إبراهيم حسين بو عركي

من ويكي خير

المولد والنشأة

إبراهيم حسين بو عركي
إبراهيم حسين بو عركي

في الثالث من جمادى الأولى ١٣٤٠هـ - الأول من يناير عام ١٩٢٢م، وبعد حرب الجهراء شق سكون فريج النصف بحي الشرق، صراخ وليد في بيت عائلة بوعركي، ولم يكن ذلك الصراخ سوى صراخ الوليد إبراهيم حسين خميس حسين على بوعركي، وكان مولده في البيت الكبير لعائلة بوعركي العريقة والمشهورة في الكويت. كان رحمه الله يعيش في بيت صغير وعائلة فقيرة تضم كلا من أبيه وأمه وأخيه الأكبر عبد العزيز.

أوجه الإحسان في حياته

الجود والبذل والإحسان باب عظيم من أبواب الجنان، لا يلجه ولا يوفق إليه إلا من اصطفاه لذلك الله الرحمن، ومن به عليه الواحد الديان، فقد وعد الله تعالى بعظيم الأجر لمن بذل فقال الله تعالى: ﴿ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ). (سورة الحديد، 7).

ولقد أدرك ذلك جيداً المحسن إبراهيم بوعركي رحمه الله ولذا تعددت أوجه الإحسان في حياته، فشملت:

عمارة المساجد

يعد بناء المساجد قاسماً مشتركاً بين المحسنين كافة لا في الكويت فحسب، بل في كل مكان في العالم، لما لبناء المساجد من خير عميم وثواب عظيم عند الله تعالى، وليس أدل على أهمية المسجد في الإسلام من أن أول شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة، هو بناء مسجد ليكون دار عبادة ومركز قيادة ومحضن تربية وملتقى تزكية ومنطلق توجيه ومدرسة تعليم، ولقد أدرك ذلك المحسن إبراهيم بوعركي يرحمه الله فقام ببناء عدد من المساجد داخل الكويت وخارجها وهي بإيجاز كالآتي:

مسجد في الكويت

قام المحسن إبراهيم حسين بوعركي يرحمه الله ببناء مسجد سمي مسجد إبراهيم حسين بوعركي بشارع اليرموك في منطقة حولي بدولة الكويت وذلك في عام ١٣٩٩هـ (۱۹۷۹م)، راجياً الثواب من الله تعالى القائل في كتابه الكريم: ﴿ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). (سورة البقرة، 274).

وها هم أولاء رواد المسجد يغدون إليه ويروحون يذكرون الله قياماً وقعوداً. ويتلون آيات الله آناء الليل وأطراف النهار، شاكرين للمحسن حسن صنيعه وسخاء يده، ولعله شريك في الأجر معهم إن شاء الله بما أنفق من صدقة جارية.

كما قام بالآتي:

أنشأ مسجدان في بنغلاديش، مركز إبراهيم حسين بو عركي في بنغلاديش، ومسجد في الهند.

  • بناء وتأيث مستوصف في جمهورية الصين الشعبية.
  • دعم المشروعات الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي.
  • مدرسة في بوركينا فاسو.
  • مزرعة أبقار في السودان.
  • حفر الآبار في عدد من الدول مثل الصين والصومال.

مشروعات خيرية أخرى

إضافة إلى ما سبق من أبواب الخير حرص المحسن إبراهيم بوعركي رحمه الله على تتبع أحوال اليتامى والفقراء والمساكين بمعاونة بيت الزكاة وبعض اللجان الخيرية الأخرى وذلك للوصول إلى هؤلاء المحتاجين فيمسح دمعتهم ويخفف لوعتهم ويفرج كربتهم، وقدم رحمه الله تبرعات وفيرة شملت ما يلي:

  • تقديم ولائم الإفطار سنوياً في مسجد إبراهيم بوعركي بمنطقة حولي في الكويت بواسطة بيت الزكاة.
  • المساهمة في وقفية إفطار الصائم من خلال لجنة السنابل الخيرية.
  • المساهمة بمبلغ ۲۰۰۰ د.ك (ألفي دينار كويتي في تأسيس مساكن للفقراء في دولة سريلانكا، في 11 مايو عام ٢٠٠٣م

كفالة الأيتام

لا يخفى على مسلم عناية الإسلام باليتيم، وحرصه على رعايته أفضل رعاية، وليس أدل على ذلك من أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل كافل اليتيم رفيقاً له في الجنة، إذ قال: (أنا وكافل اليتيم في الجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَابَةِ وَالْوُسْطَى وفرج بَيْنَهُمَا شَيْئًا) رواه البخاري، فهنيئا لمن سعد بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى الجنان، ولذا فقد ساهم المحسن إبراهيم بوعركي رحمه الله بمبلغ ۷۷۰۰ د.ك (سبعة آلاف وسبعمائة دينار كويتي) في مشروع كافل اليتيم في جمهورية البوسنة والهرسك وغيرها من خلال بيت الزكاة في الكويت، حيث قدم تحويلا سنوياً قدره ٤٨٠ دك أربعمائة وثمانون ديناراً كويتياً) منذ عام ١٩٩٤م إلى عام ٢٠٠٨م وتضاعف هذا المبلغ عام ٢٠٠٢م. كما كفل رحمه الله أيضا عشرة من الأيتام بواسطة لجنة مسلمي إفريقيا (جمعية العون المباشر حاليًا) من خلال مكتب الرعاية الاجتماعية.

وفاته

بعد رحلة طويلة في الحياة امتدت على مدار ٨٦ عاماً، وحفلت بسجلات مضيئة مشرفة من الكفاح والإحسان والعطاء والبذل لقي المحسن إبراهيم حسين بوعركي وجه ربه الكريم، ملبياً نداء الله العظيم: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ (سورة آل عمران، 185).

وكان رحمه الله قد تعرض خلال رحلة حياته إلى عدة جلطات بالقلب ولكن في العام الأخير من عمره تعرض لجلطة في الدماغ مرتين، ما أدى إلى إصابته بشلل في جسده، فظل طريح الفراش في المستشفى الأميري إلى أن توفاه الله تعالى في الساعة الثانية ظهرا، في يوم ٢٦ يوليو سنة ٢٠٠٨م.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج9، 2010.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%209.pdf