مساعد بن عبدالله العازمي

محسنون من بلدي
محسنون من بلدي

المولد والنشأة:

ولد الشيخ مساعد بن عبد الله العازمي عام ١٢٦٢هـ في البادية وعاش طفولته بدويا ثم جاء إلى الكويت وقد شاهد علماء ومتعلمين ودورا لتعليم القرآن والحساب فبدأ بتعلم القراءة والكتابة وسعى جاهدا في طلب العلم عند كل من يحسنه ولما بلغ العشرين من عمره ذهب إلى مكة حاجا وهناك تعرف على طلبة علم جاؤوا من مصر فصاحبهم وسافر بعدها إلى مصر في سنة ۱۸۸۵ تقريبا لطلب العلم حيث درس الفقه والنحو والعروض والتلقيح ضد الجدري ونال الشهادة العلمية من الزهر الشريف سنة ۱۲۹۸هـ.

أوجه الإحسان في حياته:

الذين نهجوا نهج الإصلاح كان لهم منهم وجهته وأوجه الإصلاح كثيرة ولكل منهم زمانه وظروفه التي ساهمت في تحديد أوجه الإصلاح ما استطاع ومن أبرز عطائه مداواة الناس من مرض عضال فتك بالكثيرين ولم تكن تعرف المنطقة له دواء. يقول الشيخ عبد الله النوري في كتابه (خالدون في تاريخ الكويت) إن الشيخ مساعد بن عبد الله العازمي ذاق مرارة اليتم فمات أبواه بمرض الجدري فأراد الشيخ مساعد أن يسهم في درء هذا المرض الذي كان في ذلك الوقت ألد الأعداء وأشدهم فتكأ بالإنسان.

فأسرع وهو في مصر وتعلم كيفية الوقاية من هذا الوباء وبعد أن عرف أن هناك لقاحا يقي الأطفال من هذا المرض ويحصنهم ضد العدوى منه قرر أن يهب نفسه لهذه المهمة الجليلة ويعمل بها في وطنه الكويت فسافر إلى الهند للحصول على اللقاح الذي توصل إليه العلم هناك وكانت اليمن آنذاك أكثر البلاد العربية إصابة بهذا المرض فاتجه إليهم ليعالج الناس ويعلمهم كيفية الوقاية من هذا الوباء مرض الجدري وبعد ذلك أتجه إلى دول الهليج يرشد الناس إلى الوقاية بالمصل الواقي ويمارس تطعيم الأطفال وكانت أول محطة له مدينة مسقط بعمان ثم رأس الخيمة ثم دبي ولقد كان لجولته هذه أثر كبير في إنقاذ آلاف الأطفال المهددين الموت وفي عام ١٣١٥هـ عاد إلى وطنه الكويت وأنشأ في بيته عيادة يأتي إليها الناس بأولادهم ليتلقوا علاج الوقاية من مرض الجدري.

وكان بيته في محله العوازم بالقرب من مسجد الشيخ محمد بن فارس كان رحيما بالأطفال يحبهم ويكره بكائهم ولشدة حرصه على ألا يبكي الأطفال أثناء زياراتهم له للتطعيم كان يغريهم بالحلوى وبسرعة خاطفة يضع الدواء لهم.

كان مساعد بن عبد الله محسنا بعلمه الذي اجتهد في تحصيله من أماكن إسلامية متفرقة فأصبح عونا للضعفاء وسندا للعاجزين بما وهبه الله من معرفة واطلاع.

ظل الشيخ مساعد بن عبد الله العازمي يتنقل بين الكويت والبحرين ويمارس مهمته الإنسانية بلا ملل أو تردد.

وفاته:

توفاه الله في عام ١٣٦٢ هـ الموافق ١٩٤٣م في قرية يقال لها "عسكر" في البحرين بعد رحلة طويلة من الكفاح ضد وباء أهلك الكثير من الأطفال والكبار وقد بلغ رحمه الله من العمر مائة سنة قمرية وتكريماً له أطلق اسمه على أحد شوارع دولة الكويت - شارع مساعد العازمي بمنطقة السالمية.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين) . بيت الزكاة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1422هـ - 2001م.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%201.pdf