إبراهيم الخميس

هو:
إبراهيم ماضي عبد الرحمن الخميس، ولد في الكويت في منطقة المرقاب عام١٩٤٤، ونشأ في أسرة محافظة.
الدراسة والمناصب:
درس الابتدائية والمتوسطة في مدارس المرقاب، ثم انتقل إلى ثانوية الشويخ وسكن في السكن الداخلي، وبعد التخرج من الثانوية التحق بجامعة الكويت تخصص تاريخ - كلية الآداب وتخرج عام ١٩٦٩، وفي أثناء الحياة الجامعية كان يمارس رياضة السباحة، وأحرز بطولة السباحة على مستوى الجامعة دورتين، وبعد التخرج في الجامعة التحق بوزارة التربية عام .١٩٧ كمدرس تاريخ في ثانوية صلاح الدين، والتي كان ناظرها الأخ حمود الرومي، ثم تحول إلى وكيل للثانوية عام ١٩٧٤، ثم أرسل في بعثة إلى الولايات المتحدة لنيل درجة الماجستير في مادة التربية، وتخرج عام ١٩٧٨، وبعد عودته إلى البلاد عين مراقبا للبعثات الخارجية ثم رقي إلى مدير إدارة البعثات حتى عام ٢٠٠٠، ثم تقاعد، وتفرغ للعمل الحر.
طبيعته وصفاته:
يتميز إبراهيم الخميس بطبيعتين قلما تتواجد في الآخرين، وهما الجدية والمرح، فالذي لا يعرفه عن قرب يجد فيه إنسانا جادا من الدرجة الأولى في عمله وإنجازاته، فهو يعشق العمل اليدوي، ولا يحب الاعتماد على الغير، بعيدا عن الترف والاتكالية، وعندما يقترب الإنسان منه، يجد فيه إنسانا مرحا إلى أقصى درجات المرح والمزاح، والبساطة والعفوية. وكلما اقتربت منه أكثر اكتشفت فيه صفات رائعة، ويُمكن إجمال بعض صفاته كالتالي:
الصبر:
يروي ابنه ماضي بأنه لم ير صبرا كصبره، ويتبين ذلك من حوادث كثيرة، ومواقف متعددة، إلا أن ذلك يبرز في موقفين:
الموقف الأول: كان عندما خسر تجارته كلها، ولم يتأفف ولم يشتك لأحد، وصبر واحتسب، وإذا بالله يكافئه بإرجاع حقه كاملا.
الموقف الثاني: كان في آخر حياته عندما فقد بصره فلم يتذكر في هذه المصيبة إلا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم — فيما رواه الترمذي بإسناد حسن «من أخذ الله حبيبتيه فصبر فله الجنة» وكان يردده دائما.
الكرم:
والكرم كان صفة واضحة فيه، حيث كان يسخر مزرعته ومخيمه في مدينة (بريدة) في المملكة العربية السعودية للأخوة وللمسافرين وللأنشطة الإسلامية، وكذلك مزرعته التي اشتراها في منطقة كبد في الكويت، وهيأها كمنتجع واستراحة فيها جميع وسائل الترويح، حيث كان يكثر من دعوة الإخوة إليها، وإقامة الأنشطة فيها، وكان طيب النفس، يبذل من غيرمقابل، فقط محبة لإخوانه، وفعل الخير، وطلب الأجر، وبلغ من كرمه أنه أوصى في وصيته إنشاء مركز لتحفيظ الفتيات للقرآن الكريم، وقد نفذ بفضل الله هذا المشروع بعد وفاته في منطقة جنوب السرة باسم (مركزإبراهيم ماضي الخميس لتحفيظ الفتيات)، وكان - رحمه الله - يكفل الكثير من الأيتام في عدة دول في العالم، وكان يتجاوز عمن يطالبهم بالديون ويعفو عنهم، وكان يفطر في رمضان ٠ ٤٥٠ صائم.
الشجاعة:
أثناء الغزو العراقي كان - رحمه الله - يخاطر في حياته من أجل إنقاذ الكثير من الناس من الكويت إلى المملكة العربية السعودية، وكان يجمع الناس في منطقة (كبد) ثم يوصلهم إلى السعودية عن طريق منطقة الحماطيات بالرغم من وجود القوات العراقية المدججة بالسلاح.
قضاء الحاجات:
كان مكتبه عندما أصبح مديرا لإدارة البعثات مفتوحا دون أن يضع له سكرتيرا أو حاجبا على بابه، بينما من كان في منصبه في نفس الوزارة أو الوزارات الأخرى من الصعب الدخول عليهم، وكان يتحدث مع الفقير والخادم والوافد وجميع طبقات المجتمع باحترام وأدب، وكان الجميع إخوانا له.
وقد اتصف بكثير من الصفات الحسنة الأخرى، وغرس في أبناءه الصفات الحميدة.
إنجازاته:
من أهم إنجازاته في حياته الدعوية الممتدة، أنه كان أحد المؤسسين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة، وكان من المؤسسين لأول مسجد في ولاية ميتشجن في أمريكا.
وفاته:
في عام ١٩٩٧ أصيب - رحمه الله - بجلطة في القلب وتصلب في الشرايين، توجه بعدها إلى الولايات المتحدة، وأجريت له عملية تبديل الشرايين، وعاد معافى سليما، ومارس حياته العادية كما كانت، ثم أصيب بفشل كلوي عام ٢٠٠٣، بسبب السكر، وبدأ عملية الغسيل حتى عام ٢٠٠٦، ولكن حدثت له كرامة عجيبة، حيث شفي تماما من الفشل الكلوي وعادت كليته للعمل، ولم يعرف الأطباء كيف حدث هذا، ولعل السبب كان كثرة الدعاء منه ومن محبيه والله قادر على كل شيء، ثم أصيب بنفس العام بورم دماغي فقد على أثره البصر، واستمر في ذلك لخمسة أشهر، كان يستيقظ كل فجر وعصر ويذكر حديث الترمذي «من أخذ الله حبيبتيه فصبر فله الجنة» وحبيبتاه عيناه - فكان يردد هذا الحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الأولى). عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2013.
الموقع الإلكتروني: