عبدالله محمد هادي العوضي

المولد والنشأة:
هو عبد الله بن محمد هادي العوضي، المولود في عام ١٣١٣هـ الموافق العام ١٨٩٥م في مدينة عوض جنوب ايران ترجع أصول عائلته إلى القبائل التي هاجرت منذ زمن بعيد من بلاد الحجاز المدينة المنورة إلى بر فارس.
ذاق مرارة اليتم مبكرا، فقد توفي والده وهو لم يزل طفلاً صغيراً، وبالرغم من ذلك فقد شق طريقة وسط أنواء الحياة ومصاعبها، إذ هاجر مع مجموعة من أقاربه بصحبة أخيه الوحيد الحاج محمد أمين إلى منطقة الخليج العربي عام ١٩٠٥ م، وبدأ حياته في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عاش فيها خمسة أعوام ثم غادرها إلى الكويت عام ۱۹۱۰ م، واستقر فيها بقية حياته وأصبح من وجهائها.
أوجه الإحسان في حياته:
كان للرزق الواسع الذي من الله به على المحسن عبد الله العوضي أثر كبير في تفجير ينابيع الخير فيه، فعاش حياة مليئة بالبذل والعطاء والإحسان وصنع المعروف.
لذلك فقد ارتبط اسمه بفعل الخيرات في كافة المناسبات في بلده الكويت التي مازال أهلها يذكرون له أنه خصص جزءا من ثروته الأعمال الخير خلال حياته وبعد وفاته - رحمه الله - وذلك من خلال وصيته بثلث ثروته للأعمال الخيرية.
دوره الوطني:
كان المرحوم عبد الله العوضي محبا لأمته العربية، متفاعلاً مع قضاياها، بل و مشاركا في الدفاع عن أراضيها وذلك من خلال الجهاد بأمواله ضد قوى الاستعمار، وقد تجلى ذلك في تبرعاته السخية ومساعداته لإخوانه المجاهدين في العديد من الأقطار العربية التي تعرضت للمحن في ذلك الوقت، حيث قدم تبرعات لفلسطين ومصر والجزائر.
عمارة المساجد:
تمنى المرحوم عبد الله العوضي أن يكون ممن وفقهم الله تعالى لإعمار المساجد، ليظفر بالفضل الذي وعد به رسوله في حديثه الشريف: "من بنى لله مسجدا بنى الله له في الجنة مثله" رواه مسلم.
وقد أفصح عن أمنيته هذه لصديقه الشيخ محمد الخلف رحمه الله خلال رحلتهما معا إلى الأراضي المقدسة عام ١٩٣٤م، ووعده بأنه سيكون سعيداً لو أنه (الشيخ محمد الخلف) أصبح إماماً لهذا المسجد.
وقد شاء الله العلي القدير أن يتحقق هذا الأمل بعد عدة سنوات، عندما وسع الله عليه وتمت تجارته، فقام عام ۱۹۳۹م بشراء قطعة أرض في شارع أحمد الجابر بمنطقة الشرق بالكويت، وفي عام ١٣٧٤ هـ (١٩٥٤م) وضع فيها حجر الأساس لبناء مسجد عبد الله العوضي بحضور المرحوم الشيخ عبد الله الجابر الصباح رئيس دائرة الأوقاف في ذلك الوقت وفي أغسطس من عام ١٣٧٦ هـ ( ١٩٥٦م) تم افتتاح المسجد تحت رعاية المرحوم الشيخ عبد الله الأحمد الجابر الصباح.
وقد وفي المرحوم عبد الله العوضي بوعده للشيخ محمد الخلف بتعيينه إماماً لهذا المسجد، وظل الشيخ الخلف يعمل إمامًا وخطيبًا للمسجد زهاء أربعين عاماً.
خدمة الحجيج:
في عام ١٣٧٨ هـ (١٩٥٨م) قام - رحمه الله - بتشييد عمارة سكنية في المدينة المنورة، وجعلها وقفا الله تعالى لسكنى حجاج بيت الله الحرام الفقراء الذين لا يجدون سكنا خلال تأديتهم لفريضة الحج عندما يفدون إلى المدينة المنورة قبل الحج أو بعده لزيارة قبر الرسول وآل بيته الأطهار وصحابته الأخيار والصلاة في المسجد النبوي الشريف لنيل الأجر والثواب. وقد أقام المرحوم عبد الله العوضي هذه العمارة السكنية لتكون صدقة جارية له بعد مماته.
الصدقات على المحتاجين:
كان المرحوم عبد الله العوضي سباقا دائما لفعل الخيرات بدافع من إيمانه القوي بالله سبحانه وتعالى، مدركا أن على المرء أن يتذكر دائما نعمة ربه عليه، ولذا فقد عرف - رحمه الله - بحرصه على تأدية زكاة أمواله إلى مصارفها الشرعية في وقتها، كما عرف بعطفه على الفقراء والمساكين، والإنفاق عليهم سرا وعلانية، وبخاصة في شهر رمضان الكريم، وقد استمرت هذه العادة الطيبة بعد وفاته - من خلال الثلث الخيري - كصدقة جارية.
وصيته:
حرص المحسن عبد الله العوضي على أن يظل نبع الخير متدفقا بعد مماته، فوثق وصية شرعية أوقف فيها ثلث ثروته للأعمال الخيرية، وجعل ولديه (محمد هادي، والدكتور عبد الرحمن) وصيين على تنفيذ هذه الوصية من بعده.
وقد حرص الوصيان على الاستمرار في دعم الأعمال الخيرية التي بدأها الموصي - رحمه الله - ومد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين في كافة المناسبات الاجتماعية بنفس الأسلوب الذي بدأه الموصي - رحمه الله وقد ساهم الوصيان على الثلث الخيري في تقديم منح دراسية جامعية للطلبة العرب الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المؤسسة العالمية للطلبة العرب ومقرها ولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما حرص الوصيان على إقامة ولائم الإفطار خلال شهر رمضان المبارك في الكويت وبعض الدول العربية والإسلامية وذلك من خلال بيت الزكاة.
وقد أسهم الوصيان على ثلث المرحوم عبدالله العوضي في إعمار بيوت الله تعالى في كل مكان يخدم المسلمين، فشاركا في بناء العديد من المساجد والمعاهد الدينية والمراكز الإسلامية في بعض الدول العربية والإسلامية، راجين من الله تعالى أن تكون هذه الأعمال صدقة جارية على والدهما الموصي - رحمه الله. وقد تعاونا في إقامة هذه المشاريع مع بيت الزكاة في الكويت، واللجنة الشعبية الجمع التبرعات، وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية وغيرهم. وقد أثمر هذا التعاون - بفضل الله تعالى - عن بناء العديد من المشاريع الخيرية داخل وخارج دولة الكويت.
وفاته:
بعد حياة مليئة بطاعة الله وعامرة بفعل الخيرات توفي المرحوم عبد الله العوضي في عام ١٣٨٣هـ (١٩٦٣م) في لندن، وقد ووري جثمانه الثرى في الكويت يوم ١٦ أغسطس عام ١٩٦٣ ، تاركا الذكر الحسن والصدقة الجارية. وقد حزنت عليه أسر كثيرة في الكويت كانت تعرفه بإحسانه وكرمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
محسنون من بلدي (سلسلة تشمل السير العطرة للمحسنين الكويتيين)، ج3. بيت الزكاة، 2001.
الموقع الإلكتروني:
https://www.zakathouse.org.kw/pdfencyclopedia/محسنون%20من%20بلدي%203.pdf