيف وأمامه أبناء الكويت المستعدون دوماً لحمايتها.
كان الشيخ جابر طموحاً مُحباً للاستقلال كارهاً للتبعية، وقد حدثت بينه وبين الإنجليز منازعات، وحينما نزل الأمير سعود بن عبدالعزيز المتعب الرشيد قرب قرية الجهراء بجيشه، خشي جابر أن يكون جاء محارباً فاستنفر أهل الكويت وقد خرجوا عموماً ونفروا في الحال إلى الجهراء براً على الإبل والخيل والحمير والأقدام، وبحراً في السفن الشراعية، ثم أتبعهم جابر بما يحتاجون من أطعمة وخيام وذخيرة، ولكن ابن رشيد عندما علم بمجيء أهل الكويت ارتحل من مكانه وابتعد عن الجهراء، وقد قيل إن ابن رشيد لم يأت محارباً ولم يقصد الكويت ولا أهلها بسوء وإنما كانت الجهراء في طريقه فكان مروره عليها اضطراراً، وقد كان لابن رشيد علاقة متينة مع الشيخ جابر.
بنى الشيخ جابر المبارك الصباح قصر دسمان على البحر، واستكمل بناءه ابنه الشيخ أحمد الجابر الصباح حاكم الكويت العاشر.
الأعمال الخيرية في عهده:
تنوعت الأعمال الخيرية في عهد الشيخ جابر مبارك الصباح، بين المساجد والأوقاف والكتاتيب الأهلية التعليمية ومساعدة المحتاجين.
بناء المساجد:
من الأعمال الخيرية التي كانت في عهد الشيخ جابر، المساجد التي بناها المحسنون من أبناء الكويت ومنها:
- مسجد الرومي.
- مسجد سعد أخو ناهض.
- مسجد ابن عويد.
الأوقاف الخيرية:
شهد عهد الشيخ جابر مبارك الصباح تبرع أبناء الكويت الأخيار بعدد من الأوقاف الخيرية، ومنها:
- موضي محمد الطويل.
- ثنيّان المعوشرجي.
- حمد الخالد.
- عبدالعزيز سعود شهاب الخراز.
- رفعة بنت مبارك.
- المرحومة هديه.
- محمد بن ياقوت.
- علي بوشهري.
- سعود علي الغريب.
- فاطمة محمد شلهوب.
- سلمى بنت حنشولة، وغيرهم.
- مسجد الناهض.
- وقف محمد عبدالعزيز المطوع.
وفاته:
لم يدم حكم الشيخ جابر سوى سنة واحدة وعدة شهور، فقد تُوفي في ربيع الأول 1335 هـ الموافق 5/ 2/ 1917 م. فقد عاش جابر سعيداً بين قومه ومات حميداً، ولقد ضّجت الكويت بأسرها وشقّ عويلها عنان السماء يوم نُعي إليها ذلك الشيخ الجليل ، وحكم بعده أخوه سالم مبارك الصباح الذي أطلق عليه أهل الكويت لقب (جابر العثرات).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
حكام الكويت مآثر خيرية ومواقف إنسانية، تأليف د.خالد يوسف الشطي، ط1، 2022م، مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني - فنار.
الموقع الإلكتروني: