فيصل سعود فهد الزبن

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
مراجعة ١٤:١٦، ١٠ مايو ٢٠٢٥ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

المولد والنشأة:

فيصل سعود الزبن
فيصل سعود الزبن

ولد المحسن فيصل سعود الزبن في عام 1329هـ الموافق لعام 1911م، بمنطقة القبلة في دولة الكويت، حيث نشأ وتربى في حي من أحياء تلك المنطقة التي كانت تجمع أهالي الكويت، وتحديداً في فريج الغنيم، في منزل عائلة الزبن، وكان الذين يعملون في البحر يسكنون تلك المنطقة غالباً لقربها من شاطئ البحر.

وهذه النشأة في حي القبلة بين أهله وأبناء منطقته، أثرت في حياته تأثيراً طيباً بعد ذلك، حيث نشأ على حب الناس وحب مساعدتهم، واحترام الجوار، والإنفاق في سبيل الله تعالى.

أوجه الإحسان في حياته:

كانت المشاريع الخيرية للمحسن فيصل الزبن – رحمه الله - متنوعة وقاصدة لفائدة العدد الكبير من المسلمين، حتى يمتد أثرها في الزمان والمكان، فمنها المساجد والمستشفيات، ومنها كذلك دعم المسلمين في أنحاء العالم بما تيسر له.

أولاً: عمارة المساجد:

بشر النبي صلى الله عليه وسلم من بنى بيتاً من بيوت الله تعالى في الأرض"من بنى بيتاً من بيوت الله تعالى في الأرض، بأن الله تعالى يبني له بيتاً في الجنة". ولذا فقد بنى المحسن الكريم فيصل الزبن - رحمه الله - ثلاثة مساجد اثنان منها بمصر، والثالث في لبنان.

أولاً: في مصر:

كان بمصر مسجدان متهالكان، هجرهما المصلون لقدم البناء وضعفه وخشية انهياره، بعد أن كانا عامرين بالمصلين الذاكرين.. فتبدل حالهما حتى شكت أرضهما من قلة الساجدين، وبكت جدرانهما لفقد أصوات الذاكرين.

فهيأ الله لهما المحسن فيصل الزبن - رحمه الله - ليحمل على عاتقه مهمة إعادة الحياة لهذين المسجدين، فقام بالمهمة على أكمل وجه وأحسنه، وكانت هذه هي فقط المعلومات التي عرفها أولاده عن هذين المسجدين بعد وفاته وهي مؤكدة منهم.

ثانياً: في لبنان:

تاقت نفس المحسن فيصل الزبن - رحمه الله - لنشر عمله الخيري ليمتد لأماكن أخرى، فقام بإعادة بناء بعض المساجد التي دمرت في دولة لبنان الشقيقة، التي مزقتها الحرب الأهلية.

فسعى - رحمه الله - إليها وقام بتوفيق من الله تعالى ببناء مسجد ثالث هناك على نفقته، ولم يدر أحد أيضاً مكانه بالتحديد، حتى بعد وفاته، وكان ذلك حرصاً منه - رحمه الله - على أن يخفي صدقاته ليلحق بركب الحديث الشريف عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿..وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ..﴾.

بناء المستشفيات وتجديدها:

يتألم المسلمون المخلصون لآلام من يرونهم من المرضى، ويتمنون مساعدتهم بكل السبل لتخفيف آلامهم، ومن هؤلاء المحسن فيصل سعود الزبن - رحمه الله - الذي سعى إلى عمل يساعد به المرضى، فقرر أن ينفق من أمواله لتجهيز إحدى المستشفيات بمنطقة الصباح الصحية، لينال الأجر - إن شاء الله - بكل مريض يعالج فيها، وينعم بدعوة مستجابة من كل سقيم وجد شفاءه عندها.

فتبرع - رحمه الله - بمبلغ ثلاثمائة ألف دينار لتجديد وتجهيز الجناحين السابع والثامن في مستشفى ابن سينا، أنفقها بمشاركة أخته طيبة سعود الزبن، للمساهمة في تخفيف آلام الكثير من المسلمين في هذا المستشفى، ولتكون صدقة جارية لهما إلى ما شاء الله رب العالمين. وقد دفع هذا المبلغ ورثته بعد وفاته من ماله الذي أوصى به لهذا العمل الخيري المبارك.

وشاء الله تعالى بقدرته أن يفارق هذا المحسن الكريم الحياة ولا يرى افتتاح هذا العمل المبارك، فقد توفي قبل الافتتاح الذي تم في شهر الله المحرم عام 1421هـ، الموافق مايو عام 2000م، نسال الله تعالى أن ينال ثواب ما أداه من عمل، مصداقاً لقوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26)}. سورة يونس.

تبرعاته لنصرة إخوانه في مختلف الأقطار العربية والإسلامية:

لا يخفى على كل من عرف المحسن فيصل سعود الزبن - رحمه الله - حبه لكل الناس وحرصه على إسعادهم، فكم كان يحزنه أحوال من يراهم من المسلمين وحاجتهم وفقرهم، فما كان منه إلا أن يتحرك لنصرتهم وإعانتهم، وهذه بعض مساهماته في هذا المجال:

تبرعه لأهل مصر بعد العدوان الثلاثي:

كانت مصر ولا تزال مطمعاً للدول الاستعمارية على مر التاريخ، سواء في العصور القديمة أو العصر الحديث، وابتلي المصريون كما ابتلي الفلسطينيون تماماً بالاحتلال الإسرائيلي، ونظراً لدعمها للقضية الفلسطينية، ودفاعها عن حقها في امتلاك قناة السويس، وهي جزء من أرضها، دهمتها قوات ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956م، فدمرت مدن القناة وخاصة مدينة بورسعيد الباسلة.

فما كان من الشعب الكويتي الشقيق إلا أن وقف وقدم العون لمصر الشقيقة الكبرى، وكان من المتبرعين في القائمة الأولى لتجار الكويت التي نشرت في صحيفة "الكويت اليوم"، المحسن فيصل سعود الزبن - رحمه الله - الذي تبرع وقتها بخمسة وعشرين ألف روبية (25000 روبية)، حتى يتمكن الشعب المصري من تجهيز جيشه بأحدث الأسلحة، ودفع العدو الغادر عن أرضه، وبناء ما دمره الاحتلال. فكانت هذه لفتة طيبة وتبرعاً مباركاً يوضع في ميزان حسناته إن شاء الله.

مساعدة اللاجئين الأفغان عام 1981م:

لاقى الشعب الأفغاني منذ حربه ضد الاحتلال السوفيتي عام 1979م، مصاعب عدة حولت عدداً كبيراً منه إلى لاجئين في الدول المجاورة، واحتاج هذا الشعب للدعم من إخوة العروبة والإسلام.

وقد نظمت دولة الكويت كعادتها حملات متعددة لجمع التبرعات، كان من المتبرعين لها المحسن فيصل سعود الزبن - رحمه الله - حيث تبرع في 30 يوليو عام 1981م، بمبلغ ثلاثة آلاف وخمسمائة دينار كويتي (3500 دينار)، أنفقها ابتغاء رضوان الله تعالى ونصرة لإخوة العقيدة.

تبرعه لإغاثة الشعب العراقي:

قضى العراقيون ثمانية أعوام حالكة السواد في حرب إيران، التي أكلت الأخضر واليابس، وصار العراقيون في حاجة ملحة للإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم، فتحرك المحسن فيصل الزبن - رحمه الله - وتبرع لهم بطيب أصله وكرم معدنه بمبلغ خمسة وعشرين ألف دينار كويتي (25000 دينار)، ضمن قوافل المعونات التي قدمتها الكويت لإعانة إخوانهم العراقيين في عام 1986م.

تبرعه لنصرة المسلمين في إريتريا:

تعرض الشعب الأريتري المسلم لاضطهاد كبير، حينما أراد الدفاع عن أرضه وعرضه ضد المحتل، واستنجد هؤلاء المسلمون المستضعفون بإخوانهم في الكويت، فهب الكثير لنصرتهم، وكان منهم المحسن فيصل الزبن - رحمه الله - الذي تبرع عام 1981م بمبلغ ألفين وخمسمائة دينار كويتي (2500 دينار) لصالح هذا الشعب.

تبرعه لدعم لمجهود الحربي الكويتي:

في عام 1994م بعد أن نعم الكويتيون بتحرير أرضهم من براثن الاحتلال العراقي لوطنهم، وادعاءاته وظلمه للكويت وأهلها، متجاهلاً القوانين الدولية والحقوق التاريخية لشعب الكويت، وبعد خروجه مدحوراً ذليلاً من البلاد، أعلن أنه سيعيد الكرة مرة أخرى لاحتلال الكويت، وحشد جيوشه في ذلك الوقت على الحدود المشتركة، فهب الكويتيون على بكرة أبيهم لدعم المجهود الحربي وتقوية الجيش والدفاعات لصد أي هجوم محتمل من جانب هذا النظام الغادر، وكان في طليعة المتبرعين المحسن فيصل سعود الزبن الذي شارك بخمسين ألف دينار (50000 دينار)، لنصرة حق وطنه والدفاع عنه.

مسجد فيصل سعود الزبن:

وقد أسس هذا المسجد ورثته باسم والدهم وفاء له – رحمه الله – في منطقة جنوب السرة بضاحية حطين في قطعة (3) عام 1998م، بواسطة الأمانة العامة للأوقاف، وبلغت التكلفة الإجمالية للمسجد أربعمائة ألف دينار كويتي (400000 د.ك)، وتأسس على الطراز الإسلامي الحديث والبسيط، وتميز بوجود مئذنتين كبيرتين تلفتان نظر الرائي من بعيد.

وفاته:

توفي المحسن فيصل سعود الزبن - رحمه الله - بعد عمر حافل بالعطاء، وبعد أن ترك عملاً صالحاً ينفعه – إن شاء الله تعالى - بعد وفاته، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ).

وقد لقي المرحوم بإذن الله تعالى فيصل الزبن وجه ربه سبحانه، في 22 شوال عام 1418هـ، الموافق 19 فبراير عام 1998م.

الكلمات الدالة:

محسنون من الكويت - عمارة المساجد - الأعمال الخيرية والإنسانية.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج7، 2003.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%207.pdf