إبراهيم محمد إبراهيم المعجل

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
إبراهيم محمد إبراهيم المعجل
إبراهيم محمد إبراهيم المعجل

المولد والنشأة

هو إبراهيم محمد إبراهيم المعجل، المولود في منطقة القبلة بمدينة الكويت عام 1339هـ الموافق لعام 1920م، نشأ في كنف أسرته، المكونة من والده ووالدته وأخويه الصغيرين.

مكثت الأسرة فترة في منطقة القبلة، ثم انتقلت بعد وفاة الوالد إلى منطقة المرقاب، حيث أسسوا بيتا آخر هناك أقاموا فيه، وموقعه الآن محل مجمع الوزارات. وكان ذلك في عام 1945م.

وظل إبراهيم المعجل - رحمه الله - في هذا المنزل مع عائلته الكبيرة، حتى انتقل مع أسرته الصغيرة بعد زواجه إلى منطقة "الخالدية" التي أمضى فيها بقية حياته.

أوجه الإحسان في حياته

حرص المحسن إبراهيم المعجل - رحمه الله - على إنفاق الكثير من ماله في عمل الخير وأوجه الإحسان المتعددة. فقد كان يعلم بل يوقن أن المال مال الله، وأن الناس مستخلفون فيه بنص قول الله تعالى: "وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ". (سورة الحديد، الآية 7).

ومن أوجه الإحسان في حياته - رحمه الله – كان المحسن إبراهيم المعجل أنه ساهم - رحمه الله - في بناء العديد من المدارس أو تمويل بنائها وترميمها من خلال تقديم مبالغ من المال للحاج سعود الوهيب الذي كان كثير السفر إلى الدول الإسلامية في إفريقيا وآسيا لدعم المشاريع الخيرية، وافتتاح مشاريع جديدة سواء مدارس أو مساكن تحل مشكلة الإسكان وتوفير مأوى للشباب حديثي الزواج، أو غير القادرين على إقامة منازل، أو غير ذلك من المشاريع الخيرية النافعة.

وذلك وفق ما ذكره راوي هذه السيرة الكريمة ابنه محمد المعجل والذي نقلها بدوره عن الحاج سعود الوهيب نفسه.

كرمه وسخاؤه

كان المحسن إبراهيم المعجل - رحمه الله – جواداً كريماً وخاصة في مجال إطعام الطعام، إذ كان يحرص على أن يصطحب معه عادة بعد الصلاة أو عند عودته من عمله التجاري بعض أصدقائه أو رفاقه أو أيا من عابري السبيل ليأكلوا معه، إذ كان لا يحب أن يأكل وحده أبدا، كما كان لا يحب أن يخلو ديوانه من الضيوف بل كان يحب أن يكون ديوانه عامراً مفتوحاً للجميع، عملاً بقول الله تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا".(سورة الإنسان، 9).

مسجد في سدير

كان المحسن إبراهيم المعجل – رحمه الله – يعلم ما أعد الله لبناة المساجد وعُمارها من فضل عظيم وثواب كريم.. ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَنَى مَسجِداً للهِ بَنَى اللهُ لَهُ في الجَنَّةِ مِثْلَهُ" أخرجه مسلم في صحيحه.

لذلك لم يكن غريباً عليه أن يكون حريصاً على بناء مسجد في بلده الثاني "المملكة العربية السعودية الشقيقة"، وتحديدا في منطقة سدير، وهو مسجد جامع به مئذنة كبيرة تقام فيه الجمع والأعياد، وقد تم بناؤه عام 1390هـ (1970م) تقريباً.

الوقف على المسجد

ولم يكتف رحمه الله ببناء المسجد وفرشه وأعماره فحسب، بل تكفل بصيانته ومصاريفه ومتطلباته طوال حياته، وذلك لعلمه بأهمية المساجد في حياة الأمة الإسلامية، عملاً بالحديث الشريف الذي رواه أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا". رواه مسلم.

إسهاماته في مجالات العمل الخيري

كما يروي ابنه موثق هذه السيرة أنه لم يكن هناك مجال محدد ينفق فيه المحسن إبراهيم المعجل – رحمه الله - بل كانت يد الخير لديه تطول كثيراً من سبل الإنفاق في سبيل الله، لذا فإن تبرعاته للأفراد والهيئات ليست معروفة، ويذكر منها مثلاً أنه تبرع لبناء مؤسسات خيرية في إفريقيا ( نيجريا وتنزانيا)، كما قام ببناء مساجد وحفر آبار في دول أخرى.

ويذكر أيضاً أنه كان يكفل عدد من أيتام المسلمين في عدة دول إسلامية في شرق آسيا وبعض الدول العربية، فضلاً عن كفالة الأيتام داخل الكويت.

مساعدة الفقراء وذوي الحاجة

كان المحسن إبراهيم المعجل يدرك كم أوصى الإسلام بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة، وكان يحب أن يعين هذه الفئات، رغبة فيما عند الله تعالى، وعملاً بالحديث الشريف الذي رواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ". رواه البخاري.

ومن المواقف المنقولة عنه - رحمه الله - في ذلك أنه كان إذا رأى أحد سكان عمارته معسراً أو مديناً ومرت عليه شهور عدة لم يستطع دفعها، كان يبرئه مما عليه ويتنازل عن هذه الحقوق رغبة في التخفيف عنه وتفريج كربته لوجه الله تعالى.

ثلثه الخيري ووصيته

قبل وفاته - رحمه الله - بعشر سنوات أوصى بأن ينفق ابنه الأكبر محمد ثلث ما يتركه من أموال في الخيرات لوجه تعالى وعمل جميع ما يراه مناسباً، وما يعود بالنفع على الموصي، وقد سجل هذه الوصية رسمياً في وزارة العدل وجعل ابنه الأكبر وصياً على ذلك.

وبعد حصر ما تركه رحمه الله من أملاك كانت باكورة أعمال الوصية أن قام أبناؤه بما يلي:

تطوير وتجديد الجناح الرابع بمستشفى الصباح

ولهذا العمل قصة يرويها أولاده، إذ كان والدهم الموصي - يرحمه الله - مريضاً قبل وفاته فكان يرقد في هذا الجناح "الرابع" في مستشفى الصباح، ولذلك اتفق الإخوان جميعاً على أن يكون أول عمل لهم من وصيته تطوير وتجديد هذا الجناح من مستشفى الصباح لتخليد اسمه - رحمه الله - وبالفعل تمت مقابلة السيد وكيل وزارة الصحة د. عبدالرحيم الزيد الذي قدم كل الدعم بالموافقة على هذا المشروع، وبدوره اتصل بالسيد مدير مستشفى الصباح الذي رحب مشكوراً بالمشروع؛ على أن يتم الاتصال بالمتبرع بعد إخلاء الجناح من قبل إدارة المستشفى ليتم التنفيذ على إعادة الترميم وتطوير الجناح على أحدث السبل، حيث سيتم بعد ذلك إطلاق اسم المتبرع عليه - إن شاء الله - وليكون هذا العمل صدقة جارية له عند الله تعالى لانتفاع الكثيرين من هذا العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطعً عملُه إلا من ثلاثٍ صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له" رواه مسلم.

بعد حياة مديدة قضاها المحسن الكريم في السعي والعمل والكفاح، وبعد أن قدم العديد من أعمال الخير التي ستظل شاهدة له، تثقل ميزان حسناته - إن شاء الله تعالى - يوم لا ينفع مال ولا بنون.

بعد هذه الرحلة الطويلة بدأ الوهن ينتشر في جسده، كما هي سنة الله في خلقه جميعاً، قال تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)" سورة الروم.

وكان رحمه الله مستعداً لهذا اليوم بما قدم من صالح الأعمال، فأجاب نداء ربه تعالى راجياً رحمته تعالى وما عنده من ثواب.

ديوان المعجل

لقد جعل المحسن إبراهيم المعجل - رحمه الله - من ديوانه في منطقة المرقاب ثم الخالدية مضافة كبيرة مفتوحة طوال الليل والنهار لجميع قاصديه وعابري السبيل وزواره من داخل الكويت وخارجها، إذ لم تكن الكويت تعرف آنذاك الفنادق أو النُزل، وقد جهز هذا الديوان بغرف للمبيت وكل ما يحتاجه الضيف طوال مدة إقامته، وكأني به يطبق قول الشاعر:

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا                  نحن الضيوف وأنت رب المنزل

وقد أمر بألا يغلق هذا الديوان أبداً وألا توضع عليه أي أقفال أو مفاتيح، وقال في ذلك مقولته المؤثرة: "لا يجيء أحد بيوم من الأيام ليل أو نهار ويجد الباب مغلقاً".

وكان يوصي أولاده - رحمه الله - بأن يقوموا بنفس دوره في الديوان أثناء فترات غيابه أو سفره.

وفاته

بعد حياة مديدة قضاها المحسن الكريم في السعي والعمل والكفاح، وبعد أن قدم العديد من أعمال الخير التي ستظل شاهدة له، تثقل ميزان حسناته - إن شاء الله تعالى - يوم لا ينفع مال ولا بنون.

بعد هذه الرحلة الطويلة بدأ الوهن ينتشر في جسده، كما هي سنة الله في خلقه جميعاً، قال تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)". سورة الروم.

وكان رحمه الله مستعداً لهذا اليوم بما قدم من صالح الأعمال، فأجاب نداء ربه تعالى راجياً رحمته تعالى وما عنده من ثواب.

وكانت وفاته - رحمه الله - في السابع من جمادى الآخرة عام 1422هـ الموافق للسادس والعشرين من أغسطس عام 2001م، عن عمر ناهز الحادية والثمانين عاماً في منزله بمنطقة الخالدية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج6، 2003.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%206