حمد محمد صالح الشايجي

من ويكي خير
مراجعة ٠٤:٥٥، ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

المولد والنشأة

حمد محمد صالح الشايجي
حمد محمد صالح الشايجي

تنتسب عائلة الشايجي في الكويت إلى قبيلة الدواسر، وهم من آل زايد وزايد له فرعان سالم وصهيب وفي سالم عدة عشائر منها: الوداعين والرجبان، والشوايق من الرجبان ومنهم صالح الشايجي جد المترجم له المحسن حمد محمد صالح الشايجي الذي ولد في منطقة القبلة بالكويت عام ١٣٣١هـ الموافق لعام ۱۹۱۲م، وهو الابن الثاني لوالده بعد أخيه الأكبر حمود ثم جاء بعده إبراهيم وسليمان بالإضافة إلى أخواته الأربع عائشة وشيخة ووضحة وحصة. تعددت أعمال والده محمد صالح الشايجي وتفرعت نشاطاته، فكان صاحب أكبر منجرة في الكويت آنذاك، وكان طبيباً شعبياً، اشتهر بعمليات الكي وعمل خلطات التجبير وبعض الأدوية الشعبية. وكان صاحب حملة الشايجي للحج على الإبل وهي من أوائل الحملات الكويتية لتسفير الحجاج إلى بيت الله الحرام والمدينة المنورة عام ۱۹۳۲م تقريباً. وكان ديوانه معروفاً في منطقة القبلة، حيث توارثه الأبناء والأحفاد.

أوجه الإحسان في حياته

نظراً لتشعب وتعدد المشروعات الخيرية التي أسسها المحسن حمد الشايجي - رحمه الله، ستفصل الحديث عن أوجه إحسانه وفق أسماء الدول التي نفذ فيها أعماله الخيرية، حيث شملت - نوعياً - عمارة المساجد. وبناء المدارس، وحفر الآبار، وبناء مصانع النجارة والحدادة، وتأسيس مشاغل الخياطة، وغيرها من الحرف والمهن.

وقد بدأ المحسن حمد الشايجي - رحمه الله - في الخمسينيات خطه الخيري الفردي من خلال قيامه بجمع زكاة بيته وعائلته وتبرعاتهم وزكاة أموال بعض أصدقائه ومعارفه وغيرهم ممن يثقون فيه، ومن ثم حملها إلى الفقراء والمساكين بعد البحث عنهم ومتابعة أحوالهم داخل الكويت وخارجها وخاصة في منطقة الزبير وقد رافقه بعض أبنائه في هذه السفريات.

ثم اتسع مجال عمله الخيري وجمعه للمال في سبيل إقامة مشاريع خيرية إنتاجية فاتجه إلى كبار التجار والعائلات وأهل الخير والمحسنين من أهل الكويت الذين أولوه ثقة كبيرة حتى أصبح بمفرده جمعية خيرية متكاملة، نظراً الحجم الأعمال والمشروعات التي أنجزها للفقراء. واتخذ لنفسه منهجاً جديداً في العمل الخيري أوجزه - رحمه الله - في مقابلاته الصحفية بقوله: إقامة المصانع في البلاد الفقيرة مقدم على إقامة المساجد في بعض الحالات، فالمصانع تقضي على البطالة وأرباحها تبني المدارس والآبار، وهكذا اتجه - رحمه الله - إلى إنشاء مصانع الخياطة وورش النجارة وغيرهما، وتعليم أبناء العائلات والأسر الفقيرة لهذه المهن فتتعلم صنعة تتوارثها الأجيال وتم توفير فرص عمل وسبل عيش كريم الأجيال كفلت أسراً كاملة فيما بعد.

وقد تميز المحسن حمد محمد الشايجي - رحمه الله - بخبرته الواسعة في مجال بناء المساجد، فكانت له نظريته الخاصة في هذا المجال حيث رأى أنه من الأفضل بناء مساجد صغيرة في مناطق كثيرة وبعيدة أفضل من بناء مساجد كبيرة في المدن والعواصم، ومن كلماته المشهورة - رحمه الله - لأن ابني عشرة مساجد صغيرة خير للناس من تأسيس مسجد واحد. فإذا تبرع له أحد المحسنين بقيمة تأسيس مسجد كان يتكفل هو بنفقات السفر والإقامة والطعام والشراب من ماله الخاص، فكان - رحمه الله - يتكبد العناء في السفر والحافلات العامة والمواصلات العادية ليصل إلى أماكن بعيدة بدائية، للإشراف بنفسه على اختيار الموقع ومتابعة مراحل البناء.

وكان لديه - رحمه الله - دفاتر تضم أسماء الحالات الإنسانية (المحتاجين) تم إعدادها من قبل أقارب ومعارف ثقات حيث يقوم بتوزيع الأموال عليهم إلى أن توسع في العمل الخيري من خلال المساهمة في بناء المساجد ورعاية المساجد القريبة وتوفير مستلزماتها اليومية.

أولا : دولة الكويت

اتجه المحسن حمد الشايجي - رحمه الله - أولاً إلى مجال توزيع الزكاة والخيرات والنوافل على الفقراء والمساكين حتى أصبح لديه ما يشبه لجنة زكاة مصغرة مسجل فيها أسماء الحالات الإنسانية وأوصافها كاملة ثم قدم - رحمه الله - العديد من المساهمات الخيرية في مجال إنشاء المساجد وإعمارها، ومن ذلك تأسيسه - رحمه الله - لمسجد الشايجي على نفقته الخاصة في منطقة صيهد العوازم في غرب جليب الشيوخ أوائل الستينيات وقد هدم المسجد في إعادة تنظيم المنطقة، لأنه كان مبنياً من الطابوق ومسقوفاً بصفائح «الشينكو».

وقد ساهم - رحمه الله - وإخوانه في تأسيس مسجد عبد الرحمن الفارس المجاور المساكن الشايجي بمنطقة الفيحاء، حيث ظل طوال حياته مسؤولا على نفقته الخاصة - عن خدمات المسجد وصيانته من البخور والمشروبات والشاي والقهوة واللبن وغيرها، خاصة في شهر رمضان المبارك من كل عام وذلك قبل تهدم المسجد وبناء مسجد الوقيان مكانه.

ثانيا: المملكة العربية السعودية

حرص - رحمه الله - على المساهمة بسهم وافر من نشاطه الخيري في الشقيقة السعودية كالتالي:

-مسجد العجلان بالرياض

كان - رحمه الله - يمتلك قطعة أرض كبيرة مع إخوته في مدينة الرياض مقابل قصر العجلان وملاصقة لمسجد العجلان الذي أسسه العم محمد العجلان وعائلة العجلان، فلما تهدم المسجد وأرادوا توسعته، خاطبوا المحسن حمد الشايجي وإخوته، فبادر - رحمه الله - من فوره بالرد على العم محمد العجلان بموافقته على التبرع بنصيبه من هذه الأرض طالما هي لتوسعة المسجد أو لبناء المسجد الجديد عليها وكذلك أقنع إخوانه بالتبرع بنصيبهم فتبرعوا عن طيب خاطر لوجه الله تعالى لتوسعة مسجد العجلان المعروف حالياً بمدينة الرياض.

-التبرع بأرض ثمينة لبناء مسجد ومدرسة ومستوصف

المحسن حمد الشايجي - رحمه الله - كان يمتلك قطعة أرض كبيرة بمنطقة وادي الدواسر بالمملكة العربية السعودية مساحتها ٣٠ ألف متر مربع، لم يفكر في استثمارها كمشروع أو مصنع يدر له دخلا وفيرا، ولكنه تبرع بها لله - تعالى - فخاطب وزارة الأوقاف برغبته في تسليمها للوزارة.

- مسجد في وادي الدواسر

كان المحسن حمد الشايجي - رحمه الله - ذا نفس محبة للخير، يفيض قلبه حبا ورافة ورحمة بالناس جميعاً في كل مكان، ويود لو أن له ألف يد يمدها بالخير إلى مشارق الأرض، وهذه شهادة على تبرعه بمبلغ ٣٦٠٠٠ ريال سعودي لبناء مسجد في وادي الدواسر بالمملكة العربية السعودية مساحته ۱۰۰۰×۵۰۰ متر، منها ٣٠ ألفا قيمة الأرض و ٦٠٠٠ قيمة الحجر.

ثالثا: جمهورية أوغندا

من أوائل الدول الإفريقية التي سافر إليها - رحمه الله - وقام بتأسيس مشروعات خيرية فيها وقدم لأهلها المساعدات المادية والعينية، وفق ما جاء بجريدة الرأي العام يوم ۱۹۸۸/۲/۱۸ العدد رقم ۸۷۰۰، عن زيارته الأوغندا كأول دولة إفريقية يزورها، وأكدته تأشيرات الدخول والخروج الأوغندا في جواز سفره، ووفق ما ذكره الباحث في التراث الخيري الكويتي د . خالد يوسف الشطي في كتابه دراسة توثيقية للعمل التطوعي في دولة الكويت.

رابعاً : جمهورية السودان الديمقراطية

كان للقارة الإفريقية نصيب الأسد من رحلات ومشروعات حمد الشايجي الخيرية - رحمه الله، نظراً لما تعانيه هذه القارة السمراء من ظروف مناخية ومعيشية صعبة، جعلتها تعاني دائماً من الثلاثية القاتلة : الفقر والجوع والمرض. فتوالت رحلاته - رحمه الله - إلى السودان وكينيا والصومال وملاوي وتنزانيا وبحكم مهنته في التجارة كانت تأتيه أفكار حديثة في مجال توظيف القدرات واستثمار الطاقات، فعندما رأى شباباً أفارقة دارسين وليس لهم عمل، استورد لهم ورش نجارة من إيطاليا، لتدريبهم وتشغيلهم واتجه أيضاً إلى تشغيل وتدريب الشباب والطلاب الدارسين في المدارس والكليات والمعاهد المختلفة بحيث يعملون وينتجون ويكسبون رزقهم من عمل أيديهم، وينفقون أيضا على دراستهم، ثم يرسلون ما يفيض منهم إلى أهاليهم وأسرهم. ونفذ المحسن حمد الشايجي - رحمه الله - العديد من المشروعات الخيرية في السودان، ومنها مشروع توزيع الملابس وماكينات الخياطة ومشروع جمل لكل أسرة وعجل لكل أسرة ودراجة هوائية لكل أسرة ومشاريع حفر الآبار ومشاريع بناء وتأسيس المصانع الحدادة والنجارة، بالإضافة إلى بناء المساجد والمدارس ودور الأيتام، وهذه نماذج من المشروعات التي نفذها - رحمه الله - في السودان

- جمع الملابس وتوزيعها للفقراء تفتق ذهن المحسن حمد الشايجي - رحمه الله - عن فكرة خيرية جديدة على المجتمع الكويتي آنذاك، انتشرت حالياً وأصبحت مقبولة بين الناس، وقامت عليه جمعيات خيرية بذاتها، من خلال جمع الملابس المستعملة والملابس الجديدة قديمة الطراز الأستوكات بكميات ضخمة على نفقته الخاصة وتعبئتها في صناديق شحن وإرسالها إلى دول إفريقيا وخاصة السودان لتوزيعها على الفقراء.

ويروي أبناؤه أن والدهم - رحمه الله - كان يجتهد في البحث عن تجار الملابس الأستوك، ويجمع الملابس المستعملة بكميات كبيرة وأسعار زهيدة، ثم يضعها في صناديق كبيرة بمدخل المنزل ويشحنها إلى السودان والصومال وكينيا، وكان يستخدم أحيانا سفينة لسمو الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير الخارجية آنذاك، حيث كان يسمح له بتحميل هذه الشحنات لكونها في سبيل الله، وكون السفينة مغادرة لمصر ودول إفريقيا بلا حمولة مشروع توزيع ماكينات الخياطة وقد جاءت له فكرة هذا المشروع لخدمة الأرامل والأيتام، وهو من المشروعات الفريدة التي أقدم عليها - رحمه الله - لخدمة هذه الفئات، وتتمثل فكرته في شراء ماكينات الخياطة من مصدرها بلد المنشأ بكلفة أقل وتسليمها بواقع ماكينة لكل أسرة، ومن ثم تعليمها فنون الخياطة وطريقة التعامل مع هذه الأجهزة، وذلك بإشراف لجنة الدعوة الإسلامية وجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان وقاموا بعمل سجلات لهذه الأسر، وبفضل الله - تعالى نجح المشروع واستمر بلا توقف، وصارت النساء من ربات الأسر الفقيرة تعمل وتحقق دخلا وربحا وفيرا، فتحولت هذه الأسرة من مستهلكة معدمة إلى منتجة مثمرة بل وذات حرفة ومهنة تورثها لأبنائها من الأجيال اللاحقة ما يخلق أجيالا من أصحاب الحرف والمهن ما شكل خدمة اقتصادية للمجتمع ككل على المدى البعيد، وقد تعاونت معه عدة جهات لتنفيذ أعماله في السودان ومنها منظمة الدعوة الإسلامية وجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان.

مشروعاته بواسطة منظمة الدعوة الإسلامية

تعاون العم حمد الشايجي - رحمه الله - مع منظمة الدعوة الإسلامية في السودان لثقته الكبيرة فيها وفي أمينها العام السيد مبارك قسم الله زايد فقام - رحمه الله - بتدريب الشباب وتعليمهم الحرف عن طريق مكاتب منظمة الدعوة الإسلامية، وكان - رحمه الله - أثناء وجوده في السودان يقيم في منزل السيد مبارك قسم الله بمنطقة الرياض بالسودان، ولا ينزل في الفنادق العامة ذات التكلفة العالية.

وقد أسس - رحمه الله - عدداً كبيراً من المشروعات في السودان بواسطة منظمة الدعوة الإسلامية، وفيما يلي نماذج لهذه المشروعات من واقع خطاب مدير اللجنة:

1. عدد ۲ مصنعين (منجرتين) آخرين للنجارة أيضاً تم إرسالهما بناء على طلب المنظمة.

2. ثلاث مجموعات ماكينات نجارة كل مجموعة 10 ماكينات.

3. عدد حفارة واحدة مرسلة إلى شرق السودان.

4. عدد سيارة واحدة لاندروفر مرسلة إلى شرق السودان.

5. ثلاثة مصانع للنجارة تخصصت في إنتاج الأثاث الفاخر وحققت أرباحاً كبيرة.

6. كراسي متحركة للمعاقين في السودان.

7. عدد ٢ مصنع للنجارة (منجرتين) طلب - رحمه الله - من وزارة الأوقاف السماح له بالشراء من إيطاليا وشحنها للسودان لصالح منظمة الدعوة. الإسلامية بمبلغ ١٦ ألف دينار كويتي.

8. ثلاث مجموعات ماكينات نجارة كل مجموعة ١٠ ماكينات مرسلة إلى مكتب المنظمة بالصومال.

9. عدد سيارة واحدة لاندروفر مرسلة إلى مكتب المنظمة بالصومال.

10. عدد سيارة لاندروفر مرسلة إلى المنظمة.

11. شحنة ملابس

12. شحنة مايكروفونات.

وقد كان له أعمال إنسانية وخيرية في دول أخرى مثل المملكة الأردنية الهاشمية ومالاوي.

وفاته

وبعد رحلة طويلة ممتدة من العطاء. طولاً وعرضاً، شرقاً وغرباً، لبي المغفور له حمد الشايجي نداء ربه - تعالى - وتوفي يوم ١٩٨٨/٤/٢م، وقد شهد العزاء الكثير من أبناء دول إفريقيا وقالوا لأولاده جملة لا تنسى: "أنتم ما تيتمتم، لقد كان - رحمه الله - أبونا أكثر منكم".


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الكويت. بيت الزكاة. سلسلة محســـــــــنون من بلـــــــدي ، ج10، 2013.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%2010.pdf