شيخة السيد إبراهيم الرفاعي
المولد والنشأة:

ولدت المحسنة شيخة السيد إبراهيم السيد صالح الرفاعي رحمها الله في الثاني عشر من ذي القعدة عام ١٣٤٣هـ الموافق للثالث من يونيو عام ١٩٢٥، في فريج الخالد قرب المدرسة القبلية، ونشأت في بيت خال والدتها السيد ياسين الرفاعي، وهي الوسطى بين أختين أخريين الكبرى (منيرة) والصغرى (شريفة)، بالإضافة إلى أخيها هاشم الذي توفي في السادسة من عمره.
أوجه الإحسان في حياتها :
كانت المحسنة شيخة الرفاعي رحمها الله تقر بنعم الله تعالى عليها، وتحرص على شكره من خلال الإنفاق في سبيل الله، قائلة: «المال الذي معنا أودعه الله عندنا وهو ليس ملكنا ، بل لنكون وسطاء لتوصيله إلى من يستحقه». فكانت كريمة سخية تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر، تنطلق في ذلك من قناعتها بأنها مستخلفة في هذا المال، لقوله تعالى: وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) الحديد : (۷).. ومن هذا الفهم العميق لفلسفة المال والثروة كانت غاية متعتها إدخال السرور على قلب المسلم وغير المسلم، حسبة لله تعالى وابتغاء مرضاته.
ومن مشاريعها وأعمالها الخيرية ما يلي:
1- بناء وتجهيز روضة شيخة الرفاعي وعبد اللطيف الطبطبائي في جمهورية البوسنة
اتسعت دائرة الإحسان للمحسنة الكريمة شيخة الرفاعي رحمها الله، فتجاوزت حدود الكويت إلى مختلف بلاد المسلمين في أكثر من مكان، حيث قامت رحمها الله بتنفيذ العديد من المشروعات الخيرية، ومنها بناء وتجهيز روضة شيخة الرفاعي وعبد اللطيف الطبطبائي في جمهورية البوسنة والهرسك عام ٢٠١١م. وقد تحملت رحمها الله تعالى تكاليف بناء وتأسيس الروضة كاملة من ميان وإنشاءات وأثاث وفرش وأجهزة وغيرها، وهي مبالغ ضخمة آثرنا عدم ذكرها في هذا المقام وفقا لرغبة أبنائها وبناتها الكرام حفظهم الله.
2- المساهمة في تأسيس مبنى مركز الرعاية النهارية بمحافظة الأحمدي
تبرعت رحمها الله للجمعية الكويتية لرعاية المعاقين في ۱۹۹۸/۱/۲۸ مساهمة في تكاليف إنشاء أحد الفصول الدراسية بمركز الرعاية النهارية التابع للجمعية بمحافظة الأحمدي، ويقع المركز في منطقة جنوب الصباحية بجوار حديقة مرح لاند، وقد طلبت يرحمها الله تسمية الفصل باسم زوجها السيد عبد اللطيف السيد ياسين الطبطبائي، كما تبرعت لتغطية تكاليف تأثيث الجناح المذكور. وعرفانا بذلك من القائمين على المركز منحتها الجمعية شهادة شكر وتقدير.
3- بناء وتجهيز قاعات بالمركز الثقافي النسائي نحلة في سراييفو
تنوعت أعمال الخير التي ساهمت فيها المحسنة الكريمة شيخة الرفاعي رحمها الله، وكانت حريصة على المشاريع التعليمية والاجتماعية في أوروبا وتمثل ذلك في اختيارها لنوعية المشاريع التي ساهمت فيها، فقد تحملت رحمها الله مع آخرين تكاليف تأسيس وبناء وتجهيز قاعات ثقافية متنوعة بالمركز الثقافي النسائي «نحلة» في مدينة سراييفو عاصمة البوسنة، الذي افتتح بحمد الله عام ٢٠٠٧م.
4- بناء وتجهيز قاعات بالمركز الثقافي النسائي "الصديقة" في مدينة بيهاتش
كما قامت رحمها الله ببناء وتجهيز قاعات بالمركز الثقافي النسائي الصديقة في مدينة بيهاتش في البوسنة والهرسك، الذي افتتح عام ٢٠١١م.
5- بناء وتجهيز قاعات بمركز الدرة الثقافي النسائي في مدينة توزلا
قامت المحسنة شيخة الرفاعي يرحمها الله بتجهيز قاعة المكتبة في المركز الثقافي النسائي «الدرة» الذي تأسس في مدينة توزلا بالبوسنة والهرسك) وافتتح عام ٢٠١٥م، وهو مجمع رائد في نوعه واختصاصه وشمول خدماته تأسس على نفقة مجموعة من المحسنين الكويتيين.
6 - مشروعات تنموية في البوسنة
التوفيق إلى الخير هبة من الله تعالى يهبها لمن يشاء ممن أحب من عباده الصالحين، وقد شاء الله تعالى بقدرته الشيخة الرفاعي رحمها الله أن تكون مضربا للمثل في العمل الخيري، حيث لم تكتف رحمها الله بما قدمت من مشروعات لصالح المسلمين في البوسنة والهرسك بل سارعت بالمساهمة في مشروعات تنموية مهمة هناك
مثل كفالات الأيتام، وتوفير وسائل التدفئة وتوفير الجرارات الزراعية التي من شأنها تأهيل سكان القرى المتاخمة للحدود السياسية للبوسنة، وتوفير مصدر رزق دائم لهم.
7- مساهمات خيرية وتبرعات أخرى
- ووفق رواية موثقي هذه السيرة الطيبة؛ فإن المحسنة شيخة الرفاعي رحمها الله كانت تقدم الدعم المادي الكبير للكثيرين، وهو ما لا يمكن الإفصاح عنه بالأرقام والأسماء صوناً لمن ساعدتهم وحفظاً لسرها وذلك إجمالاً على النحو التالي:
- مساعدة ورعاية بعض الطلبة الكويتيين في إفريقيا وبريطانيا، خاصة وقت الغزو العراقي الغاشم للكويت عندما كانت تذهب لقضاء عطلة الصيف عند أحد أحفادها أثناء دراسته الجامعية في أمريكا .. فكانت رحمها الله تحضر ظرفاً من المال لكل طالب من أصدقاء حفيدها التساعده، وتقول: «أنا أمكم، وهذا أحد الأسباب الذي جعلها تستحق أن يطلق عليها لقب أم الجميع.
- كانت رحمها الله تلبي احتياجات المرضى الخليجيين بشكل عام من خلال بعض المساعدات المادية، ومن خلال إعداد الأكل الكويتي لهم أسبوعيا الدرجة أنهم أطلقوا عليها لقب «أم الخير»، فضلاً عن علاج خدمها وبعض أقاربها غير الموسرين في أرقى مستشفيات لندن إذا اقتضى الأمر.
- كانت سخية مع خادماتها لدرجة تكفلها رحمها الله بتكاليف تحجيج آباء وأمهات خادماتها وهم في بلادهم، بل كانت تجود بأكثر من الاحتياج الفعلي لحملة الحج مثل ثمن الأضحية، وعيدية أهل الخدم.
- كانت تفطر عدداً كبيراً من الفقراء والمحتاجين بشكل يومي في منزلها الخاص أو خارجه، ومن الطرائف التي تروى في هذا الأمر أن بعض الخدم والفقراء من الأحياء الأخرى كانوا يتركون بيوتهم، ويأتون للإفطار عندها لعنايتها بهم .. وكانت تقوم بتوزيع العيدية عليهم في نهاية شهر رمضان الكريم.
- حرصت رحمها الله على كفالة عشرات الأسر المتعففة، ومساعدة كثير من المحتاجين وكانت دائما تتفقد الفقراء في مساكنهم بنفسها، وتحرص على إخفاء شخصيتها الحقيقية من خلال إخفاء وجهها .. لتملأ ثلاجاتهم بنفسها، ولم يعرف أبناؤها بهذا الأمر إلا بعد وفاتها من إحدى صديقاتها المقربات التي كانت هي الأخرى تذهب معها .
وفاتها
وبعد رحلة زينت بوسام العمل الخيري والإنساني داخل الكويت وخارجها. وبعد عمر ناهز التسعين عاما، توفيت المحسنة شيخة الرفاعي في الثالث والعشرين من ربيع الأول عام ١٤٣٥هـ الموافق الرابع والعشرين من يناير عام ٢٠١٤م بعد دخولها المستشفى الصدري بنحو ٥٤ يوما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
سلسلة مُحسنون من بلدي. إصدار بيت الزكاة - الكويت، الجزء الحادي عشر، 2016م.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%2011.pdf