حمد عبدالمحسن المشاري

مراجعة ٠٥:٠٢، ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

المولد والنشأة:

 
حمد عبدالمحسن المشاري

ولد حمد عبدالمحسن المشاري، عام 1325هـ الموافق لعام 1907م تقريباً، في منطقة القبلة من مدينة الكويت، الذي كانت الأسرة تسكنها وبالتحديد في (سكة عنزة)، وتقع شمال سوق السمك واللحم والخضار الجديد داخل مدينة الكويت.

وتنتسب أسرة المشاري إلى قبيلة عنزة بأرض نجد، ويروي الثقات أنهم هاجروا إلى الكويت مع من هاجر من القبائل العربية الأخرى في القرن الثامن عشر في عهد الشيخ عبدالله بن صباح الذي حكم البلاد في الفترة من عام 1762م إلى عام 1812م، واستوطنت هذه الأسرة قلب مدينة الكويت في سكة عنزة، وأنجبت رجالاً كانت لهم أياد بيض في خدمة الكويت ونهضتها، ومن هؤلاء الرجال المرحوم حمد عبدالمحسن ثنيان المشاري.

بعد أن بلغ مبلغ الرجال، وأكمل العقدين من عمره، تزوج حمد المشاري - رحمه الله - عام 1926م، من سبيكة مشاري العريفان، ورزقه الله تعالى منها بذرية طيبة مباركة، وأنعم عليه من البنين والبنات بما كان يتمناه، فقد رزق من الأبناء: عبدالعزيز، ومحمد، وعبدالرزاق، وأحمد، وحامد، ومشاري، وست بنات.

تلقى يرحمه الله تعليمه الأولي في الكتاتيب، التي كانت بمثابة مدارس تلك الحقبة، منذ الطفولة وحتى مرحلة الصبا، ومن الكتاتيب التي درس بها مدرسة الملا بلال ومدرسة سيد عبدالوهاب الحنيان، التي التحق بها عام 1915م، وكانت أول مدرسة نظامية تفتتح في دولة الكويت، بجهود الخيرين من أهل الكويت. استكمل حمد المشاري يرحمه الله فيها رحلة تعليمه، وبعد ذلك رحلة حياته فكان من أول المنتظمين في صفوفها، بفضل الله تعالى ثم تشجيع ابن عمه أحمد خالد المشاري، حيث درس فيها مسك الدفتر، وهو ما كان يحتاج إليه التجار في ذلك الوقت.

ولما كبر حمد المشاري يرحمه الله عمل على تثقيف نفسه، فلم يكن يمر عليه يوم دون أن يقرأ ساعة أو ساعتين، وكان شغوفاً بمختلف أنواع العلوم ولاسيما الفقه واللغة العربية والتاريخ. ومن ثم تجمعت لديه ثقافات متنوعة صقلتها خبرة واسعة، وتجارب ناضجة في الحياة. عمقها عمله في تجارة العقارات والمواد الغذائية.

أوجه الإحسان في حياته:

لعل أبرز أوجه الإحسان والخير في حياة حمد عبدالمحسن المشاري يرحمه الله إنشاؤه عدداً من المساجد، يمكن بيانها كالآتي:

- مسجد عبدالعزيز حمد المشاري:

أراد المحسن حمد المشاري يرحمه الله أن يحول أحاسيسه الدفينة بفقد ابنه البكر عبدالعزيز إلى واقع عملي ملموس من خلال بناء مسجد جامع كبير في ضاحية اليرموك، فبنى يرحمه الله مسجداً لله تعالى عام 1982م، أسماه باسم ابنه عبدالعزيز - الذي افتقده في ريعان شبابه - ويقع في القطعة رقم 3 ، على شارع عبدالعزيز بن باز رحمه الله، مبتغياً بذلك العمل وجه الله تعالى، ووعده لبناة المساجد في قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: « مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ» رواه البخاري.

ومن فضل الله تعالى أن هذا المسجد شهد إحياء صلاة القيام في شهر رمضان المبارك من قبل أعداد غفيرة من الرجال والنساء، يؤمهم الشيخ خالد القصار والقارئ طلال المطر وآخرون، وكانت وزارة الإعلام تنقل وقائع صلاة القيام من هذا المسجد حتى تم إنشاء المسجد الكبير، وقد صدر أمراً سامياً إلى وزارة الإعلام لنقل صلاة القيام من مسجد عبدالعزيز المشاري وفاءً له وإحياءً لذكره الطيب، حيث كان رحمه الله ساعداً أيمن لصاحب السمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح من خلال كونه مدير مكتبه.

مسجد حمد عبدالمحسن المشاري بمنطقة جنوب السرة:

ومن فضل الله تعالى أن وهب العم حمد المشاري يرحمه الله الذرية الطيبة، التي حرصت - بعد وفاته - على أن تقتدي به وتسير على خطاه في عمل الخير، وهذا ابنه أحمد قد بنى مسجداً ضخماً في ضاحية حطين (بمركز الضاحية)، في منطقة جنوب السرة بمساحة قدرها 2500 متر مربع، وذلك وفاءً لأبيه وبراً به، أملاً في أن يكون هذا العمل المبارك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون.

- مساهماته في عمارة مساجد أخرى:

وحرصا من المحسن حمد المشاري يرحمه الله على تعدد أوجه الخير، فقد ساهم - كما يقول أبناؤه لمؤلف كتاب حمد المشاري سيرة وعطاء - في بناء مساجد لا يعلمها أحد إلا الله تعالى، فقد كان يستعين به أهل الخير لبناء المساجد لهم، نيابة عنهم أو مشاركة معهم. وأيضا استعانوا به في تأسيس وبناء المشاريع الخيرية الأخرى.

عطفه على الفقراء والمساكين:

كان يسارع - رحمه الله - إلى عمل الخير، عملاً بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه مسلم. وفي هذا المقام تقول ابنته الوفية هيفاء: كان أشد ما يحرص عليه يرحمه الله عمل الخير والصدقات؛ فكان ضعيفاً أمام المساكين البسطاء، يعين الضعيف، ويقيل العثرات، ويجبر الكسرات، ولا يرد سائلاً ولا يصد محتاجاً. ولم يكتف يرحمه الله بما تقدمه يداه، بل كان يحثنا دائماً على بذل الخير، وصنع المعروف من غير منّ ولا أذى؛ وكان يردد دائماً: «لا تكتمل السعادة إلا بإسعاد الآخرين».

وفاته:

امتد العمر بالمرحوم حمد عبدالمحسن المشاري حتى جاوز الثانية والتسعين. وكان كامل الوعي والنشاط. إلى أن جاء قضاء الله تعالى الذي لا مرد له، وسكن الجسد النابض بالحياة، فمرض يرحمه الله لأيام قليلة، لقي بعدها ربه بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء يوم الخميس الموافق 30/4/1998م (1419هـ) إثر نوبة قلبية.

الكلمات الدالة

محسنون من الكويت - عمارة المساجد - الأعمال الخيرية والإنسانية.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج8، 2008.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%208.pdf