أحمد الجابر الصباح
مولده:
وُلد الشيخ أحمد الجابر الصباح في عام 1885 م، أما والده فهو الشيخ جابر المبارك الصباح حاكم الكويت الثامن، والذي حكم عام 1915م، أما والدته فهي الشيخة شيخة عبد الله بن صباح الصباح.
توليه الحكم:
تولى مقاليد الحكم في 29 مارس 1921م، بعد وفاة عمّه حاكم الكويت التاسع، الشيخ سالم المبارك الصباح، سافر الشيخ أحمد الجابر إلى عدة دول، واطلع على أنظمتها وإدارتها، مثل بريطانيا والهند ومصر، وحرص على تطوير باده وتنميتها.
صفاته وخلقه:
كان الشيخ أحمد الجابر «ذكياً مسالماً ينظر إلى الأمور بحذر وحيطة».
وذكر الشيخ عبد العزيز الرشيد في كتابه «تاريخ الكويت » عدداً من صفات الشيخ أحمد الجابر، ومنها (تواضعه وحلمه وعقله، وصبره على الشدائد والمكاره، وحرصه على التعليم وتطويره، وكان شاعراً محباً لأدب والشعر، ويحترم الشعراء والأدباء ويقدرهم وكان متعففاً عن أكل الحرام)، وقد ذكر ديكسون تعفف الشيخ أحمد الجابر عن أكل وشرب الحرام، ويروي بأن قبطان سفينة فرنسية قدمت للكويت ودعاه الشيخ أحمد الجابر لوليمة، وأراد القبطان أن يدعو الشيخ لوليمة رداً لكرمه ووليمته، وقال الشيخ لديكسون بأنه يرغب بالاعتذار لأن القبطان الفرنسي قد يجعل لحماً أو شراباً حراماً، وهذا ينافي شريعتنا التي تحرم ذلك، لكن ديكسون طمأنه بأن القبطان سيشرف على الوليمة بنفسه ليتأكد من الطعام والشراب، وهو ما حدث في تلك الوليمة من حرص القبطان على تقديم ما أراده الشيخ أحمد الجابر من طعام وشراب حلال.
انتقال الكويت من إمارة إلى دولة حديثة:
انتقلت الكويت في عهده من إمارة إلى دولة حديثة، وتأسست فيها العديد من الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية، مثل:
- بلدية الكويت 1931 م.
- دائرة المعارف 1936 م.
- دائرة الصحة 1936 م.
- دائرة الأمن العام 1938 م.
- دائرة الأيتام 1938 م.
- دائرة الشرطة والأمن العام 1938 م.
- المؤسسة القضائية، وكانت محكمة خاصة للتمليك، ومحكمة خاصة بالقضاء الشرعي ثم دار المحاكم عام 1939 م.
- دائرة الأوقاف 1949 م.
كما ظهر في عهده مؤسسات برلمانية ومجالس شورى منها:
- مجلس الشورى عام 1921 م
- المجلس التشريعي الأول والثاني عام 1938 - 1939 م.
تصدير النفط:
تم عقد أول اتفاقية امتياز للنفط مطلع الثلاثينيات في عهده وبالتحديد عام 1934 م، وتم التنقيب عن النفط عام 1936 م، وتم تصدير أول شحنة عام 1946 م.
من أعماله الخيرية:
للشيخ أحمد الجابر العديد من الأعمال الخيرية، فقد بنى ورمّم عدد من المساجد، وحرص على تنمية وتطوير التعليم وتبرع للعديد من المشاريع الخيرية، وتأسس في عهده عدد من المؤسسات الخيرية والتطوعية، منها:
المدرسة الأحمدية عام ١٩٢١ :
فعندما تقلد الحكم طلب من الشيخ يوسف بن عيسى القناعي أن يطور التعليم ويضيف إليه مواد عصرية جديدة فتم إنشاء المدرسة الأحمدية عام ١٩٢١م، وتعهدها بإشرافه ودعمه المالي السنوي.
إرساله طلاب على نفقته خارج الكويت:
تم إرسال أول بعثة للدراسة في العراق عام 1925 م، وعندما بدأ التعليم المهني في البحرين مطلع الثلاثينيات أرسل سبع طاب للدراسة على نفقته الخاصة.
بنائه ورعايته وترميمه للمساجد:
بنى الشيخ أحمد الجابر مسجد قصر دسمان عام 1921 م، ورمم مسجد الأذينة في منطقة السالمية حالياً، كما بنى مسجد قصر بيان، وبنى عدد من أبناء الكويت العديد من المساجد في عهد الشيخ أحمد الجابر استكمالاً لما قام به أبناء الكويت عبر تاريخها.
دعمه لاستمرار عيش بن عمير:
اهتم الشيخ أحمد الجابر برعاية ودعم عيش بن عمير، الذي أسسه الشيخ مبارك الكبير عندما تولى الحكم، وظل الشيخ أحمد الجابر يرعى عيش بن عمير منذ بداية حكمه في عام 1921 م حتى وفاته عام ١٩٥٠ م.
تبرعه سنة الهدامة عام ١٩٣٤م:
بعد الأمطار الشديدة التي تهدمت بها البيوت تشكلت لجنة لترميمها فتبرع الشيخ أحمد الجابر ب ٥٠٠٠ روبية، تشجيعاً للآخرين للتبرع.
الأعمال الخيرية في عهده:
ظهر في عهد الشيخ أحمد الجابر العديد من المؤسسات الخيرية والتطوعية التي تقدم المساعدات داخل الكويت وخارجها، وقدم أبناء الكويت العديد من المساعدات للأسر المحتاجة والمتعففة، كما ساهموا بتقديم الدعم أثناء الكوارث والنكبات التي تعرضت لها الكويت، مثل سنة الهدّامة عام 1934 م، وذلك عند هطول الأمطار الشديدة، والتي تسببت بتهدم الكثير من البيوت، وتم تسميتها سنة الهدّامة الأولى، وقام العديد من المحسنين لبناء البيوت التي تهدمت وترميم البيوت المتضررة.
إسقاط الديون عن المدينين:
تعرّضت الكويت في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح لكساد اقتصادي كبير أثناء الحرب العالمية الثانية وعند ظهور اللؤلؤ الصناعي في ثلاثينيات وأربعينات القرن الميلادي العشرين، مما أثر بشكل كبير على تجار الكويت وخسارة تجارتهم. وقد أبلى الكويتيون بلاءً حسناً في إسقاط الديون عن المدينين وتقديم المساعدات لهم لعودة تجارتهم من جديد، كما ساهم المحسنون بتقديم المساعدات من الزكوات والصدقات والأوقاف والأثلاث والوصايا الخيرية لمساعدة الأسر المحتاجة والمتعففة.
دعمه لقضية فلسطين والمسجد الأقصى:
قدمت الكويت المساعدات الخيرية للمحتاجين داخل الكويت وخارجها على مرّ تاريخها، وفي عهد الشيخ أحمد الجابر نشطت الكويت حكاماً ومحكومين في تقديم المساعدات، فقد زار الكويت عام 1921 م الشيخ محمد أمين الحسيني مفتي القدس وتبرعت الكويت له بمبالغ كثيرة لمناصرة فلسطين، وقدم له الشيخ أحمد الجابر مبلغاً كبيراً، وعندما زار الكويت مرة ثانية عام ١٩٣٦م أهداه الشيخ أحمد الجابر اشتراكاً لمجلة الكويت التي أصدرها مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد، حيث أصدرها عام ١٩٢٨ .
واستمرت الكويت في دعم قضية فلسطين، وقدمت لها الدعم بصور وأشكال مختلفة، منها على سبيل الذكر:
جمع تبرعات لترميم المسجد الأقصى عام 1924:
وذلك حينما دعا الشيخ محمد أمين الحسيني مفتي القدس الدول العربية للمشاركة في ترميمه وترميم الأماكن الأثرية في القدس الشريف فتبرعت الكويت بذلك.
تأسيس جمعية الشبان المسلمين الخيرية في الهند عام 1932 لمناصرة فلسطين
أسسها أبناء الكويت المقيمين في الهند للتجارة.
تأسيس لجنة جمع تبرعات لنصرة فلسطين عام 1934 م.
تأسيس لجنة أكتوبر عام 1936 لمناصرة الثورة الكبرى:
تم جمع التبرعات وإرسالها لفلسطين فكتبت مجلة الفتح تقول: «حياّ الله الكويت وبيّض وجوه الكويتيين .»
تأسيس لجنة عامة لنصرة فلسطين عام 1937:
أرسل أهل الكويت برقيات لعصبة الأمم وللبرلمان الإنجليزي لحفظ حقوق المسلمين في فلسطين والتأكيد على ملكيتها لهم، وأرسل الشيخ أحمد الجابر برقيات عديدة، منها رسالة لوزير المستعمرات لبيان خطورة تقسيم فلسطين، وبرقية إلى اللجنة العربية العليا للتحرك لنصرة فلسطين والدفاع عنها.
جمع التبرعات في حرب عام 1948:
أقام أبناء الكويت المهرجانات وحملات جمع التبرعات لنصرة فلسطين، وشارك عدد من أبناء الكويت في الحرب دفاعاً عن المسجد الأقصى وفلسطين.
ظهور مؤسسات خيرية وتطوعية:
تأسس في عهد الشيخ أحمد الجابر عدد من المؤسسات التطوعية والخيرية، الحكومية والأهلية منها:
- المدرسة الأحمدية ١٩٢١م.
- المكتبة الأهلية ١٩٢٢م.
- النادي الأدبي 1924 م.
- دائرة الأيتام ١٩٣٩م.
- دائرة الأوقاف (لرعاية المساجد) 1949 م.
كما بنى العديد من المحسنين من أبناء الكويت المساجد في عهد الشيخ أحمد الجابر.
الأوقاف والأثلاث والوصايا الخيرية:
تبرع العديد من المحسنين بالأوقاف الخيرية والأثلاث والوصايا الخيرية في عهد الشيخ أحمد الجابر مما ساهم في وجود إيرادات دائمة للصرف منها على احتياجات البلاد الاجتماعية كترميم المساجد ودعم المدارس الأهلية وتوفير المياه ومساعدة المحتاجين، ومن تلك الأثلاث والوصايا الخيرية التي تم التبرع بها في عهد الشيخ أحمد الجابر، والتي وثقتها الأمانة العامة للأوقاف مشكورة في إصدارات توثيقية:
- ناصر بن يوسف البدر
- عبد الرحمن الغريب.
- حمود بن عبد الله المقهوي.
- سبيكة بنت محمد السميط.
- رجعة بنت ثاني.
- زهية بنت مساعد بن زايد.
- خليفة بن سنان.
- شريفة بنت عبد الله الحليل.
- سارة بنت عبد المحسن الناصر.
- موضي بنت عبد الله المشعل.
- بتال بن ونيان.
- سيف بن حمد العتيقي.
- حسين علي تقي كازوني.
- إدريميج بن مشقاص.
- حصة بنت عيسى القيصوم.
- عبد الرحمن بن علي بن نمش الكريديس.
- شيخة بنت عبد الله بن غانم.
- منيرة خليفة الوريعه.
- راشد البدي.
- مسند بن فراج الصليلي.
- علي بن محمد أيوب.
- مسند بن سلمان.
- هيا بنت إمكيسير الحربي.
- منصور الخرقاوي.
- شريفة بنت مسعود.
- سلمى بنت هبله.
- صالحة بنت مضحي بن غريب.
- إبراهيم بن حسين الزنكي.
- موزة بنت إبراهيم بن خلف الطراروة.
- سارة بنت برجس.
- منيرة بنت محمد العمران.
- عقيل بن عثمان.
- قوت بنت محمد.
- أحمد بن محمد عبد الغفور.
- حمد بن علي بن حمد.
- يوسف بن علي الصباغة.
- صالح بن سلطان الصومالي.
- آمنة بنت فرج.
- فاطمة بنت حمد الشويع.
- مريم عبد الله الغريب.
- سارة بنت إبراهيم الراشد.
- سارة بنت إبراهيم العومي.
- هيا بنت محمد زوجة طامي.
- نورة بنت مزيد العفاسي.
- خالد بن فارس الخميس.
- محمد بن عمر الدرباس.
- سعيد بن عامر.
- عباس يوسف بو عباس.
- علي بن مبارك الخضير.
- هيا آل الغريب.
- غانم جبر الغانم.
- محمد بن موسى العنزي.
- عبد العزيز بن عيسى القطان.
- منيرة بنت عبد الله النفيسي.
- شريفة بنت جبر الغانم.
- حامد النقيب بن سيد رجب.
- عبد الله عبد الرحمن المنصور.
- مبارك بن محيسن العمر.
- علي يوسف الخالد وعبد الله يوسف الخالد.
- عبد العزيز الوهيبي.
- عبد الكريم عبد اللطيف.
- نورة علي السداح.
- سعد بن سويدان.
- ذاكية بنت علي.
- أم عبد العزيز الورع.
- لطيفة خليفة العمران الغنيم.
- شما عبد الرحمن النجار.
- هيا بنت عيدان المجلي.
- جماعة الطائفة الإحسائية.
- علي عبد الوهاب القناعي وابنه عبدالعزيز
- يوسف عبد العزيز الهريس.
- هيا بنت يوسف البيارجه.
- إسماعيل محمد معرفي.
- منيرة بنت خليفة الطرقة.
- محمد صالح الصايغ.
- جاسم وعبد الله حمود المقهوي.
- حجية بنت درعان.
- عثمان سليمان الموسى.
- محمد صالح العجيري.
- لطيفة كليب الخضير.
- عائشة عبد الله الزومان.
- حصة حمد الثنيان.
- موزة بنت توفيق.
- محمد بن المحيسن.
- سالم سعد الحوز وزوجته سلمى.
- عبد الرحمن أبو حمرا.
- هيا عبد الله المتعب.
- أحمد عبد المحسن الخرافي.
- حمد بن رشود وبخيته.
- دوسة بنت سنيد الزويرعي.
- علي عبد المحسن محمد.
- بلال بن شنان.
- حسين بن سالم بن عبدالرسول.
وفاته:
توفي الشيخ أحمد الجابر في عام 1950م بعد حياة طويلة في الحكم بلغت ثلاثون عاماً، تطورت فيها الكويت وازدهرت، وظهر فيها النفط، وانتقلت من إمارة إلى دولة حديثة، وحكم بعده الشيخ عبدالله السالم الصباح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
حكام الكويت مآثر خيرية ومواقف إنسانية، تأليف د.خالد يوسف الشطي، ط1، 2022م، مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني - فنار.
الموقع الإلكتروني: