فاطمة محمد عبدالعزيز الميلم

من ويكي خير
مراجعة ٠٣:٥٢، ١٤ ديسمبر ٢٠٢٤ بواسطة WikiSysopwk (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

المولد والنشأة:

هي فاطمة بنت محمد بن عبدالعزيز بن فهد الميلم، المولودة بمنطقة القبلة في مدينة الكويت في الثامن عشر من شهر صفر عام 1362هـ، الموافق للثالث والعشرين من فبراير عام 1943م

المُحسنة فاطمة الميلم
المُحسنة فاطمة الميلم

نشأت ­ رحمها الله ­ في كنف أسرة كويتية كريمة، محافظة على العادات والتقاليد ­ كما هو الشأن في الأسر الكويتية بصفة عامة ­ فتشربت القيم الحميدة، وتربت على مائدة الأخلاق العربية والقيم الإسلامية الأصيلة، وعلى رأسها الجود والحياء والعفة وتقديس الحياة الزوجية، وغيرها من الأخلاق الفاضلة.

أوجه الإحسان في حياتها:

بناء مسجد في البحرين:

أُسس مسجد بعد وفاتها في مدينة المحرق بمملكة البحرين الشقيقة، وقد تأسس في عام 1420هـ (1999م)، حيث تم الانتهاء من بنائه وتجهيزه بإشراف إخوانها، وتم افتتاحه في الرابع من شهر رجب عام 1421هـ الموافق للأول من أكتوبر عام 2000م.

صالة الميلم للأفراح بالعديلية:

كانت فاطمة الميلم ­ رحمها الله ­ حريصة على أن يمتد عطاؤها ويتنوع أوجه بذلها وبِرها، وكانت تسعد بمشاركة الناس في أفراحهم، لذا فكرت في أن تساهم في عمل يخدم الناس بعد أن كثروا وزاد عددهم، وضاقت المنازل عن أفراحهم ومناسباتهم، فقامت ­ رحمها الله ­ بإنشاء صالة الميلم للأفراح والمناسبات الاجتماعية بمنطقة العديلية، حباً منها لفعل الخير، وتمني من الله تعالى أن يجعلها صدقة جارية لها ­ رحمها الله ­ وأن تكون ممن تحقق فيهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة ­ رضي الله عنه ­ قال: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّدَقَاتِ وَيَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا لأَحَدِكُمْ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحُدٍ. .."رواه البخاري.

وقد حرصت ­ رحمها الله ­ على أن يتم هذا العمل على أحسن وجه، مهما تكلف من نفقات، ومهما استغرق من وقت وجهد، ليكون صرحاً من صروح الخير، وعلامة مضيئة على أصالة معادن أهل الكويت رجالاً ونساءً، شيبة وشباباً.

وقد تم اختيار المكان وتجهيزه وبناءه من مالها الخاص، بعد أن اشترت الأرض وأمرت ببدء العمل فيها أثناء حياتها، ولكنها توفيت في عام 1993م – رحمها الله - قبل أن تشاهد البدء في البناء هذا العمل الطيب المبارك عام 1994م، الذي أكمله إخوانها، وقد تم بحمد الله تعالى افتتاح هذه الصالة عام 1996م.

وما زالت هذه الصالة قائمة حتى الآن، تتوارد عليها الأجيال، وتتذاكر بذل هذه السيدة الكريمة وعطاءها، وبِرها وسخاءها، وتحقق لها طموحها بأن تنال – هي وإخوانها وكل من ساهم بجهده ووقته في العمل – الأجر الكبير والثواب الجزيل الذي عناه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: إِذَا تَصَدَّقَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا كَانَ لَهَا أَجْرٌ وَلِلزَّوْجِ مِثْلُ ذَلِكَ وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ وَلا يَنْقُصُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ أَجْرِ صَاحِبِهِ شَيْئًا لِلزَّوْجِ بِمَا كَسَبَ وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ" أخرجه النسائي.

وتبلغ مساحة الصالة 1555 متراً مربعاً، وهي صالة كبيرة معدة للاستقبال وبها صالة للطعام ومطبخ رئيس ومكاتب لإدارة الصالة والخدمات أخرى.

ديوان العزاء:

استكمالاً لنهج الخير الذي سلكته المحسنة فاطمة الميلم – رحمها الله – والذي ركز على خدمة الناس ومشاركتهم في مناسباتهم الاجتماعية والتعاون معهم قدر إمكانها عملاً بالحديث النبوي الشريف الذي رواه النّعْمَان بْن بَشِيرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسَلّم: "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" رواه البخاري.

ولذا فقد قامت ببناء قاعة للعزاء في منطقة العديلية أيضاً بالقرب من صالة الميلم، حيث قام بهذا العمل اخوتها على نفقتها بعد وفاتها، وتم افتتاح تلك القاعة في عام 2001م، وما زالت تؤدي خدماتها للمواطنين الراغبين في ذلك. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتها

بدأ العمل في القاعة سنة 1421هـ (2000م)، وتم الانتهاء منها وافتتاحها سنة 1422هـ (2001م)، وتبلغ مساحتها 700 متراً مربعاً، وهي تشمل ديوان رئيس للاستقبال وخدمات أخرى.

وفاتها:

كانت المحسنة فاطمة الميلم تتمنى لو تطول بها الحياة ويمتد بها العمر، ليس حباً في الدنيا ­ وهي الراغبة عن متعتها وملذاتها، الزاهدة فيها، الساعية لرضا الله تعالى ­ بل للإكثار من فعل الخيرات، والازدياد في الباقيات الصالحات، فها هي حتى وفاتها تلح على إنجاز المسجد والصالة بأسرع ما يكون، أملاً منها في أن تراهما قبل موتها، إلا أن أجل الله تعالى وافاها فرحلت إلى بارئها جل وعلا بنفس الهدوء والسكينة اللتين عاشت بهما بين الناس.

وفي 14 صفر عام 1414هـ الموافق للثاني من أغسطس عام 1993م، رحلت عن عالم الحياة الفانية إلى الحياة الباقية، ولم تكن قد جاوزت الخمسين إلا ببضعة أشهر، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.

الكلمات الدالة:

مُحسنات الكويت - الأعمال الخيرية - الأعمال الإنسانية - بناء المساجد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج5، 2003. ص83 - 87.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%205.pdf