ثنيان ثنيان الغانم

مراجعة ٠٤:٢٤، ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

المولد والنشأة

 
ثنيان ثنيان الغانم

ولد المحسن ثنيان ثنيان الغانم في عام ١٣١٦هـ الموافق لعام ۱۸۸۹م بالكويت وهو آخر أبناء والده ثنيان الغانم الذي توفي وثنيان مازال في بطن أمه فسمته أمه ثنيان على اسم والده.

ينتمي إلى عائلة كويتية عريقة بتاريخها ورجالاتها الذين كانت لهم أدوارهم المتميزة في تاريخ الكويت. إنها عائلة الغانم من آل زايد والمعروفة بالسخاء حيث اشتهر منها كثيرون. وقد كان ثنيان الوالد - رحمه الله من كبار النواخذة الكويتيين خلال القرن التاسع عشر ويشهد له كل الذين عاصروه أو كتبوا عن تاريخ الكويت بأنه من أفضل النواخذة في زمانه، ويرجع له الكثير من البحارة ليتعلموا منه فنون الإبحار وأصوله وقواعد الغوص؛ نظرا لخبرته العريضة في هذا المجال.

أوجه الإحسان في حياته

كان ثنيان وفياً مع أصحابه، عطوفاً على عائلته، باراً بهم، ساعد بسخاء كل من يعرف من الضعفاء والمحتاجين داخل الكويت وخارجها، ولولا أنه كان يحب أن تكون أعماله الخيرية كلها في الخفاء (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنا حصلنا على المعلومات الكاملة عن أعماله الخيرية، ولكن يكفي أن نشير هنا إلى ما تيسر من معلومات طيبة عنه :

موائد الإفطار سنويا

عرف عن المحسن ثنيان الغانم - رحمه الله - أنه كان يفطر على مائدته خلال شهر رمضان المبارك أربعون رجلا وكان يشرف بنفسه على موائد الطعام.

دار المختصر .. دار ضيافة

كان - رحمه الله يحرص دائماً على النهوض بمجتمعه وترسيخ مبادئ الولاء للوطن بين الجميع، وسيذكر التاريخ أن ثنيان الغانم كان لديه بيت للضيافة يسمى "المختصر"، في وقت لم يكن فيه بالكويت آية فنادق، وكان المختصر، لا يخلو من الضيوف عربا كانوا أو أجانب، وكان البعض يسكنه شهورا والبعض يظل به لسنوات، ومن الذين سكنوا فيه الخبراء الذين اكتشفوا حقل برقان وأوائل الأطباء بوزارة الصحة وضيوف الخليج والوطن العربي وكان يقوم بعمل ولائم عامرة للجميع، بهدف أن يعرف هؤلاء الأطباء والمدرسين بآباء وعائلات من يعلمونهم ومن يعالجونهم، فقد عرف عنه - رحمه الله - أنه كان كريما معطاء اشتهر بين أهله ومجتمعه بالحكمة والكرم، ومساندة كل مشروع نافع، وقد شهد احتفال المدرسة الأحمدية فتبرع لها بمائتي روبية.

يوم المهلب هبة للكويت

يذكر أنه أهدى - رحمه الله - سفينته البوم «المهلب» إلى دائرة المعارف عام ١٩٦٠ كذكرى للتاريخ عن أيام البحر وكفاح الآباء والأجداد، وكان قد عرض عليه ستين ألف روبية من تجار إيرانيين، ولكنه رفض أن يبيعه وتبرع به لأهل الكويت بدون مقابل، وتم وضعه في ثانوية الشويخ ثم نقل للمتحف الوطني عام ١٩٨٠، بعد إصلاحه وترميمه، وفي عام ۱۹۹۰ تعرض لدمار وحرق متعمد من جنود الاحتلال الصدامي الغاشم، وقد أمر أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله بإعادة بنائه بنفس مواصفاته، وهو قائم الآن عند المتحف الوطني.

وذكر د. يعقوب يوسف الحجي في كتابه ، قصة المهلب، قائلاً : حرص - رحمه الله - على صنع سفينة شراعية ذات صفات ملاحية جيدة تتفق وسمعته كصانع سفن قدير، فقرر بناء «المهلب الذي يعد شاهداً على التراث البحري في الكويت ولم يستطع أي صانع تقليد صنعه الذي تم عام ۱۹۳۷ وتولى قيادته النوخذة حسين بن عبد الرحمن العسعوسي - رحمه الله واستغرق بناء «المهلب» نحو ٧٠ يوماً بواسطة ١٤ نجاراً يعملون بمعدل 10 ساعات يومياً بأجر قدره 3 روبيات هندية (الروبية = ٧٥ فلساً) يومياً للشخص الواحد وبتكلفة إجمالية قدرها ١٥٠٠٠ روبية، ولعب «المهلب دورا في تاريخ النقل البحري الكويتي وخلال الحرب العالمية الثانية عندما أخضعت البحرية البريطانية جميع السفن لسيطرتها ومنعتها من نقل البضائع التجارية ما تسبب في حصول نقص في الكثير من المواد الغذائية وبعض السلع المهمة من أسواق العراق وسورية وغيرهم من الدول المجاورة ولولا وجود السفن الشراعية الخشبية مثل المهلب وشجاعة قباطنتها وبحارتها لحدث الكثير من النقص التجاري، ومثال على ذلك فإنه في سنة ١٩٤٣ كان المهلب أول سفينة تقوم بنقل أقمشة الكشمير الشهيرة والكريب وغيرها من الهند إلى موانئ العراق والتي كانت تنقل منها عن طريق البر إلى سورية ولبنان.

عمارة المساجد

أوصى المحسن ثنيان ثنيان الغانم - رحمه الله - قبيل وفاته أولاده ببناء مسجد على الأرض المحددة والمملوكة له في منطقة جليب الشيوخ، وقد كان ذلك حيث أنهم قدموا هذا الوقف لبناء المسجد وسكن المؤذن والإمام، وفيما يلي صور الوثائق الدالة على هذا الوقف وهي مودعة لدى الأمانة العامة للأوقاف.

إغاثة الملهوف

وقد عرف عنه - رحمه الله - أيضاً أنه كان يتبرع للأهالي الذين كانوا يتضررون من المطر وتتهدم بيوتهم. وكان يقول لأهل هذه البيوت: اذهبوا إلى العمارة (مخزن الخشب ومواد البناء) وخذوا ما تحتاجونه حتى تصلحوا أو تبنوا بيوتكم.

مساعدة الأشقاء العرب

إن رجلاً كثنيان ثنيان الغانم - رحمه الله - بهذه الصفات الطيبة لم يتأخر عن المساهمة في كل مشروع يقوم في بلاده، وكذلك لم يتأخر عن تقديم المساعدة والعون لإخوانه في الدول التي تعرضت للأزمات والمحن، ومنها تبرعه لشعب إريتريا بمبلغ ۱۷۵۰ ديناراً كويتياً، وكان من المساندين لفلسطين وأهلها منذ بداية محنتهم، وكان يتبرع ويجمع التبرعات ويساعد في إيصالها للفلسطينيين في ذلك الوقت، ولكننا لم نصل لقيمة هذه التبرعات في سجلات اللجنة الشعبية لجمع التبرعات، ولكن أولاده تابعوا مسيرته الخيرية لصالح فلسطين حيث قدموا عام ۱۹۸۲ تبرعاً باسم والدهم قدره ٤٠٠٠ دينار كويتي دعماً للشعب الفلسطيني الشقيق كما قدموا دعماً للانتفاضة الفلسطينية قدره ٤٠٠٠ دينار كويتي أيضا وذلك عام ۱۹۸۸م، وتبرعهم عام ١٩٨٠ لإغاثة ضحايا الحروب والكوارث في دولة أفغانستان بمبلغ ٧٥٠ ديناراً كويتياً .

تبرعاته الخيرية لصالح مصر

ومن تبرعاته التي تدل على حب الخير ووطنيته ومساعدته لأشقائه العرب تبرعه بمبلغ ۱۰۰۰۰۰ روبية مائة ألف روبية لصالح الشقيقة الكبرى مصر بعد العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦م.

وفاته

وبعد رحلة طويلة من الكفاح توفي ثنيان ثنيان الغانم خارج أرض وطنه الذي أحبه حيث وافته المنية في منطقة بحمدون بلبنان الشقيق، وذلك في 8 جمادى الأولى عام ۱۳۸۷هـ الموافق ١٣ أغسطس عام ١٩٦٧م.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

الكويت. بيت الزكاة. سلسلة محســـــــــنون من بلـــــــدي ، ج10، 2013.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%2010.pdf