محمد بن سعود الدويهيس

المولد والنشأة

 
محمد بن سعود الدويهيس

ولد المحسن محمد بن سعود بن دويهيس العازمي عام 1287هـ الموافق لعام 1870م، في حي الوسط في منزل والده سعود – رحمه الله – وبعد وفاة والده والتوسع العمراني في الكويت، اشترى منزلاً في فريج العوازم بمنطقة القطنة، مقابل مسجد عزران الدماج (هلال المطيري) بمدينة الكويت، وكان منزله من أكبر البيوت في هذا الحي ويطل أيضاً على ثلاثة طرق.

أوجه الإحسان في حياته

زخرت حياة المحسن محمد الدويهيس – رحمه الله – بالعديد من أعمال الخير وأوجه الإحسان التي تعلمها من كتاب الله تعالى، وفاءً لفضل الله عليه وإنفاقاً من المال الذي رزقه به الله، فأدى حقه استجابة لنداء الحق القائل في كتابه العزيز: "مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)" سورة الحديد.

الكرم والسخاء

عرف المحسن محمد الدويهيس – رحمه الله - بالكرم والسخاء، وكثرة الإنفاق في سبيل الله تعالى، فقد جعل للمساكين في ماله حظاً موفوراً، فكان لا يرد السائلين ولا يبخل على الفقراء وكان يوزع عليهم أموال الزكاة، وينفق الصدقات، عملاً بهدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي حث على الإنفاق وبين مكانته في حديثه الشريف قائلاً: "لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي الْحَقِّ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" رواه أحمد.

الوقف الخيري

الوقف سبيل للخير لا ينقطع ومورد للحسنات والثواب لا ينتهي، مصداقاً لقول الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطعً عملُه إلا من ثلاثٍ صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفعُ به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له" رواه مسلم.

ولذلك حرص – رحمه الله – على أن يزرع شجرة الوقف التي لا يتوقف عطاؤها ولا تنقطع ثمارها بإذن الله تعالى، فأوقف ثلث ثروته على أعمال الخير ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين، وكذلك ضم في وصيته البيت الذي كان يسكن فيه ليكون وقفاً لله تعالى.

وقد سجل هذه الوصية الشرعية عام 1916م، أي قبل ذهابه للدفاع عن الوطن في حرب الجهراء بأربعة أعوام، وفق ما ذكره ابنه موثق هذه السيرة.

ومن خلال الوثيقة الشرعية للوقف - التي وثقها القاضي الشرعي في ذلك الوقت الشيخ محمد بن عبدالله العدساني - في الثالث عشر من جمادى الأولى عام 1335هـ الموافق لعام 1916م، نجد أن المحسن الكريم قد ترك وصية بوقف الثلث من تركته بعد وفاته.

وقد سطر المحسن محمد الدويهيس – رحمه الله – في وصيته بالثلث الخيري الشرط الوحيد لها وهو نحر الأضاحي وتقديم العشيات للفقراء والمحتاجين في الأيام المباركة وهي جميع المناسبات الإسلامية التي يستحب فيها التقرب إلى الله بالإكثار من تقديم الطعام والصدقات كشهر رمضان المبارك والأعياد والوقوف بعرفات ويوم عاشوراء وغيرها، مما يدل على حرصه على أن يستمر جوده وكرمه بعد مماته كما كان في الحياة الدنيا، معقباً وصيته بعبارة "أن يعمل له ما يعمل الحي للميت من أضحية وعشيات بما يعود نفعه عليه بعد وفاته".

أما الأضحية فقد أمست سنة مؤكدة في الإسلام حتى قيام الساعة، يثاب عليها المضحي بعدد شعر ذبيحته، ويثاب أيضاً على دمها وجلدها وكل ما فيها، بعدما أمر الله تعالى بها نبيه صلى الله عليه وسلم – والمسلمين جميعاً من بعده - في كتابه العزيز، قال تعالى: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2)" سورة الكوثر.

وأما العشيات فهي إطعام الطعام للفقراء أيضاً في الأيام المباركة وهي المناسبات الإسلامية مما يعود بالنفع على الموصي الكريم من دعاء الفقراء له والثواب الجزيل الذي يأتيه من الله تعالى الذي وصف الأبرار بهذه الصفة في كتابه العزيز، قال تعالى: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)" سورة الإنسان.

حبه للخير وقضاء حوائج الناس

كان - رحمه الله - محباً للخير، ساعياً له، حريصاً على فعله، عملاً بأمر الله تعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)" سورة الحج.

وكلمة الخير أوسع من الكرم و الجود، فهي تشمل كل أوجه الخير والبر، من الإصلاح بين الناس و بسط الوجه لهم .. وقضاء حوائج ذوي الحاجات، وقد تحلى المحسن محمد الدويهيس – رحمه الله – بهذه الصفات الكريمة من خلال حبه للخير والإصلاح بين الناس والعدل والإنصاف، وذلك في حياته العادية وفي قيادته لسفينته كنوخذا (قبطان).

شهادته في سبيل الله

بعد هذه الحياة الكريمة التي قضاها المحسن محمد بن سعود الدويهيس في سبيل الله تعالى بعمل الخير والإصلاح، وتركه وصية بوقف خيري، قام بتوزيع نصيب أولاده عليهم وعلى زوجاته؛ وذلك حفظاً لحقوقهم وخوفاً عليهم من الخلاف، وبعد أن أعطى كل ذي حق حقه، بذل حياته في سبيل الله تعالى وفي سبيل الوطن، عندما استشهد في حرب الجهراء عام 1339هـ الموافق لعام 1920م، ودفن مع عدد من شهداء حرب الجهراء، في صيهد فضيحة بمنطقة البريج على ساحل البحر المقابل لساحل كاظمة (الخويسات).

الكلمات الدالة

مُحسنون من الكويت - الأعمال الخيرية والتطوعية - الوقف.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. إدارة العلاقات العامة والإعلام. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج5، 2003.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%205.pdf