عبد الله أحمد الشويب

المولد والنشأة

 
عبد الله أحمد الشويب

هو عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الشويب بن محمد بن عمر بن حسن بن عمر بن عابد آل عامر العمر، ولد رحمه الله في منطقة الجهراء بدولة الكويت عام ١٣٣٥هـ الموافق لعام ١٩١٦م، ويرجع نسب عائلته إلى قبيلة الدواسر من الوداعين من آل عويمر في مدينة الزلفي في نجد بالمملكة العربية السعودية التي نزحت الأسرة منها عام ۱۸۸۰م، واستوطن جده ووالده - رحمهما الله - قرية الجهراء بدولة الكويت، التي ولد فيها المحسن عبدالله أحمد الشويب. استشهد والده أحمد الشويب رحمه الله في معركة الجهراء عام ١٩٢٠م. وكان ابنه عبدالله صاحب هذه السيرة الطيبة في الرابعة من عمره، فذاق مرارة اليتم في صغره، وتعلم منها الكثير، كما سنرى فيما بعد.

أوجه الإحسان في حياته

كان عمل الخير متأصلاً في هذه العائلة الكريمة منذ القدم، حيث إن أخاه الأكبر عبد الرحمن أحمد الشويب أسس مسجداً في منطقة الزلفي وتبرع لدعم مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها بمبلغ ۳۰۰۰ روبية (ثلاثة آلاف روبية)، وذلك بواسطة لجنة التبرعات المركزية في ٢٥ نوفمبر ١٩٥٦م وكان تبرعه هذا كبيرا وسجل بالقائمة الأولى مع كبار التجار، ومن وجوه إحسانه رحمه الله أنه أوصى بالثلث من ماله ليصرف في وجوه الخير كافة، وتمثل هذا الثلث في عمارة بمنطقة حولي، وبعد دخول الكهرباء إلى منطقة الزلفي كان هو وأخوه علي رحمهما الله أول من أدخلا المراوح الكهربائية إلى بعض مساجدها. كما أقام أخوه الأكبر علي العديد من المشاريع الخيرية داخل الكويت وخارجها. ولذا فإنه كان من الطبيعي أن ينشأ المحسن عبدالله الشويب رحمه الله محبا لعمل الخير في كل مكان، وقد حرص رحمه الله على تنفيذ غالبية مشروعاته الخيرية بواسطة جمعيات ومؤسسات كويتية ذات خبرة عريقة في العمل الخيري، واستمر أبناؤه من بعده - ومن خلال وصيته رحمه الله على هذا المسلك الكريم والسيرة الحسنة، وصدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز: "ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ". سورة آل عمران، 34.

عمارة المساجد:

حرص المحسن عبدالله أحمد الشويب رحمه الله على أن يكون من عمار بيوت الله تعالى في الأرض، ليفوز بوعد الله تعالى لمن بنى مسجدا لله تعالى في الحديث الشريف الذي رواه أنس عن رسول الله ، قال: «مَنْ بَنَى لله مَسْجِدًا صَغِيرًا كَانَ أو كبيرًا بنى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ»، فقام رحمه الله بتأسيس عدد من المساجد داخل الكويت وخارجها كما يلي :

مسجد عبد الله أحمد الشويب في الكويت

تعد منطقة خيطان من أكثر مناطق الكويت ازدحاماً، نظراً لوجود عدد كبير من المقيمين في الكويت بها بالإضافة إلى بعض المواطنين، وقد لمس المحسن عبدالله الشويب رحمه الله حاجة أبناء المنطقة هناك المسجد يؤدون فيه الصلاة، وواحة للإيمان يأوون إليها من هجير الحياة ولظاها، فيرطبون ألسنتهم وقلوبهم بذكر الله وإقام الصلاة، فبادر بإنشاء هذا المسجد - وهو ذو مساحته كبيرة ويضم مصلى للنساء ومكتبة - في السبعينيات من القرن المنصرم، وهو يقع بالقرب من طريق الملك فيصل بن عبد العزيز في القطعة الرابعة بمنطقة خيطان.

وقد قام رحمه الله بصيانة هذا المسجد ورعاية مصالحه أثناء حياته، ولم يكتف بذلك بل أوصى أولاده وكلفهم بهذا الأمر بعد وفاته، فقاموا مشكورين بالاهتمام الدائم بصيانة المسجد ومتابعة شؤونه، ولا يزال هذا العمل الخيري مستمراً - بفضل الله - تعالى إلى الآن.

مسجد عبد الله أحمد الشويب بمحافظة بني سويف

وقد تأسس هذا المسجد على نفقته رحمه الله في مدينة الواسطى بمحافظة بني سويف في جمهورية مصر العربية، ويقع على الطريق الرئيس بجوار مستشفى الواسطى العام، حيث مركز المرحوم عبدالله الشويب للغسيل الكلوي وأمراض الكلى بها، والذي يخدم أهالي المنطقة ورواد وموظفي المستشفى، وتم الافتتاح عام ١٤٢٥هـ ( ٢٠٠٤م).

مسجد عبد الله أحمد الشويب بمحافظة الغربية

وقد تأسس هذا المسجد على نفقته يرحمه الله في قرية القضابة بمدينة بسيون في محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، والمسجد يقع داخل الكتلة السكنية للقرية التي يبلغ تعدادها ١٠ آلاف نسمة، ويعتبر من أكبر المساجد في القرية، وكان المسجد ضمن خطة وزارة الأوقاف المصرية الخاصة بهدم وإعادة بناء المساجد القديمة الآيلة للسقوط وتطويرها على طراز حديث، وتم افتتاحه عام ٢٠٠٥م، وتبلغ المساحة الإجمالية له ٦٥٠م٢.

مسجد عبدالله أحمد عبد الرحمن الشويب في إثيوبيا

وقد تأسس هذا المسجد على نفقة المحسن عبدالله أحمد الشويب رحمه الله في 11 يونيو عام ۲۰۰۵م، بواسطة بيت الزكاة في الكويت، وقام على تنفيذه مكتبة مصعب بن عمير الإسلامية في إثيوبيا، واستغرق تنفيذ هذا العمل مدة عام واحد .

مسجد سلطان غازي البعيجان ( الحربي) رحمه الله في إندونيسيا:

وتأسس هذا المسجد في إندونيسيا بواسطة بيت الزكاة في الكويت ونفذه المجلس الأعلى الإندونيسي، على نفقة المحسن عبد الله أحمد الشويب رحمه الله باسم المرحوم سلطان غازي البعيجان (الحربي) وهو أخو المحسن عبدالله أحمد الشويب من الأم، وتأسس في ١١ يونيو عام ۱۹۹۲م، وتم افتتاحه بعد عام واحد في أغسطس عام ١٩٩٣م.

مركز عبد الله أحمد عبد الرحمن الشويب لأمراض وغسيل الكلى ووحدة غسيل بيرتوني

من جوانب عظمة الإسلام حثه على أن يكون أبناؤه كالجسد الواحد تألفاً وتعاطفاً ومشاركة في الأفراح والأتراح والآمال والآلام، ولذا ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل بأنهم كالجسد الواحد مصداقاً لقوله : "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضُوا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَده بالسهر والحمى". رواه البخاري.

وقد انتشر مرض الفشل الكلوي في كثير من الأماكن والدول، حيث تكون حاجة المصابين به ماسة إلى الغسيل الكلوي، وهو علاج باهظ التكاليف وخاصة بالنسبة للفقراء وذوي الدخل المحدود، وقد نمى إلى سمع المحسن عبد الله الشويب رحمه الله حاجة أهالي مدينة الواسطى في الشقيقة مصر لهذا المشروع، فأراد أن يقدم مساهمة طبية خيرة لتكون لمسة حانية لهؤلاء الذين هم في أمس الحاجة لها، فجاء إنشاء هذا المركز ليخدم هذه المنطقة المكتظة بالسكان والذين يبلغ عددهم ١٥٠ ألف نسمة تقريباً، وهو مركز المرحوم عبدالله أحمد عبد الرحمن الشويب لغسيل وأمراض الكلى، وهو يقع داخل مستشفى الواسطى العام بمدينة الواسطى في محافظة بني سويف، ويضم مركزا للغسيل الكلوي وأمراض الكلى، ثم أضيفت له وحدة للغسيل البيرتوني ومركز معلومات، وبدأ العمل فيه عام ١٤٢٢هـ ۲۰۰۱م)، بإشراف المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية في القاهرة، وتم افتتاحه عام ٢٠٠٤م

كفالة الحجيج

لا يخفى على المسلم كم تتوق القلوب وتشتاق إلى حج بيت الله الحرام وزيارة مسجد النبي المصطفى خير الأنام ، إجابة لنداء خليل الله إبراهيم : "رَبَّنَا إِلَى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَوَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " سورة إبراهيم، 37.

ومن الناس من يمن الله عليه ويبسط له في الرزق فيبادر إلى ذلك، ومنهم من يمنعه فقره وضيق ذات يده من ذلك. ولكن تظل النفس تشتاق وتهوى، ويظل القلب يحن ويهفو . وهنا يأتي دور بعض المحسنين الكرام الذين يقدرون مشاعر إخوانهم هؤلاء، ويُحبون أن يذوقوا من السعادة والفرح مثل ما ذاقوا هم عندما زاروا بيت الله الحرام حجاجاً أو معتمرين، ولذا اهتم المحسن عبدالله الشويب من رحمه الله بأن يُخرج بعض الحجيج على نفقته، حتى ينال - بإذن الله - الثواب ما ينالون، فتحمل نفقة تحجيج عدد من الفقراء والمحتاجين غير القادرين على تحمل نفقات الحجيج، وكذلك تكفل بنفقة ورعاية عدد من الحجاج ليحجوا عن إخوانه ووالديه وأجداده رحمهم الله جميعاً، وذلك عن طريق حملات الحج الكويتية مباشرة.

حفر الآبار:

لا غنى لامرئ - بل لأي كائن حي - عن الماء أبداً، فهو سر الحياة ينساب في الجسد الواهن فيحييه بعد مماته، وينطلق في شرايين النباتات والمزروعات فيبعث فيها الخضرة والنضرة، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فسلَكَهُ يَنبِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَكَهُ مُصْفَرًا ثُمَّ يَجْعَلْهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ الله) سورة الزمر، 21. وكم من دولة فقيرة عدمت الماء وقل فيها القطر من السماء، لذا ساهم المحسن عبد الله الشويب رحمه الله في إيصال الماء العذب إلى كثير من هؤلاء المحتاجين في عدد من دول القارة الإفريقية بواسطة بيست الزكاة في الكويت فتكفل رحمه الله بحفر عدد من آبار المياه العذبة في مناطق هي في أمس الحاجة للماء العذب الصالح للشرب، ومن ذلك حفر ۱۰ آبار مياه في دولة النيجر، وبئر في دولة بنين وبئر في دولة تشاد، وذلك عن طريق بيت الزكاة في الكويت.

وفاته

بعد رحلة طويلة مشرقة صفحاتها بنور العطاء والكفاح والجد وعمل الخير زادت على التسمين عاماً، زحف المرض إلى جسد المحسن عبدالله الشويب، واستمر معه لما يقرب من عام ونصف العام، ثم توفي في مستشفى الأميري يوم ٢٤ أكتوبر عام ۲۰۰۷م، ملبياً نداء الله تعالى ومستبشراً بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَبِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (3)" سورة الأنبياء.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:

بيت الزكاة. محســـــــــنون من بلـــــــدي (سلسلة تشمل السير العطرة  للمحسنين الكويتيين)، ج9، 2010.

الموقع الإلكتروني:

https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%209.pdf