إنسانية كابتن الطائرة

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
إنسانية كابتن الطائرة
إنسانية كابتن الطائرة

في إحدى الرحلات:

ركبت امرأة بيضاء تبلغ من العمر خمسين عاما، بجوار رجل أسود، فلما رأت ذلك الرجل الأسود تضايقت جدا، واستدعت المضيفة وقالت لها: من الواضح أنك لا ترين الوضع الذي أنا فيه، لقد أجلستموني بجانب رجل أسود، وأنا لا أوافق على هذا، يجب أن توفروا لي مقعدا بديلا. فردت عليها المضيفة: اهدئي يا سيدتي ، كل المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريباً ، لكن دعيني أبحث عن مقعد خال.

غابت المضيفة لعدة دقائق ثم عادت وقالت لها ( سيدتي ، كما قلت لك ، لم أجد مقعداً واحداً خالياً في كل الدرجة السياحية . لذلك أبلغت الكابتن فأخبرني أنه لا توجد أيضاً أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال . لكن يوجد مقعد واحد خال في الدرجة الأولى الممتازة

وقبل أن تقول السيدة أي شيء ، أكملت المضيفة كلامها ( ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية أن يجلس في الدرجة الأولى الممتازة ، لكن وفقاً لهذه الظروف الاستثنائية فإن الكابتن يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحداً أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد ، لذلك ... )

والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود وقالت (سيدي ، هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني ، فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى الممتازة).

في هذه اللحظة وقف الركاب الذين كانوا يتابعون الموقف منذ بدايته وصفقوا بحرارة للمضيفة لتأديبها غير المباشر للسيدة البيضاء المغرورة بعنصريتها، والتي لم تراع روح الإنسانية، فالناس كلهم لآدم وآدم من تراب.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

مجلة التميز الإنساني، عدد 9.