هلال بن فجحان المطيري

المولد والنشأة:
هو هلال بن فجحان المطيري من "الدياحين" أحد فخوذ قبيلة مطير ولد عام ١٢٧١هـ - ١٨٥٥م على وجه التقريب في نجد بالمملكة العربية السعودية وقد توفى والده وهو في السابعة من عمره ثم توفيت والدته فواجه يتم الأبوين في حداثة سنه وعاش هو وشقيقته يواجهان ظروف حياة صعبة وفي الثانية عشرة من عمره غادر نجد متجها برأ إلى الكويت.
بدأ المحسن هلال المطيري حياته العملية في الكويت في أعمال متواضعة وفي السابعة عشرة من عمرة عمل بالبحر فقد كان طواشاً وتاجر لآلي وفتحالله عليه أبواب الرزق حتى أصبح من أشهر تجار اللؤلؤ في الخليج العربي واتسعت أملاكه في الكويت والبحرين والبصرة والهند وقيل إنه أكبر ثري عرفته الكويت في عصره وقد بلغت ثروته نحو ثمانية ملايين روبية في آنذاك كما جاء بالموسوعة الكويتية المختصرة لحمد السعيدان - الجزء الثالث.
أوجه الإحسان في حياته:
المحسن هلال المطيري رجل بني في الدنيا دارا للآخرة أحسن الشكر على نعمة الله فزاده الله من فضله اشتهر بأمانته وصدق كلمته حتى عاش قدوة حسنة لزملائه من التجار وقد ساهم بنشاطه وثروته في إنعاش الحياة الاقتصادية في الكويت.
في مجال التعليم:
كانت فكرة إنشاء أول مدرسة نظامية بالكويت عام ۱۹۱۰ م محكا حقيقيا لأهل الخير والإحسان المحبين للعلم والتعليم من وجهاء الكويت فعندما ألقي السيد ياسين الطبطبائي رحمه الله كلمة أثناء الاحتفال المولد الشريف أهاب فيها بالحضور بالتبرع لإنشاء المدارس التي تخلص الأبناء من ظلام الجهالة وقام الشيخ يوسف بن عيسى بجمع التبرعات من التجار وأهل الخير كان للمحسن هلال المطيري دور بارز فيها حيث تبرع بخمسة آلاف روبية لبناء المدرسة المباركية.
العناية بالمساجد:
مسجد هلال أسس هذا المسجد في بادئ الأمر رجل محسن يسمى براك الدماج في حي العوازم ولما بدأ المسجد متهدما جدده المحسن هلال المطيري وأنفق في تجديده أموالا كثيرة فأقيمت فيه صلاة الجمعة بعد توسعته وأوقف بيوتا وحوانيت للإنفاق عليه منها على ما يحتاجه المسجد من مصروفات وصيانة وسمي باسمه.
مسجد المناعي:
كان في أسس هذا المسجد في بداية الأمر المحسن عيسى المناعي ١٣١٤هـ - ١٨٩٦ وأقام بناءه كل من المحسنين لإبراهيم إسحق ولما بدا متهدما وضاق بالمصلين قام المحسن هلال المطيري بتجديده في عام ١٣٤٤هـ -١٩٢٥م.
كما ساهم السيد هلال في مسجد أحمد عبد الله في الشرق وساهم أيضاً في مسجد الفحيحيل القديم.
مقبرة هلال:
ولنعم الدار دار الآخرة هكذا عمل المحسن هلال المطيري واشترى بماله في الدنيا دارا للآخرة ينتفع بها المسلمون فقد تبرع بقطعة أرض واسعة لتكون مقبرة يدفن فيها أموات المسلمين وقد سميت مقبرة هلال.
إحسانه إلى المحتاجين:
بعد انتهاء معركة الجهراء ۱۳۳۹ هـ - ۱۹۲۰م في عهد الشيخ سالم المبارك كانت الخسائر كبيرة من الجانبين فقام المحسن هلال المطيري بتقديم العون للأسر التي فقدت عائلها ووزع أربعين ريالا لكل أسرة متضررة.
حدث أن رجلا كفيفا عرف بخفة ظله جاءه وهو جالس في حانوت تجاري للسيد زيد الخالد في سوق التجار القديم ووجه الرجل كلامه لصاحب الحانوت مازحا وقال : جئت أشكو إليك هلال وهو يعلم بوجوده من صوته فقد انقض على بعض تمرات في يدي كنت انوي الغداء بهم قبل ثلاثين سنة وأنا جالس عند مسجد ابن فارس" فضحك هلال وقال: أما نسيتها؟ فقال الرجل الكفيف : ينسى الصافع ... ولا ينسى المصفوع وهو تجمل وسماحة أعطاه المحسن هلال المطيري خمسين روبية فانصرف الرجل الكفيف مسرورا حمد الله داعيا له بالرزق.
المشاركة الاجتماعية:
كان للمحسن هلال المطيرى مواقف ونشاطات اجتماعية لخدمة وطنه فقد شارك في أول مجلس شورى شهدته الكويت في عهد المرحوم الشيخ احمد الجابر وكان ذلك في رجب ۱۳۳۹ هـ أبريل ۱۹۲۱ م وقد ضم المجلس اثني عشر عضوا ستة من الحي الشرقي وستة من الحي القبليي وكان المرحوم هلال المطيري ضمن أعضاء الحي الشرقي.
وفاته:
توفى المحسن هلال المطيري عام ١٣٥٧هـ - ١٩٣٨ -۱۹۳۸م بعد حياة مليئة بالكفاح كان فيها صادق أمينا صاحب رأي ومشورة وحكمة وتدبير فنال توفيق الله تعالى وحبة الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين) . بيت الزكاة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1422هـ - 2001م.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%201.pdf