استاذ جامعي كفيف يدرّس القانون للمبصرين

مراجعة ٠٥:١٧، ٢٦ مارس ٢٠٢٥ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'بديل=الدكتور مدوس الرشيدي|تصغير|د. مدوس الرشيدي ... استاذ جامعي  كفيف يدرّس القانون للمبصرين === <big>استاذ جامعي كفيف يدرّس القانون للمبصرين</big> === <big>يمثل أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق في جامعة الكويت '''الدكتور مدوس الرشيدي'''...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الدكتور مدوس الرشيدي
د. مدوس الرشيدي ... استاذ جامعي  كفيف يدرّس القانون للمبصرين

استاذ جامعي كفيف يدرّس القانون للمبصرين

يمثل أستاذ القانون الدولي في كلية الحقوق في جامعة الكويت الدكتور مدوس الرشيدي حالة استثنائية  وظاهرة نادرة تنم عن عزيمة لا تعرف للهزيمة معنى. فهو الأستاذ الكفيف الذي يتسلح بالعلم والثقة معا ويقف في قاعة المحاضرات ليدرس طلبته المبصرين.

أشعل الرشيدي شمعة الامل عوضا ان يلعن الظلام الذي تسلل إلى عينيه باكرا ليطفئ نورهما ، قبل أن يتجاوز عامه الرابع.

يقول: «خرجت يوماً من البيت عندما كنت طفلاً صغيراً، لأعود محمرّ العينين ومصاباً بالرمد، فما كان من والديّ إلا أن حاولا -عبثاً- علاجي بالوسائل الشعبية، الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلا إلى آخرها، وهو الكي، ليتفطّنا -بعد رحلة العلاج الطويلة- إلى استشارة طبيب المستشفى الأميركي في الكويت، والذي اعتذر لهما، معلناً عجزه عن إصلاح ما أفسده العطار».

ولكنه بكل اصرار استسلم لرغبته في التعلم، ليلتحق بمدارس المبصرين في المرحلة الابتدائية التي أرهقته مشقة التعلم فيها، لينتقل إلى معاهد المكفوفين المتخصصة التي مثّلت له نقلة دراسيةً نوعية، وساعدته على  النجاح والتفوق.

واوصلته القراءة بطريقة «برايل» الى الدراسة في ثانوية الشويخ والتفوق على أقرانه حتى دراسة القانون بعد التحاقه بكلية الحقوق في جامعة الكويت، والتي تخرج فيها بدرجة الامتياز في العام 1980، ليشد بعدها الرحال إلى الولايات المتحدة الأميركية، مبتعثاً لدراسة الماجستير في جامعة ميامي. وحصل في العام 1989 على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة ادنبره في إسكوتلندا.

عاد أستاذ القانون الدكتور مدوس الرشيدي إلى دياره، معتقداً أن جامعة الوطن ستفتح ذراعيها وتحتضن إبداعه وتحديه الإعاقة، غير أن أحلامه الكبيرة تضاءلت امام جهل بعض المسؤولين في الجامعة وعدم اقتناعهم وقتها بأن يكون عضو هيئة التدريس فاقدا للبصر، فعمل باحثاً في وزارة الأوقاف.

لكنه لم يستسلم، وظل يبارز العقليات المتحجرة ويطالب بحقه الاكاديمي وبعد جولات عدة كسب مشروعيته وفاز بالانضمام الى هيئة التدريس في جامعة الكويت ليدرس القانون الدولي للطلبة رغم ان قصة كفاحه وحدها تصلح لأن تكون مادة تدرس ليس لطلبة الجامعة ولكن للاجيال كافة، لأنه منارة إرادة قهرت الاعاقة والعجز بالايمان بالذات.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموقع الإلكتروني:

https://www.lahamag.com/article/26031-%D9%85%D9%8F%D8%B9%D9%88%D9%91%D9%82%D9%88%D9%86_%D9%8A%D9%82%D9%87%D8%B1%D9%88%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D9%82%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA