أحمد عبدالعزيز القطان

النشأة:
ولد الشيخ في منطقة المرقاب 6/12/194. وكان أكبر أشقائه، وله خمسة أشقاء وثلاث شقيقات، تأثر كثيراً بوالده عبد العزيز، حيث كان شاعراً للشعر الشعبي (الزهيريات) ومحباً لقراءة الشعر العربي الفصيح، كما أن جارهم من عمالقة شعراء الكويت (الشاعر فهد بورسلي) كان يأخذه والده إلى الشاعر بورسلي، ويقرأ الكثير من شعره أمامهم، ويشرح المعلقات، فتأثر كثيراً شيخنا و أصبح شاعراً وحافظاً للشعر في سن مبكر، وجريئاً في التحدث أمام الناس، إلا أنه في بداية شبابه تأثر بالفكر اليساري وبدأ يغشى مجالسهم، ثم ما لبث أن تركهم، وانتمى إلى التيار الإسلامي الذي بدأ زخمه يزداد في بداية السبعينات .
الدراسة:
تلقى تعليمه الأول في الكتاتيب على يد الملا مرشد ثم ملا فهد، ثم درس الابتدائي في مدرسة قتيبة ثم التعليم المتوسط في مدرسة الشامية ثم في الخليل بن أحمد في منطقة كيفان، ثم درس في معهد المعلمين في منطقة الدسمة وتخرج عام 1969م.
الشيوخ الذين تتلمذ على اأيديهم:
تلقى العلم على يد عدة مشايخ منهم:
- الشيخ محمد الشايجي في كيفان.
- الشيخ حسن أيوب.
- الشيخ حسن طنون.
- الشيخ جاسم الرماح.
- الشيخ عمر الأشقر.
إسهامات الشيخ:
من إسهاماته أثناء الغزو العراقي الغاشم ساعد في إدخال الإمدادات المادية للأسر الكويتية كما ساهم في توحيد الصفوف وطمأنة القلوب وكسب تأييد الشعوب عبر السفر إلى البلدان العربية والأجنبية وشرح القضية الكويتية في لقاءات جماهيرية حاشدة كما حدث في الجزائر وفرنسا وبريطانيا وأميركا حتى تم التحرير بفضل الله تعالى.
دعم الطلبة المغتربين:
ساهم الشيخ في دعم أبنائنا الطلبة المغتربين كمستشار لهم منذ عام 1984م، من خلال المشاركة في مؤتمراتهم وملتقياتهم السنوية سواء في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أو رابطة الشباب المسلم العربي متبنياً جميع قضايا المسلمين منذ عام 1984م وحتى عام 1994م.
العمل الخيري:
عمل الشيخ مستشارا في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في العديد من القارات مثل دول أفريقيا والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها، وكذلك العمل في لجنة التعريف بالإسلام الداعية إلى نشر وتعريف الدين الإسلامي لغير المسلمين.
العمل:
تخرج من معهد المعلمين، وعين معلماً في منطقة حولي، ثم في مدرسة عبد الله بن رواحة. ثم أصبح رئيس قسم، ثم وكيلا في مدرسة المأمون بالشامية ثم وكيلًا لمدرسة عبد الله بن رواحة في الروضة، ثم انتقل إلى قطاع الدراسات والبحوث الإسلامية في وازرة الأوقاف، ولكن أهم الأعمال التي قام بها حتى مماته هي الخطابة في مساجد الكويت.
الخطابة:
منذ صغره كان متميزاً بالإلقاء في طابور الصباح في مدرسة الخليل بن أحمد في كيفان، محباً للقراءة والشعر، حيث كان متأثراً بوالده وبالشاعر فهد بورسلي أحد أبرز شعراء الكويت في العهد القديم والذي كان جارهم، وعند نضوجه والتحاقه برجال جمعية الإصلاح ، وتعرفه على الشيخ حسن أيوب وتأثره الكبير به، كان مهيئاً أن يكون وريثاً للشيخ حسن أيوب والشيخ طايس الجميلي، والذين كانا بارزين آنذاك، وعند مغادرتهما أرض الكويت بدأت رحلة الخطابة تشق طريقها في حياته، فبدأ في منطقة الجهراء، مسجد عبد المحسن البسام، ثم انتقل إلى الدوحة، مسجد أحمد عبد العزيز القطان، والذي سمي باسمه بعد وفاته، ثم انتقل إلى كيفان، مسجد راشد العلبان، ثم انتقل إلى السالمية مسجد المزيني، ثم انتقل إلى قرطبة مسجد علي الكليب، ثم انتقل الى جابر العلي مسجد جابر العلي، وأخيراً انتقل إلى منطقة الوازارت مسجد جابر الصباح بالإضافة إلى أعداد لا تحصى من الدروس والخواطر في ديوانيات الكويت ومساجدها، ومعظم خطباء جمعية الإصلاح الذين جاءوا من بعده كانوا متأثرين بطريقته وانفعاله.
وإن من أبرز التغيرات في أسلوبه الخطابي بعد التحرير هو انتقاله من أسلوب التثوير إلى التنوير ومن الثورة إلى الصحوة.
أبرز الصفات:
تجمعت الكثير من الخصال والصفات الأخلاقية العالية في شخص الشيخ رحمه الله، فقد كان بشوشاً، أليفاً يؤلف، شاعراً، ذو بديهة، يبدأ حديثه (إني أحبكم في الله) رقيقاً، متودداً لإخوانه، قريباً من أبنائه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، محباً للدعوة، يتحرق قلبه على واقع المسلمين، وبالرغم من هذه الصفات المتكاثرة إلا أن من أبرزها:
الرفق واللين:
كانت هذه الصفة بارزة في حياته مع أبنائه وخدمه وأصدقائه، والناس أجمعين، وكان دائماً يردد الحديث «ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه، ولا نزعَ من شيءٍ إلَّا شانَه» لا يقوله بلسانه بل كان يترجمه في الواقع مع الأقرباء والأصدقاء، والناس أجمعين.
الكرم:
لم يكن غنياً، ومورده الوحيد هو الراتب، إلا أنه كان كثير الإنفاق، ولا يبق من راتبه شيئاً، وكان ينفق من غير عد، وكان أبناؤه يرون الفقراء عندما كان يوصلهم إلى المدارس، ويسألونه المساعدة، فينفق ما كان لديه، وكان كريماً بالجهد، والعلم، لا يرد سائلًا يسأله.
سخاء العاطفة:
كان متميزاً في نوع من السخاء، وهو سخاء العاطفة، فكان كثير المراعاة للفقراء والمساكين، والمبتعثين من الدول الفقيرة، يضمهم إلى صدره، ويقول لهم أنا والدكم، ويقبل رؤوسهم، فيتعجبون من ذلك، فيرد إنني أقبل الرأس الذي حوى العلم، وكان ينتقي الكلمات الجميلة، والعبارات الدافئة وينشرها بين الناس، لذلك كثر أحباؤه، من جميع الجنسيات.
الجرأة والشجاعة:
كان يحب الخلوة لوحده في الصحراء، وكان يقول كلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وقد تعرض للكثير من محاولات الاغتيال من عدة أنظمة عربية، ولكنه لم يتوقف عن قولة الحق، خاصة (خطبة حماه) وما كان يثنيه عن الخروج لوحده، ونومه في الصحراء وحده، ويمشي إلى المسجد لوحده، ولكنه كان متوكلًا على الله، ويثق بالله، بعد أدعية الصباح والمساء.
حب القراءة:
كان قارئاً من الطراز الأول، ويحب الشعر، ويحفظ كما كبيراً منه، وكان جده يوصيه أن يذهب إلى مكتبة الرويح أقدم مكتبة في الكويت، ويشتري كتباً ليقرأ على كبار السن في ديوانية والده، فقد نما فيه حب القراءة وحب الشعر من صغره بتأثير والده، وكان من حرصه للقراءة، يذهب إلى بغداد ويذهب إلى شارع المتنبي المشهور ببيع الكتب ليشتري الكتب، حتى وهو على الأجهزة في آخر حياته، ما كان يتوقف عن القراءة رحمه الله.
إصلاح ذات البين:
كان حريصاً على إصلاح ذات البين، سواء بين الأهل أو الأقرباء أو غيرهم، حتى أنهم كانوا يستعينون به للإصلاح بين الأسر، خاصة في قضايا الإرث، وحتى دول الخليج ينادونه للإصلاح بين الأسر، وكان يتوجه في سيارته إلى بعض دول الخليج ليصلح بينهم.
السعي في حاجة الناس:
كان حريصاً جداً في السعي لقضاء حوائج الناس.
التفاؤل:
بالرغم من سوداوية الواقع العربي والإسلامي إلا أنه كان متفائلًا، مبتسماً، ويشيع التفاؤل بين الناس وحسن الظن في الله.
التواضع:
كانت أبرز صفاته التواضع، ويتنازل للجميع للصغير والكبير، والخدم، وعمال النظافة، وكان دائماً في جيبه عطر يسميه (توقيع المحبين) يعطر فيه من يلقاه سواءً صديقاً أو خادماً أو عاملًا.
الصبر:
كان صبوراً، على الابتلاءات، كالأمراض، وخسارة المال، وقد تحمل أعباء التربية لأشقائه الصغار، بعد وفاة والده وتركه للكثير من الأبناء، فقد تحمل تربية أبنائه وأشقائه، ورعاية والديه.
سلامة الصدر:
ما كان يحمل في صدره غلًا لأحد، حتى من أساءوا إليه، وكان أبناؤه يطلبون منه أن يرد على من يسيئون إليه في الصحافة، ولكنه كان يرفض، ويفضل العفو، ويقول: رفعت ملفهم عند قاضي السماء، وقوله: اللهم إني عفوت فاعفُ، وكان يعلم أبناءه وأحفاده العفو عند نومهم عن كل من أساء إليهم.
مؤلفاته:
ألف الكثير من الكتب منها:
- سلسلة اللمسات المؤمنة للأسرة المسلمة.
- سلسلة تربية الأولاد في الإسلام. سلسلة خواطر داعية.
- سلسلة العفن الفني.
- سلسلة قراءة لكتاب رياض الصالحين. سلسلة ثورة الشعụ الفلسطيني. سلسلة السيادة لله.
- سلسلة إعداد الفاتحين. سلسلة مفاتيح الجنة.
- سلسلة مع الشباب.
وفاته:
توفي الشيخ أحمد القطان رحمه الله في يوم الاثنين بتاريخ 22 شوال 1443هـ الموافق 23 مايو 2022م بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة أدخل على أثرها العناية المركزة في مستشفى جابر الأحمد، وخلال ساعات تدهورت حالته الصحية ليعلن الفريق المشرف على حالته الصحية وفاته عن عمر ناهز 76 عامًا، وقد دُفن في مقبرة الصليبخات عصر يوم الثلاثاء 23 شوال 1443هـ الموافق 24 مايو 2022م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح (دولة الكويت، المجموعة الخامسة). إعداد: عادل سعد العصفور؛ مراجعة: عبدالحميد جاسم البلالي. ط1، 2024.
الموقع الإلكتروني: