الخير الذى تُقدمه يعود إليك

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
الخير الذى تُقدمه يعود إليك
الخير الذى تُقدمه يعود إليك

الخير الذى تُقدمه يعود إليك

يُحكى أن إمرأة كانت تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، ثم تضع رغيفًا مما تصنع على نافذة البيت لأي فقير يمر ليأخذه، وكان فى كل يوم يمر رجلٌ أحدب فقير ويأخذ الرغيف الذى وضعته المرأة ثم يقول: "الخير الذى تُقدمه يعود إليك.. والشر الذى تُقدمه يعود إليك".

وتكرر هذا الأمر مراراً وتكراراً، حتى ضاقت المرأة من ذلك الرجل الذى يأخذ الرغيف كل يومٍ ولا يقول لها كلمة شكر واحدة، سوى الكلمات الغامضة التى تسمعها ولا تفهمها.

ضمرت المرأة فى نفسها نية التخلص من ذاك الرجل الذى يأخذ ولا يشكر، وفى صباح اليوم التالي قامت بإضافة السُم إلى رغيف الخبز الذى صنعته، لكنها تراجعت عن فعلها واستغفرت ربها على نيتها قبل وضع الرغيف على النافذة، وألقت الرغيف المسموم فى النار وأحرقته، ثم قامت بصنع رغيفًا جديد وأحسنت صنعه ثم وضعته على النافذة، ومر الرجل الأحدب كعادته وأخذ رغيف الخبز وهو يقول كلماته الغامضة المعتادة: "الخير الذى تُقدمه يعود إليك..والشر الذى تُقدمه يعود إليك" ثم انصرف.

وكان لهذه المرأة إبنٌ غائب قد سافر منذ سنوات وانقطعت أخباره عنها، وهى كل يوم تصلي وتدعو ربها أن يرده إليها سالمًا.

وبعد أن تخلصت المرأة من الرغيف المسموم وأعطت الرغيف السليم الذى أحسنت صنعه للأحدب، وفى مساء نفس اليوم دق باب بيتها فإذا بها تجد إبنها الغائب يدخل البيت بعد طول غياب، وتبدو على وجهه علامات التعب والإرهاق ويرتدي ملابس رثة وممزقة، وأخبر أمه أنه عاد بمعجزة من الله، وأنه كان يسير مسافة أميال حتى أشرف على الموت من شدة التعب والجوع، حتى مر به رجلٌ أحدب حاول مساعدته، فطلب منه أن يعطيه أي طعام معه ليتقوت به، واستجاب له الرجل الأحدب الطيب وأعطاه ما معه من طعام دون تردد، وكان طعام يومه هو رغيف من الخبز جيد الصنع فالتهمه الشاب الجائع وحمد الله وشكر الأحدب على عطيته، ثم استطاع أن يواصل السير حتى عاد إلى أمه.

سمعت الأم حديث إبنها وهى ترتجف من شدة الفرحة بعودة ولدها إليها سالمًا، وحمدت ربها على تراجعها عن فعل الشر وتخلصها من الرغيف المسموم الذى صنعته صباح هذا اليوم، لأنها لو أتمت فعلتها لكان هذا هو طعام إبنها الغائب الذى كانت تتمنى عودته، وحينها أدركت معنى كلام الأحدب: "الخير الذى تُقدمه يعود إليك.. والشر الذى تُقدمه يعود إليك".


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموقع الإلكتروني:

https://www.oslob-7ayah.com/2022/09/blog-post_22.html