إخلاص النيات في عمل الخيرات
تفاصيل القصة:
خطر له أن يتصدق بمائة دينار لله تعالى تطوعاً، فجاء لبعض الصالحين من العلماء، فقال له : دلنى على من أعطيه هذه الصدقة .
فقال له : اخرج صباح النهار على باب المدينة، فأول رجل تلقاه أعطها إياه.
ففعل الرجل، فلما أن خرج كما أمره به، فأول رجل لقى بعض الذين كانوا يوصفون بالدنيا، وعليه أثرها . فقال فى نفسه : وكيف أعطى صدقة لغنى؟!، ثم قال : الشيخ أعلم منى، فدفع له المال، فلما دفعه قامت نفسه معه، فقال : والله لأتبعنه حتى أرى مايفعل، فاتبعه من البعد حتى رآه قد دخل خربة، فلما دخل رمى فيها من تحته بشئ، فنظر ذلك الشئ الذى رماه، فإذا بها دجاجة جيفة، ثم أتبعه إلى دخل داره، فاستمع من خلف الباب، فسمعه يقول لعياله : افرحوا، فقد فتح الله لكم، وأخبرهم الخبر، وسمع فرحهم، ثم خرج إلى السوق واشترى لهم طعاماً، ورجع معه حتى سمع فرحهم بالطعام، فتبين له فاقتهم، فلم يقنعه ذلك حتى خرج الرجل، فأقسم عليه وسأله حاله.
فقال له : إنى كان لى ثلاثة أيام مامنَّا من أكل طعاماً، وماعندنا شئ نبيعه إلا هذه الثويبات التى أستر بها حالى عن الناس، فخرجت لعلى أجد شيئاً أتسبب لهم فيه، فلقيت تلك الدجاجة التى رأيتنى رميتها، فقلت : الحمد لله، هذه نتبلَّغُ بها اليوم، ولغد فرج، فأنا راجع بها، وأنت قد دفعت لى ذلك المعروف، فحرمت الميتة علينا، فرميتها .فسُرَّ بذلك وعاد إلى الشيخ وأخبره.
فقال : يا بنى، هذه سنة الله تعالى فيمن صدقه هو عز وجل، ينظر إليه خير الأمور وأحسنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
مجلة التميز، عدد 11.