المحسنة فاطمة عبدالمحسن الجعوان

من ويكي خير

المولد والنشأة:

المحسنة فاطمة عبدالمحسن الجعوان
المحسنة فاطمة عبدالمحسن الجعوان

ولدت المحسنة فاطمة عبدالمحسن الجعوان عام 1335هـ الموافق لعام 1916م، في منطقة القبلة بدولة الكويت، تلك المنطقة التي تعد النواة الأولى لدولة الكويت، والتي يدل اسمها على الوازع الديني الفطري الكامن في نفوس أهل الكويت منذ قديم الزمان. حيث إن اختيار لفظ «القبلة» بعينه علماً على هذه المنطقة بعينها يشير إلى قدسية تلك الجهة التي جعلها المصلي أمامه في الصلاة، وقد ترعرعت فاطمة في أسرة طيبة مكونة من إخوتها ووالدين كريمين وعاشت في ظلها حتى زواجها.

أوجه الإحسان في حياتها:

كان للمحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله دور كبير في المسيرة الخيرية في دولة الكويت، فقد تعددت أوجه الإحسان في حياتها.. لا سيما أنها يرحمها الله كان لديها بعض العقارات التي أوكلت إدارتها إلى المرحوم حمود الشايع ومن بعده عبداللطيف الشايع، اللذان بذلا أقصى جهدهما في الحفاظ عليها وتنميتها، ابتغاء مرضاة الله تعالى. وقد اعترفت هي بفضل الله ونعمته عليها، وترجمت هذا الاعتراف سلوكاً، وأعمالاً وأفعالاً، فشملت أوجه الإحسان في حياتها ما يلي:

عمارة المساجد:

حرصت المحسنة فاطمة الجعوان على أن تكون من عُمًّار بيوت الله تعالي في الأرض، طمعاً في الثواب الجزيل الذي وعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم بناة المساجد، في قوله: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (أخرجه أحمد)، ولهذا فقد سارعت رحمها الله إلى هذا الخير من خلال تأسيس ثلاثة مساجد في ألبانيا وإندونيسيا، وتوغو، بتكلفة إجمالية قدرها 53000 د.ك (ثلاثة وخمسون ألف دينار كويتي)، وتم تنفيذ البناء والتجهيز لهذه المساجد بواسطة بيت الزكاة في الكويت.

- مسجد فاطمة عبدالمحسن الجعوان في توغو:

وقد تأسس في 8 نوفمبر عام 1999م في دولة توغو بتكلفة إجمالية قدرها 30000 د.ك (ثلاثون ألف دينار كويتي)، ومساحة المسجد 750 متراً مربعاً، ويحتوي على قاعة صلاة للرجال وقاعة صلاة للنساء وأماكن للملحقات الخدمية وتشمل سكناً مؤثثاً للمؤذن والإمام.

- مسجد فاطمة عبدالمحسن الجعوان في ألبانيا:

وقد تأسس هذا المسجد باسم المحسنة رحمها الله في 2 يوليو عام 1997م، بتكلفة إجمالية قدرها 16500 د.ك (ستة عشر ألفا وخمسمائة دينار كويتي لا غير).

- مسجد في إندونيسيا:

وتأسس هذا المسجد على نفقة المحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله بتكلفة إجمالية قدرها 6500 د.ك فقط ستة آلاف وخمسمائة دينار كويتي.

مسجد المحسنين في الهند أسسه بيت الزكاة من ريع متبرعي الصدقة الجارية ومنهم المرحومة فاطمة الجعوان.

وقف عمارة سكنية بواسطة بيت الزكاة:

أدركت المحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله أهمية الوقف والصدقة الجارية التي يجرى ثوابها على صاحبها حتى قيام الساعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ :إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم.

لذا فقد تبرعت يرحمها الله بعمارة سكنية في منطقة الرقعي، وقدمتها عن طيب نفس إلى بيت الزكاة في الكويت بعد التحرير مباشرة، منذ حوالي 16 سنة تقريباً، وتحقق هذه العمارة دخل يزيد على ألفي دينار كويتي شهرياً. حيث يديرها بيت الزكاة بمعرفته ويوجه هذا الريع في كافة أبواب الخير التي تعود بالفائدة على المسلمين داخل الكويت وخارجها.

مدرسة في جمهورية مالي أسسها بيت الزكاة بالكويت من ريع متبرعي الصدقة الجارية ومنهم المرحومة فاطمة الجعوان

مشروع إفطار الصائم ينظمه بيت الزكاة بالكويت من ريع متبرعي الصدقة الجارية

تحمل نفقات بعض الحجاج غير القادرين:

كم من مسلم فقير تهفو نفسه إلى حج بيت الله وزيارة قبر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولما كانت المحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله ذات قلب رحيم شفيق، تدرك عظم ثواب من يتحمل نفقه حج مسلم فقير، وأن له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الحاج شيئاً، فقد كانت يرحمها الله ترسل سنوياً عدداً من الأشخاص غير القادرين على تحمل نفقات الحج، متمثلة عملياً قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه مسلم

حفر الآبار في إفريقيا وعربستان:

وإذا كان الله تعالى قد منَّ على كثير من الدول بالأنهار الصالحة للري والشرب والزراعة، فإنه قد قضت حكمته سبحانه أن يبتلي بعض الدول والمناطق بندرة المياه. وقد أجزل الإسلام ثواب سقي الماء، ففي الحديث الشريف عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «سَقْيُ الْمَاءِ» رواه النسائي.

ولذا فقد تكفلت المحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله بتمويل حفر 25 بئراً (خمسة وعشرون بئراً) في العديد من الدول كالتالي:

المشروع رقم  المشروع الدولة التكلفة
بئر 2443 النيجر 500
بئران 2641 النيجر 1000
بئر 3008 النيجر 500
بئر 1916 الصين 3600
3 آبار 1934 إندونيسيا 6500
بئر 1493 بوركينافاسو 8000
بئر 2739 بوركينافاسو 500
8 آبار 1938 غانا 4000
بئر 3777 أوغندا 5200
بئر 2445 باكستان 500
بئر 2771 تشاد 440
بئر 2442 سيلان 1500
بئر 2446 سيلان 500
بئر 2908 غامبيا 500
بئر 1910 كينيا 1000
25 بئرا المجموع - 34240

وهكذا فقد بلغت التكاليف الإجمالية لهذه الآبار 34240 د.ك (أربعة وثلاثون ألفا ومائتان وأربعون ديناراً كويتياً)، وقد تم تنفيذ هذه المشاريع بالكامل بواسطة بيت الزكاة في الكويت.

تأسيس المدارس وكفالة طلاب العلم: 

احتل العلم والتعليم مكانة عظيمة في نفوس أهل الكويت قديماً وحديثاً، عملاً بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ» أخرجه ابن ماجه في سننه. ولذلك فقد حرصت المحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله على تأسيس المدارس، وكفالة طلاب العلم كما يلي:

-        تأسيس مدرسة على نفقتها يرحمها الله في دولة النيجر بتكلفة إجمالية قدرها 7570د.ك (سبعة آلاف وخمسمائة وسبعون ديناراً كويتياً لا غير).

-        كفالة طالبين من ماليزيا، وآخر من فلسطين المحتلة، وذلك منذ عام 1993م بواسطة بيت الزكاة في الكويت.

جانب من تقرير إدارة المشاريع في بيت الزكاة - الكويت

كفالة الأيتام:

تأتي كفالة الأيتام في مرتبة متقدمة من اهتمامات أهل الخير، ولا غرو في ذلك، فإن المسلمين جميعاً يدركون الثواب العظيم لكفالة طفل يتيم فقد أبويه كليهما أو أحدهما، فتمتد إليه الأيدي الحانية تنتشله من ظلمات المجهول.. تكفكف دمعه وتمسح على رأسه. وقد حرصت يرحمها الله على كفالة عدد ثمانية من الأيتام بواسطة بيت الزكاة في الكويت، منذ عام 1993م حتى وفاتها يرحمها الله، وهذه الكفالة مستمرة بفضل الله تعالى إلى الآن من خلال وصيتها، وحسبها جزاءً على ذلك صحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فهو القائل: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا» رواه البخاري.

صورة جانب من تقرير بيت الزكاة يظهر من خلاله تاريخ مدفوعاتها لكفالة الأيتام

تبرعات أخرى متنوعة:

لم تكتف المحسنة فاطمة الجعوان يرحمها الله بكل ما ذكرنا من أوجه متنوعة للخير، بل قدمت تبرعات في أوجه أخرى،ولعل المطالع للتقرير السنوي الذي أصدره بيت الزكاة عام 2006م، والذي وجه نسخة منه لعائلة المرحومة فاطمة عبدالمحسن الجعوان - حفظهم الله - يلحظ هذا التنوع في مساهماتها يرحمها الله حيث استمر أهلها من بعدها في دعم بيت الزكاة من خلالها، كما يلي:

وفاتها:

بعد حياة ثرية زادها فعل الخير ثراء وطولاً، ومع كر الشهور والأعوام هاجمت أمراض الشيخوخة جسد المحسنة فاطمة الجعوان، فانتقلت إلى المستشفى الأميري بالكويت وهناك صعدت روحها الطاهرة إلى ربها في شهر جمادى الثاني 1425هـ الموافق أغسطس 2004م.

رحمها الله رحمة واسعة، وأجزل مثوبتها.. وأكرم مثواها وأسكنها فسيح جناته.

الكلمات الدالة:

محسنون من الكويت - عمارة المساجد - الأعمال الخيرية والإنسانية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج8، 2008.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%208.pdf