أحمد عبدالرحمن الفارسي (النشمي)

من ويكي خير | موسوعة العمل الإنساني
أحمد عبدالرحمن النشمي 
أحمد عبدالرحمن الفارسي (النشمي) 

المولد والنشأة والعمل:

هو أحمد عبدالرحمن النشمي المولود في جزيرة فيلكا نهاية الربع الأول من القرن العشرين، وذلك في العام 1923م.

درس في مدرسة مختلطة ثم ترك التعليم في مرحلة مبكرة لينضم إلى الوالد في رعي الأغنام وعمره لم يتجاوز العشرة أعوام، وانتقل بعد ذلك إلى الكويت للعمل في نقل الرمل لعدة سنوات - وكان أثناء وجوده في الكويت يقيم عند عمه في المرقاب - ثم العودة إلى فيلكا ليبدأ العمل في صيد السمك أيام الوكر بسفينة شراعية من نوع الشوعي. كان تحت إمرته 12 شخصاً، حيث كان (نواخذة) عليهم.

وعندما احتاجت مطافئ الكويت إلى نواخذة للعمل في البحر، انضم إليهم أحمد الفارسي ومعه عبدالعزيز البرجس وفهد البرجس وعلي المسعد. عمل أيضاً في مجال البناء وشارك في بناء ثانوية الشويخ وكانت أجرته اليومية 8 روبيات.

سكن منطقة كيفان عام 1966 وعاش فيها سنوات طويلة ثم انتقل إلى بيان في بداية الثمانينيات، واستقر بها حتى وفاته.

سبب تسميته بـ (النشمي):

اُطلق عليه اسم «نشمي» للمجهود الذي كان يبذله أثناء العمل، وما من رجل طلب منه خدمة أو عملا إلا لبى طلبه وأنجز عمله.

مساهماته في العمل الخيري والإنساني:

قضى أحمد عبدالرحمن الفارسي (النشمي) فترة تزيد على ثلاثة عقود من الزمان في العمل الخيري في دولة بنغلاديش، حيث كان يعمل (رحمه الله) في صمت وبدون أضواء إعلامية إلا الشيء القليل الذي يأتي إليه مصادفة.

وفي لقاء مثير مع الحاج أحمد عبدالرحمن النشمي أحد روّاد العمل الخيري الكويتي ومن الذين أعطوا الكثير وتطوعوا بأموالهم وأوقاتهم من أجل مساعدة المحتاجين وتخفيف الكوارث عن المحرومين والمبتلين، لم يثنه كبر سنه الذي بلغ فوق السبعين عاماً ولم تثنه رجله التي لا يستطيع الحركة الكثيرة عليها عن العمل الجاد المتواصل الشاق لزرع الابتسامة في قلوب الأيتام والفقراء والمحرومين، ولا يرغب في أن ينشر له أخبار في الصحافة ووسائل الإعلام لرغبته في أن يكون عمله خالصاً لله رب العالمين بعيداً عن الرياء والعجب.

يقول في لقاء طويل معه: "بدأت في العمل الخيري خارج دولة الكويت وبالذات في بنغلاديش في عام 1981 م حيث كنت أفكر ببناء مسجد لوالدي في إحدى دول العالم الإسلامي، وفي رمضان من عام 1981 م زارنا في المسجد أحد المسلمين يطلب بناء مسجد في بنغلاديش، فطلبت منه أن أسافر معه لرؤية الموقع فوافق على شرطي وسافرت معه، وبعد الزيارة الأولى في عام 1981 م اطلعت على أحوال المسلمين واطلعت على المآسي والجوع والفقر التي يعاني منها المسلمون هناك، فقررت تنفيذ عدة مشاريع خيرية فبدأت بنفسي في تنفيذ المشاريع ومع كثرة زياراتي بدأ الأقارب والأصدقاء يسمعون عن مشاريع خيرية أنفذها هناك فأخذوا يتبرعون لتنفيذها، وبحمد الله تعالى استطعت أن أنفذ عدد كبير من المشاريع الخيرية في بنغلاديش منذ عام 1981 م إلى يومنا هذا بلغت 2000 منزل للفقراء، و 370 مسجد، و 20 مدرسة، و 3000 بئر، وكفالة 2000 يتيم شهرياً، وتنفيذ ولائم إفطار في شهر رمضان في عدد 50 مسجداً في بنغلاديش، وتزويج الفتيات المسلمات بدفع مهورهن، وشراء مكائن خياطة لتأهيل المسلمين الفقراء وتوفير مشاريع إنتاجية لهم، وتنفيذ حملات الإغاثة أثناء الفيضانات والنكبات. ولم يكن هذا العمل الضخم إلا بتوفيق الله عز وجل، ودعم المحسنين من أهل الخير، فلله الحمد والمنة".

يقول مدير عام بيت الزكاة بالنيابة السيد عبدالقادر ضاحي العجيل أثناء غزو النظام العراقي لدولة الكويت في 2/ 8/ 1990 م لرواد مسجد الحمدان في منطقة مشرف بأن الكويت ستتحرر بفضل الله تعالى لما يقدمه أهل الكويت من خيرات في كافة بقاع العالم، واستشهد بقصة مثيرة حيث يقول: "في سنة من السنوات ذهبنا إلى بنغلاديش أثناء كارثة فيضانات أصابتها، وأخذنا نتجول في بنغلاديش للاطلاع على أحوالها ولإعداد تقرير بالأسلوب الأمثل في الإغاثة وحجم المساعدات التي سنقدمها، وأثناء سفرنا إلى مناطق نائية بالطائرات، وجدنا رجلًا من أهل الكويت وصل إلى هذه المناطق البعيدة ليس بالطائرات المروحية بل بالسيارات والسفن الصغيرة وإذا به الحاج أحمد النشمي الذي قام بمجهود فردي لم تُقِمْهُ المؤسسات الكبيرة، حيث قد سبقنا إلى هذه المناطق المنكوبة، وقام بتقديم المساعدات الكثيرة".

الأوسمة والشهادات:

حصل على العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية من دولة بنغلاديش تقديراً لمجهوداته الخيرية.

وفاته:

توفى بتاريخ 10 ديسمبر 2013.


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

- العمل التطوعي الكويتي في أربعة قرون من ١٦١٣ م إلى ٢٠١٨ م . تأليف/ د. خالد يوسف الشطي. الكويت: مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني "فنار". 2018.

- أحمد النشمي: ركبت البحر نوخذة وسيباً وسكونياً وتباباً ورعيت وتاجرت بالأغنام وزرعت القمح بـ «النصيفة».

- صورة لها تاريخ: أحمد النشمي الفارسي قضى أكثر من ثلاثين سنة في العمل الخيري في بنغلادش.